هل سبق وأن شعرت أن شخصًا ما لم يكن صادقًا معك، لكنك لم تكن قادرًا على إثبات ذلك؟ يواجه الكثير منا هذا الشعور، ولكن القليل فقط يمتلكون الأدوات التي تمكنهم من كشف الكذب بطريقة مهنية ودقيقة.
كتاب “كيف تكشف الكذاب؟” من تأليف جرجيوري هارتلي يوفر لك هذه الأدوات، من خلال توجيهك خطوة بخطوة نحو فهم لغة الجسد والإشارات اللفظية، وصولًا إلى كشف التناقضات التي تظهر في المواقف المختلفة. يعد هذا الكتاب مرجعًا مثاليًا لكل من يرغب في تعلم كيفية كشف الكذب بدقة، سواء في الحياة اليومية أو العمل. إذا كنت تبحث عن تطوير هذه المهارات، فإن قراءة هذا الملخص ستوفر لك الأساسيات وتمنحك الدافع للاستمرار.
الفصل الأول: أساسيات كشف الكذب
في هذا الفصل، يضع جرجيوري هارتلي الأسس لفهم كيف يمكن أن نبدأ في كشف الكذب. يقدم المؤلف معلومات عن كيفية تفاعل العقل والجسد عندما يكذب الشخص. عندما نكذب، يواجه الدماغ ضغطًا إضافيًا، مما يؤدي إلى ظهور توتر قد يظهر في شكل جسدي. لذلك، قد نلاحظ علامات صغيرة تكشف عدم الراحة مثل العرق أو التململ، أو حتى تغير نبرة الصوت.
هارتلي يوضح أن الكاذب غالبًا ما يحاول إخفاء مشاعره السلبية، لكن الجسم يظل صادقًا في إظهارها بشكل لا إرادي. على سبيل المثال، قد يتجنب الكاذب التواصل البصري أو يحاول أن يضع يده على فمه أثناء التحدث. هذه العلامات الجسدية قد لا تكون واضحة للعين غير المدربة، لكن مع الملاحظة المستمرة والتدريب يمكننا تطوير القدرة على ملاحظة هذه الإشارات.
مثال: تخيل أنك تسأل زميلًا في العمل عن سبب تأخره في إتمام مشروع مهم. إذا لاحظت أنه يتجنب النظر إليك مباشرة، أو بدأ يفرك يديه بطريقة عصبية، أو أظهر علامات التوتر، فقد تكون هذه علامات تدل على أنه لا يقول الحقيقة الكاملة.
الفصل الثاني: قراءة لغة الجسد
في هذا الفصل، يشرح هارتلي أن لغة الجسد تعد أداة قوية لكشف الكذب. الجسم عادة ما يظهر ما يحاول العقل إخفاءه. ويؤكد الكاتب على أهمية مراقبة الحركات الدقيقة التي قد تشير إلى أن الشخص يشعر بالتوتر أو عدم الارتياح. على سبيل المثال، يمكن أن يكون للابتسامة الزائفة أو محاولة تعديل الملابس أثناء الحديث دلالات على عدم الصدق.
الهروب من التواصل البصري، تحريك القدمين أو اليدين بدون هدف محدد، أو حتى حك الأنف قد تكون إشارات صغيرة لكن مهمة. يوضح هارتلي أن كل هذه الحركات الصغيرة يمكن أن تكون دليلًا على محاولة الشخص لتخفيف الضغط النفسي الذي يشعر به نتيجة كذبه.
مثال: عندما تجري مقابلة مع شخص للتوظيف، وتلاحظ أنه يقوم بحركات متكررة وغير مبررة مثل تحريك ساقه بشكل مستمر أو لمس وجهه بطريقة غير مريحة، فقد تكون هذه إشارات على أنه لا يشعر بالراحة وقد يكون غير صادق في إجاباته.
الفصل الثالث: الأساليب اللفظية
في هذا الفصل، ينتقل هارتلي إلى تحليل الأساليب اللفظية التي يستخدمها الكاذبون. أحيانًا، تكون الكلمات التي يستخدمها الشخص كافية للكشف عن كذبه. فعلى سبيل المثال، الكاذبون غالبًا ما يلجؤون إلى التفاصيل الزائدة التي قد تكون غير ضرورية، أو إلى التكرار المستمر لبعض النقاط لتأكيد قصتهم.
هارتلي يوضح أن الكاذب عندما يكون تحت الضغط يميل إلى التحدث بسرعة أو بإفراط في التوضيح ليقنع المستمع بصدق قصته. كما أن التناقضات التي قد تظهر بين ما يقوله الشخص في بداية حديثه وما يقوله لاحقًا تعتبر من العلامات القوية على الكذب. يكمن السر هنا في الاستماع بانتباه للتفاصيل التي يقدمها الشخص.
مثال: إذا كنت تتحدث مع شخص حول حدث معين ولاحظت أنه يقدم لك تفاصيل غير ضرورية أو يتحدث بإسهاب عن موضوع جانبي دون أن يسأله أحد عنه، قد يكون ذلك دليلاً على أنه يحاول صرف الانتباه عن الحقيقة أو إخفاء جزء من القصة.
الفصل الرابع: كيفية مواجهة الكاذب
في هذا الفصل، يقدم هارتلي تقنيات حول كيفية التعامل مع شخص تعتقد أنه يكذب. يجب أن تكون المواجهة بطريقة ذكية وهادئة. المواجهة المباشرة قد تجعل الشخص يصبح أكثر دفاعية، وبالتالي قد يغلق جميع الطرق أمام كشف الحقيقة. بدلاً من ذلك، يوصي الكاتب بأن تطرح أسئلة محددة ومفتوحة، مما يسمح للشخص بالتحدث بحرية ويمنحه مساحة للإفصاح عن المزيد من التفاصيل.
كما ينصح هارتلي بعدم إصدار أحكام سريعة. في بعض الأحيان، قد يرتبك الشخص في تقديم المعلومات ولكنه ليس بالضرورة كاذبًا. المفتاح هنا هو الاستماع بعناية والتركيز على التناقضات والتفاصيل التي يقدمها الشخص.
مثال: إذا كنت تشك في أن صديقًا ما لا يقول الحقيقة حول مكان وجوده، بدلاً من مواجهته مباشرة بالقول “أنت تكذب”، يمكنك أن تسأله بشكل هادئ ومفتوح مثل: “ماذا فعلت بعد أن غادرت؟”. إذا تغيرت تفاصيل قصته أو بدا مترددًا في الإجابة، فقد يكون هذا مؤشرًا على عدم صدقه.
الفصل الخامس: البيئة والضغوط الخارجية
في هذا الفصل، يتناول هارتلي دور البيئة المحيطة والضغوط التي قد تؤثر على سلوك الشخص. كلما زادت الضغوط على الشخص، زادت احتمالية أن يُظهر علامات الكذب. فعندما يتعرض الشخص لضغط غير عادي أو يكون في بيئة غير مألوفة له، قد يصبح أقل قدرة على التحكم في تصرفاته أو إخفاء مشاعره.
البيئات التي تكون مليئة بالضغوطات النفسية مثل المقابلات أو الاجتماعات الحاسمة تمثل أفضل الظروف لكشف الكذب، حيث يمكن للمراقب أن يلاحظ التغيرات في سلوك الشخص، سواء كان من خلال لغة الجسد أو حتى طريقة حديثه.
مثال: خلال اجتماع عمل حول مشروع مهم، إذا كان أحد الأعضاء يحاول التهرب من مسؤوليته أو يخفي معلومات مهمة، فقد تظهر عليه علامات التوتر مثل التلعثم في الكلام أو تجنب النظر إلى المدير عند مناقشة المسؤوليات.
الفصل السادس: الحالات المعقدة
في هذا الفصل الأخير، يشرح هارتلي كيف يمكن التعامل مع الكاذبين المحترفين، وهم أولئك الأشخاص الذين يمتلكون مهارة عالية في التحكم في سلوكهم ويكونون قادرين على إخفاء الإشارات العادية للكذب. هؤلاء الأشخاص قد لا يظهرون نفس علامات التوتر أو القلق التي قد يظهرها الكاذب العادي.
هنا، يعتمد الكاتب على تقنيات أكثر تقدمًا، مثل مراقبة الاختلافات الدقيقة في تعبيرات الوجه، التردد البسيط قبل الإجابة على الأسئلة، أو حتى الاستجابات التي تبدو مفرطة في السيطرة. كل هذه العلامات الصغيرة قد تكشف أن الشخص لا يقول الحقيقة.
مثال: إذا كنت تتحدث مع محقق محترف أو شخص معتاد على التعامل مع التحقيقات، قد تلاحظ أنه يتجنب بمهارة تقديم أي إشارات مرئية على الكذب. لكن التردد البسيط قبل الإجابة أو تقديم إجابة مضبوطة بشكل مبالغ فيه قد تكون دليلًا على أنه يختبئ خلف كذبة محكمة.
خاتمة
معرفة كيفية كشف الكذب هي مهارة قوية تمنحك القدرة على التعامل بشكل أفضل مع الناس وفهم دوافعهم وتصرفاتهم. من خلال تحليل لغة الجسد والاستماع بعناية إلى كلمات الآخرين، يمكنك اكتشاف الحقيقة التي قد يحاول البعض إخفاءها. هذه المهارات ليست فقط لكشف الكذب، ولكنها أداة لفهم سلوكيات البشر بشكل أعمق.
ملخص
مقال أخر : أفضل 7 روايات أغاثا كريستي : عوالم الجريمة والتشويق