مشنوقا في زنزانته في 2019 بعد ادانته بالاتجار بالبشر والاعتداء الجنسي , انفجرت قضية جنسية اعتبرت هي الاكبر في التاريخ الحديث , وحتى بعد انتحاره المزعوم لم يبرد الملف او يخفت وانما ازداد اشتعالا وسقط ورائه شخصيات سياسية وفنية غربية كبيرة في العالم , هذا الرجل هو الملياردير جيفري ابستين , عادت قصته للاعلام قبل اسبوع ونصف من الان وتم نشر اسماء من كانو متورطين معه
جيفري ابستين لم يكن مجرد ملياردير عادي فقد كان عميلا للموساد حسب الكثير من المصادر ومن قتله في الحقيقة هو إسرائيل , ومن المعروف في قانون المخابرات أن أي عميل اذا كان يحمل معلومات تهدد هذا الجهاز يتم اسكاته واخفائه وراء الشمس مهما بلغت ثروته ونفوذه , والاغرب ايضا أن من بين الشخصيات التي تم كشف اسمائها شخصيات اسرائيلية ثقيلة جدا فما هي قصة هذا الرجل وماذا فعل ومن هي الشخصيات الاسرائيلية المتورطة معه
بدأت شرارة القصة في سنة 2005 حيث قام والدا فتاة تبلغ من العمر 14 عامًا ب اتهام الملياردير اليهودي الأمريكي جيفري إبستاين. بأنه تحرش بابنتهما في منزله في بالم بيتش بولاية فلوريدا وقام بمحاولة استدراجها للعمل في الدعارة || وأثناء تفتيش المحققين لمنزله, اذ بهم يعثرون على كميات هائلة .. المئات والآلاف من الصور والفيديوهات تجمعه مع فتيات صغيرات بين سنة الـ 11 والـ 18 سنة , وهم في وضعيات إباحية معه ومع عدد من مساعديه وكانت هذه هي الشرارة التي كشفت غطاء البئر الذي كان يخفي أكبر شبكة للاتجار في الجنس والبيدوفيليا في هذا القرن الواحد والعشرين
لكن قبل أن ينكشف كل هذا , عرف الملياردير جيفري إبستاين بنفوذه الكبير وعلاقاته القوية مع رجال الساسة الأمريكيين والأوروبيين والإسرائيليين, و رجال أعمال وفنانين وصحفيين بالمئات الذين تربطهم به علاقة صداقة وعمل
الشيء الثاني الذي اشتهر به جيفري إبستاين بجانب نشاطاته التجارية و مشاريعه واستثماراته العملاقة , وهو كونه احد اكبر الشخصيات التي تقوم بمشاريع خيرية بملايين الدولارات سواء فى أفريقيا أو الدول الفقيرة والتي تستهدف في معظمها انقاذ الاطفال من الجوع و الأمراض و بناء المدارس والمستشفيات , وبفضل هذه الأعمال والنشاطات الخيرية جعلت منه موضع ثقة للكثير من السياسيين و رجال الاعمال و الشخصيات المشهورة في العالم
لكن الحقيقة ان جيفري إبستاين كان يقوم بهذه الأعمال ذات الطابع الإنساني للتغطية على ما يقوم به تحت الستار وبعيدا عن أعين الناس والإعلام
بعد أن تم القبض عليه والتحقيق معه بشكل دقيق ومطول , اعترف جيفري إبستاين بكل شي , وكشف عن كل الأسماء والمعلومات التي تورطت معه في اكبر شبكة للاتجار في الجنس والبيدوفيليا , لترفع المحكمة الفدرالية الأمريكية السرية سنة 2019 عن الفضيحة الثانية , وهي الفضيحة التي عرفت باسم جزيرة البيديوفيا, أو جزيرة الخطايا
هذه الجزيرة ببساطة هي جزيرة مساحتها 300.000 كلم مربع, اشتراها إبستين عام 1998 بثمانية ملايين دولار , تقع في منطقة البحر الكاريبي || استعملها جيفري إبستاين كمكان لإدارة أعماله ومشاريعه الخاصة,
و مركزا لعقد اجتماعاته وصفقاته مع رجال الأعمال والسياسين و المشاهير العالمين , وجهزها بكل شيء يخطر على البال : من فنادق راقية ومسابح وكازينوهات و غرف تدليك واماكن للعب, وحتى أماكن هبوط طائرات الهليكوبتر و ايضا ميناء لليخوت التي لم تكن تتوقف عن المجيء للجزيرة, بالإضافة الى مئات العمال الذين يخدمون و يسهرون على راحة الزوار
لكن الفضيحة الثالثة وهي القنبلة التي ارجعت القضية للعلن مجددا : هي الوثائق التي قامت المحكمة الفدرالية الأمريكية برفع السرية عنها ايضا في اواخر 2023, والتي احتوت على أكثر من 900 صفحة من الأسماء والمعلومات والبيانات عن كل رحلة او كل شخص قام بزيارة الجزيرة ||
الجزيرة التي لم تكن ابدا مركزا سياحيا بريئا او منتجعا لرجال الاعمال او مكانا لعقد الاجتماعات او الصفقات كما كانت تبدو , بل كانت مركزا متخصصا في الجنس مع الأطفال والقاصرات .
تبين من خلال هذه الوثائق ان جيفري إبستاين كان يقوم هو وشركائه بين عامي 2002 و 2008 , بإستدراج اطفال و قاصرين بين سن الـ 11 والـ 18 سنة إناثا وذكورا لجزيرته , ليقوم بإستغلالهم جنسيا بحجة “التدليك” مقابل 200 أو 300 دولار، و إغرائهم بالرحلات و الكثير من الرفاهية , ليوفرهم لكل زائر يأتي إليه ليتم اغتصابهم , وكأنهم عبيد وجواري تماما … كل هذا تحت غطاء عالي من السرية والتكتم .
وصل عدد أسماء زوار جزيرته حسب ما الوثائق التي كشف عنها السرية , الى أكثر من 170 شخصية : من بينهم الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون الذي ذُكر 50 مرة في وثائق المحكمة .
– وحتى زوجته هيلاري كلينتون
– الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب
– الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما
– نائب الرئيس الأمريكي الأسبق آل غور
– الأمير البريطاني “آندرو” دوق يورك اخ ملك بريطانيا الحالي
– رئيس دولة الاحتلال السابق إيهود باراك
– مايكل جاكسون
– الممثل الشهير كيفن سبيسي
– الممثل الشهير ليوناردو دي كابريو
– الممثلة الشهيرة كاميرون دياز
– الممثلة الشهيرة كيت بلانشيت
– الممثلة الشهيرة انجلينا جولي
– مقدمة البرامج الشهيرة أوبرا وينفري
– المغنية الشهيرة مادونا
– المخرج الشهير جورج لوكاس صاحب سلسلة أفلام Star Wars
– نجمة المجتمع باريس هيلتون
– المخرج الشهير ستيفن سبيلبيرغ
– الممثل الشهير توم هانكس
– الساحر ديفد كوبرفيلد
– عالم الفيزياء ستيفن هوكنغج المصاب بالتصلب الجانبي الضموري
والعديد من و المحامين و البرلمانيين ورجال أعمال كبار نافذين , وسيتم نشر مئات الأسماء الأخرى في الأيام القادمة حسب ما يروج في الإعلام الأمريكي.
فتخيل يا صديقي حال المجتمع الأمريكي الذي يقتات بشراهة على اخبار المشاهير والسياسيين وتحركاتهم , فما بالك بفضائح مثل هذه والتي ارتبطت باسمائهم بغض النظر عن هل فعلا قاموا بهذه الأفعال في تلك الجزيرة ام لا , لكن بمجرد ان يذكر اسم شخصية شهيرة في ملف خطير مثل هذا , فهذه مصيبة ما بعدها مصيبة, قد تنتهي بانتحار العديد من الشخصيات اذا كانوا فعلا متورطين فيها ولا يريدون ان يشهدوا على ما سيحدث مستقبلا لهم .
ولأزيدكم من الشعر أبياتا , تخيل يا صديقي أن عالم الفيزياء الشهير ستيفن هوكنز الذي توفي سنة 2018 : حتى هو ذكر اسمه في الوثائق التي بالمناسبة نشرت علنا في الانترنيت والسوشل ميديا ومواقع عالمية مثل موقع أكسيوس الأمريكي و صحيفة التليجراف و الجارديان والتايمز , والتي اعترف فيها جيفري إبستاين ان ستيفن هوكينج والعديد من العلماء الآخرين كانوا بالفعل يأتون للجزيرة غير ما مرة . وبالفعل ظهر ستيفن هوكينج في العديد من الصور وهو على طاولة عشاء مع العديد من الشخصيات الاخرى في جزيرة إبستين عام 2006 وحوله شخصيات نسائية , وهذه لوحدها تمثل فضيحة اكثر بكثير مما سبق .
واحد من اكثر الاسماء اثارة للجدل والتي تم الكشف في قضية البيدوفيلي جيفري ابستين هو آلان ديرشوفيتز أستاذًا جامعي ومحامي أمريكي شهير متخصص بالقضايا الجنائية ، وللمصادفة الالهية هذا الشخص هو المحامي الذي كلفته إسرائيل بتمثيلها أمام محكمة العدل الدولية هنا في لاهاي بهولندا في قضية ارتكاب الإبادة الجماعية .
وتتضمن الوثائق المتعلقة آلان ديرشوفيتز، ادعاءات قدمتها امرأة لم يتم ذكر اسمها حفاضا على سريتها وأمنها ، واكتفت المحكمة بالاشارة اليها فقط ب “جين دو رقم 3″، قالت هذه السيدة إن إبستين “طلب منها” إقامة علاقات جنسية مع المحامي ديرشوفيتز في مناسبات متعددة عندما كانت قاصرا . كان هناك عدة شهود في هذه القضية منها مدبرة منزل او خلينا نقول قصر إبستين حيث قالت بالحرف أن ديرشوفيتز كان يتردد على قصر إبستين كثيرا في فلوريدا للحصول على جلسات التدليك . وفي الغالب كانت المدلكات مراهقات أو قاصرات .
ساعد المحامي آلان ديرشوفيتز جيفري إبستين في الحصول على صفقة الإقرار بالذنب البارزة : فيرجينيا جيوفري، الفتاة التي أساء إليها إبستين. والآن، وهي امرأة في عام 2022، أنهت جيوفري دعوى قضائية ضد أستاذ القانون السابق بجامعة هارفارد، وقالت إنها لا تستطيع التأكد مما إذا كان قد أساء إليها.
صحيفة التايمز أوف إسرائيل نشرت مقتطفات من كتاب جولي ك. براون “انحراف العدالة: قصة جيفري إبستين”، حيث تقول المؤلفة إنه ” من المحتمل أن يكون لإبستين صلات بـ مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي”.
قالت مجلة “Publication Insider” إن إبستين “كانت له علاقات طويلة الأمد مع إسرائيل، بما في ذلك شراكة تجارية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك”.
ايهود باراك هو رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق حكم بين عامي 1991 و2001. وخدم في الجيش الإسرائيلي لمدة 35 عاما قبل أن يتولى منصب رئيس الأركان العامة . تقول ملفات قضية الستين الاخيرة ان ، باراك التقى إبستين حوالي 36 مرة . وظهرت صور لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق يدخل منزل إبستاين وهو يغطي وجهه في عام 2016. وفي اليوم نفسه، شوهدت صور قاصرات يدخلن ويخرجن من المنزل. , ابستين كانت له علاقات وطيدة مع إسرئيل حيث زارها في عام 2008 هربا من عقوبة السجن بسبب التهم الموجهة إليه .
واما الخبر الأكبر من كل ماسبق هو خروج معلومات ووثائق تفيد أن جيفري الستين في الحقيقة هو عميل لدى الموساد الاسرائيلي , وفي اعتقادي الشخصي أن الموساد هم من قامو باغتياله كي لا يفضح كل أسراره ولم ينتحر في زنزانته كما أشيع .
بالرجوع الى سنة 2019 جيفري إبستاين وقبل موعد محاكمته، وجد مشنوقا في زنزانته, حيث خلصت التحقيقات التي اجرتها وزارة العدل الأميركية ان جيفري إبستاين أقدم على الانتحار , لكن رغم ذلك اسيل الكثير من الحبر في قضية الانتحار هذه , وشككت الكثير من المقالات الصحفيين الاستقصائيين بان القضية أكبر بكثير من عملية انتحار , وان هنالك ايادي وروس وأسماء نافذة جدا متورطة في هذه القضية ولا تريد ان يكشف اسمائها ورأت انه من الأفضل أن يدفن سرها مع جثة جيفري إبستاين على ان يبدو الأمر وكأنه انتحار وهروب من المحاكمة .
بعد أقل من عام من انتحار جيفري ابستين عن عمر 66 قامت نيتفليكس بإصدار فيلم Filthy Rich , الذي احتوى على شهادات الفتيات ضحايا جزيرة إبستاين الذين يرون شهاداتهم بوجه مكشوف لأول مرة , ليأتي بعده مسلسل وثائقي آخر سنة 2020 تحت إسم Surviving Jeffrey Epstein حيث ظهر فيه ثمانية ناجين جدد ليرون شهاداتهم على العلن . بعد خروج كل هذه الشهادات , بدأت شهادات الضحايا الآخرين يخرجون واحدة تلوة الاخرى ليتحدثوا علنا للصحافة و يرفعو دعوات قضائية على الأسماء التي كشفتها الوثائق التي اعترف فيها إبستاين قبل موته . القصة
لم تنتهي بعد ويبدو ان رؤوسا كثير وازنة ستسقط , حين يذكر أسمائهم في لائحة الاتهام …