إذا سافرت يوما ما إلى اليمن ستلاحظ شيء غريب قد تراه للمرة الأولى في حياتك ، سترى رجال وأطفال وشيوخ جالسين في المقاهي أو الاسواق أو في أي مكان وخدودهم ممتلئة على شكل كرة ، ستتخيل للوهلة الأولى أن كل هؤلاء الرجال مصابين بمرض خطير يصيب خدودوهم وأفواههم بالانتفاخ ، وقد تعتقد أنهم جميعا قد خرجوا من عملية جراحية عند طبيب الاسنان ، لكن لا ، الامر أخطر من ذلك فما يوجد في أفواه هؤلاء الناس هو عشب القات المخدر ، فحسب بعض الاحصائيات المحلية يكاد لا يخلو منزل في اليمن من وجود شخص أو شخصين ممن يخزنون القات بشكل يومي . ويمثل هؤلاء الناس قرابة 80% من سكان البلاد . تخزين ومضغ القات تعتبر القات من العادات والتقاليد لبعض اليمنيين التي ورثوها عن الأجداد ، ويكاد لا يخلو فرح أو سبوع أو طهور أو أي مناسبة من اكلي القات فما هي القصة .
إذا سافرت يوما ما إلى اليمن ستلاحظ شيء غريب قد تراه للمرة الأولى في حياتك ، سترى رجال وأطفال وشيوخ جالسين في المقاهي أو الاسواق أو في أي مكان وخدودهم ممتلئة على شكل كرة ، ستتخيل للوهلة الأولى أن كل هؤلاء الرجال مصابين بمرض خطير يصيب خدودوهم وأفواههم بالانتفاخ ، وقد تعتقد أنهم جميعا قد خرجوا من عملية جراحية عند طبيب الاسنان ، لكن لا ، الامر أخطر من ذلك فما يوجد في أفواه هؤلاء الناس هو عشب القات المخدر ، فحسب بعض الاحصائيات المحلية يكاد لا يخلو منزل في اليمن من وجود شخص أو شخصين ممن يخزنون القات بشكل يومي . ويمثل هؤلاء الناس قرابة 80% من سكان البلاد . تخزين ومضغ القات تعتبر القات من العادات والتقاليد لبعض اليمنيين التي ورثوها عن الأجداد ، ويكاد لا يخلو فرح أو سبوع أو طهور أو أي مناسبة من اكلي القات فما هي القصة .
القات أو كا تعرف علميا بـ كاتا إدوليس هي نبات مزهر موطنه الأساسي القرن الأفريقي وشبه الجزيرة العربية وتم العثور عليه ايضا في شرق أفريقيا مثل كينيا وإثيوبيا والصومال . تم اكتشاف النبتة في القرن الثالث عشر ، حيث تذكر الروايات أن أول توثيق مؤرخ لبداية استهلاكه من كان من قبل الصوفيين والتجار لتأثيراته المحفزة والمخدرة ،
تحتوي أوراق نبات القات على مادة الكاثينون ، وهو منبه طبيعي يشبه الأمفيتامين يوفر شعوراً بزيادة الطاقة واليقظة والنشوة الخفيفة عند مضغه . هذه المواد المخدرة تبقى في النبتة لثلاث أيام منذ لحظة قطفها لتختفي بعد مرور هذه المدة الزمنية
يجتمع الناس في اليمن في مجالس لمضغ أوراق القات ، ومناقشة كل شيء من السياسة للتاريخ للاقتصاد إلى الحياة اليومية , وبسبب التأثيرات المنشطة الخفيفة لهذه النبتة تخفف مؤقتًا من التوتر والقلق والتعب وتفريغ طاقتهم السلبية , وفي بلد أساسا يعاني من عدم استقرار سياسي وصراعات قبلية وصعوبات اقتصادية كبيرة ، يمكن أن يكون القات بمثابة شكل من أشكال نسيان الهموم والمشاكل وحل للهروب نحو الامام ، مما يوفر راحة مؤقتة من تحديات الحياة اليومية . الامر أشبه بالمقاهى الشعبية في بعض الدول العربية مثل سوريا ولبنان ومصر حيث الجزء الاساسي للجلسة المريحة هي الارجيلة أو الجوزة أو الشيشة , غير أن الشيشة في اليمن هي نبتة القات
للقات جذور ثقافية عميقة وليست مجرد نبتة عادية . فهي تعتبر مثل مادة للتشحيم اجتماعية التي تخفف الضغط وتسبب حالة من السكينة تجاه مصاعب الحياة ، فهذا المخدر اهو الاكثر انتشارا في اليمن ومتجذر لاكثر من 500 سنة. ما يفوق 80 في المائة من الرجال البالغين والاطفال والمراهقين و 25 في المائة من النساء يخزنون القات في خدودهم مثل السنجاب المخزن ويمضغونها ببطء طوال اليوم .
ومن ناحية أخرى في اليمن ، لا يعتبر مضغ القات مقبولا اجتماعيا فقط، بل هو رمز للضيافة والكرم وحسن الاستقبال . وجزء أساسي من العديد من الاحتفالات والتجمعات والمناسبات , فتقديم القات للضيوف هو لفتة تعبر عن حسن الضيافة ،
ولذلك إذا صادف أن سافرت لليمن واستضافك أحدهم في منزله ثم داعك لجلسة تخزين قات فاعلم بأنك شخص عزيز ولك مكانة عنده أما إذا رفضت خصوصا وأنت قاعد في مجلس سيعتبر الضيوف أن تصرفك غير مهذب وقلة احترام قد لا يخبرونك بالامر ولكن هذا ما سيحسون به داخلهم . وعدم الرفض خوفا من ردة فعل الناس هو الذي سبب زيادة القبول المجتمعي والتطبيع الكامل مع القات بل وساهم في استهلاكه على نطاق واسع . فاليوم أنت ضيف تجرب فقط وغدا تشتري قاتك وتخزن في منزلك على راحتك
زراعة القات تعتبر مصدرا مهم جدا للدخل للعديد من اليمنيين . والبعض لا يتعايش الا من هذه النبتة فقط سواء زارعا او بائها بالجملة او التقسيط , فهناك أسر كاملة في اليمن قوت يومها يأتي من القات ,وهومن أهم ركائز الاقتصاد الزراعي في الدول التي تزرع فيه منها اليمن و إثيوبيا وكينيا . وتقدر قيمة التجارة العالمية في القات بملايين الدولارات سنويا ، مع صادرات كبيرة إلى البلدان التي تضم جاليات كبيرة من شرق أفريقيا واليمن في الشتات .
غير أن المشكلة الوحيدة التي تواجه هذه النبتة أمام زيادة التصدير العالمي هي طبيعة نبتة القات القابلة للتلف بسرعة . فمنذ لحظة قطف النبتة لديك ثلاث ايام لاستعمالها والا ستفقد كل تأثيراتها ولن يبقى لها أي قيمة ولن يشتريها أحد ، لذلك في هذه الثلاث ايام يجب قطفها ونقلها وشحنها بسرعة للمستهلكين في البلدان البعيدة .
القات رغم أن تأثيراته المخدرة ليست كبيرة جدا إلا أن له مضاعفات خطيرة على المدى البعيد فهو مثل الميثامفيتامين ، يقتل الشهية ويحفز الحواس . وإدمانه يؤدي للشعور المزمن بالأرق ومشاكل في القلب واضطرابات الجهاز الهضمي المستمرة . ويتم ربطه ربط مباشر بعدة افات في اليمن فهو السبب الرئيسي لانخفاض إنتاجية الشعب اليمني من حيث العمل والاقتصاد بسبب الوقت والمال الذي يتم إنفاقه في شاء وتخزين القات .ضف اليها أنه متاح متاح بسهولة في كل مكان في اليمن
طبعا واحد جالس كول اليوم يخزن قات متى سيعمل ويحرك عجلة الافتصاد ومتى سيبني مستقبله
ويحقق أحلامه , فلا عجب أن اليمن فيها واحدة من أعلى نسب البطالة في العالم
وبما أن ما يقرب من نصف الأسر في اليمن تعيش تحت خط الفقر ، فلك أن تتخيل أنهم ينفقون على الدواء لعلاج مضاعفات القات أكثر مما ينفقون على الغذاء , كل ذلك من أجل الاستمرار في تخزين القات والشعور بتلك النشوة المؤقتة . تبلغ تكلفة كل شخص ليوم واحد من هذه النبتة 5 دولارات أمريكية في بلد أساسا يبلغ متوسط الدخل السنوي فيه 900 دولار أمريكي فقط أي بحسبة بسيطة 5 دولارات في اليوم لمدة شهر ثم في السنة ستعطينا 1800 دولار أي أن الفرد اليمني ينفق على القات في سنة مدخوله لمدة سنتين .
وبسبب نسبة الامية الكبيرة في اليمن مثلها مثل الكثير من الدول العربية والافريقية , هناك نقص شديد في الوعي بالآثار السلبية للقات سواء السلبية على الصحة ولا حتى على الحياة . كيف يمكنك أن تفكر فيما ستفعله في مستقبلك في حين أن جل اهتمامك اليومي هو تخزين القات , هذه الافكار ان لم يقف لها أحد بالمرصاد ستزداد انتشارا وتجذرا لاجيالقادةأخرى,الامركالسرطان حين يتغلغل في جسم انسان , حينهالا تنفع جراحة ولا أي علاج , في حين يمكن إنقاذ ما يمكن إنقاذه ان قمت بمعالجته مبكرا بشرط أن تكون لك الارادة والعزيمة
رأيي الشخصي في هذه القضية ولن أنافق ولن أجامل أحدا ,وجود مخدر بكثرة في دولة ما شيء طبيعي وكل دولة ويا سبحان الله ونوع النباتات المخدرة التي تنبت فيه فمثلا في أفغانستان معروفة بالافيون الذي يتم استخراجه من نبات الخشخاش وفي كولومبيا معروفة بنبتة الكوكا التي يتم استخراج منها الكوكاكيين المغرب معروف بنبتة القنب الهندي وحتى هذه النبتة لا تنبت في أي مكان بل في مناطق معينة من المملكة المغربية , وفي روسيا ليس لديهم نباتات ولكن لديهم ما هو اسوأ الفودكا حيث أنه من المعروف أن مئات الناس يموتون في روسيا كل سنة بسبب ادمانهم للفودكا يموتون تجمدا في الشوارع , اما الولايات المتحدة الامريكية فحدث ولا حرج الدولة التي خرج منها أسوأ المواد المخلقة في العالم الكراك وعقار الهلوسة ال اس دي والميثامفيتامين والحبوب بكافة أشكالها وأنواعها لدرجة أن هناك ولاية في أمريكا تلقب بولاية الزومبي حيث يكثر فيها المدمني لدرجة أنهم يعيشون في الشوارع مثل الموتى الاحياء
لكن بالنسبة للقات الشيئ المميز فيه الشيئ المميز السيئ طبعا هو شكل الشخص ومظهره المنفر والغير مقبول , حيث يبدوا الشخص مثل السنجاب الشهير الذي يخزن الفول السوداني والفستق في خدوده