تخيلوا الى اين وصل جنون العلماء لاي مستوى
فكرة عمليات زرع الرءوس بحد ذاتها جراحيًّا يعني ليست جديدة، فقد أُجريت سابقًا على الحيوانات، ففي عام 1959 م عندما قام الجراح الروسي (فلادمير دميخوف) بنقل رأس كلب إلى جسد كلب آخر نجحت العملية ولو بنسبة ضعيفة جدا، إذ إن الكلب مات بسبب رفض الجهاز المناعيّ للرأس بعد 29 يوم.
وفي عام 1970 م قام العلماء بعملية زراعة رأس قرد في ولاية أوهايو الامريكية، ونجحت هذه العملية نوعًا ما، حيث كانت هذه الحيوانات قادرة على الشم والتّذوق والسمع والرؤية، لكنها عاشت لفترة قصيرة بعد العملية!
وفي عام 2002 م قام أطباء في اليابان بنقل رأس جُرذ إلى جسد جُرذ آخرَ، إلّا أنّ رأس الجُرذ المُستلِم لم تتم إزالته، لذلك انتهت العملية بجُرذ ذي رأسين!
حتى ظهر مؤخرًا جَرّاح الأعصاب الإيطالي “سيرجيو كانفيرو” مُعلنًا عن نيّته في إجراء أول عملية نقل رأس لإنسان عام 2017 م
دكتور سيرجيو كانفيرو أعلن عن خبر يقول فيه أنّ الوقت قد حان لإجراء جراحة نقل الرأس، هذه العملية تجري حرفيًّا على النحو الآتي
سيقوم بأخذ رأس شاب روسي في الحادية والثلاثين من عمره، يعاني مرضا جينيا نادرا وقاتلا برأسه، بالرغم من معارضة صديقته الشديدة للفكرة. ويقوم بوضعه على جسد شخص يُعاني من موت الدماغ، وبعد هذا يقوم بدمجهما معًا، وبذلك يعطي الشخص المحتاج جسمًا جديدًا، واعلن الروسي فاليري سبيريدينوف (32 عاماً) منذ عام 2015، والذي يعاني من مرض هزال العضلات الحاد الذي يقلل قدرات الإنسان البدنية على الحركة إلى الحدود القصوى، وتجعله معتمداً على الكرسي المتحرك كلياً، عن استعداده لإجراء العملية. إذ يعمل الأطباء على زرع رأسه في جسم متبرّع به، متأملاً أن يعمل دماغه في جسم سليم، ويصبح بذلك أول إنسان يستقطب أنظار العالم عموماً وميدان الطب والجراحة العصبية خصوصاً.
لكن من هم المرضى الذين سيكونون أهلًا لإجراء هذه العملية، قد تكون هذه العملية خيارًا للأشخاص المُتحوِّلين جنسيًّا.
اي الذي يريد ان يتحول لفتاة والفتاة التي تريد التحول لرجل
أخطر الهاكرز على الإطلاق: أسياد العالم السفلي الرقمي
يقول سيرجيو أنه يستطيع أن يفعلها، وأنّ لديه طريقة لدمج الحبل الشوكي لأن هذا هو العائق الرئيسي لعمل مثل هكذا إجراء؛ دمج الرأس مع الجسد خلال الحبل الشوكي الذي يُعد الناقل العصبي الرئيسي.
إن كان الدكتور سيرجيو يعرف كيف يفعل هذا فعليه بالأحرى عدم إجراء عملية نقل الرأس، بل مساعدة الأشخاص الذين يُعانون من إصابات مأساوية في الحبل الشوكي، وهم الآن مشلولون ولا يستطيعون الحركة.
وهؤلاء يوجد منهم المئات حول العالم، ولا نعرف كيف نحل مشكلتهم، ولا نعرف كيف نساعدهم، فإن كان الدكتور سيرجيو طوّر طريقة لإعادة نمو الأنسجة العصبية، فواجب عليه أن يحوّل مَجهوده لذلك المكان.
هو يقول أنّ هذه العملية أُجريت سابقًا في الحيوانات، حيث كانت هناك محاولات من قِبل علماء روس عام 1910 م لإجراء نقل رءوس في الكلاب، وأيضًا في القرود عام 1970 م في كليفلاند، لكنّ هذه العمليات لا معنى لها، حيث أننا لا نعلم إن كانت تلك العمليات قد أدّت المطلوب منها أم لا! كما أنّ هذه الحيوانات عاشت لأيام قليلة ثم ماتت!
إضافة إلى ذلك فإننا نحتاج إلى كمّية هائلة من مثبطات الجهاز المناعي لمنع الجسم من رفض الرأس الجديد، مما سيؤدي غالبًا إلى أن يُصاب الشخص بعجز الكِلى أو السرطان على أية حال!
فبالإضافة إلى عقبة إعادة دمج الحبل الشوكي، فلا نعلم إن كان الجسم سوف يتحمّل كمية العلاج التي سوف تُعطى لإجراء هذه العملية.
كما أن هناك مشكلة أُخرى لم يتكلّم عنها الطبيب الإيطالي بالرغم من أهمّيتها؛ وهي أنّ هذا الإجراء -ربط رأس على جسد- ليس بهذه البساطة، فالجهاز العصبيّ يُرسل إشارات الى الدماغ، والدماغ يبدأ باستخدام هذه الإشارات وتحليلها، فهو يسبح في إشارات كيميائية من الجسد الأصلي.
فإذا وُضع رأس جديد على الجسد فإننا سوف نُخرج إنسان مختل عقليًّا، لأن الإشارات العصبية (الكيميائية) ستكون مُختلفة بشكل كامل، والدماغ سوف يكون مُضطرِبًا تمامًا أو فوضويًّا.
فهذا الإجراء ليس غير أخلاقيٍّ ليس لأننا لا نملك المعرفة الكافية فقط، بل هو غير أخلاقي حتى في التفكير بمثل هكذا إجراء أيضًا؛ بسبب الخطر الجِدّيّ في جعل الشخص مختلًّاعقليًّا أو فاقدًا للذاكرة أو مُعذَّبًا طوال حياته !
ففي مجال زراعة الأعضاء بالكاد نعرف كيف نزرع وجهًا فقط! ومازلنا نعاني من مشاكل في إنجاح عمليات زراعة الكبد أو الكِلى أو القلب أو حتى الرئة دون إضعاف صحة المريض ليتقبل جسمه العملية.
لكن هذه العملية المزعومة لزراعة الرأس هي ليست ضمن أولوياتنا في المستقبل بل الاولوية يجب ان تكون للاشخاص المشلولين او الغير القادرين على الحركة
يقول الجراح الإيطالي، فإن حظوظ نجاح العملية تصل إلى 90 في المئة، موضحا أنها تستلزم مشاركة 80 جراحا، كما ستكلف 10 ملايين دولار.
اقرأ أيضا: غزو الكويت , الغلطة التي جرت صدام حسين لحبل المشنقة