القاتل الشبح، المعروف أيضًا باسم “قاتل ضوء القمر في تيكساركانا”، هو قاتل متسلسل مجهول الهوية أرعب بلدة تيكساركانا الصغيرة الواقعة على الحدود بين تكساس وأركنساس في عام 1946. وعلى مدار 10 أسابيع، هاجم هذا الشخص الغامض ثمانية أشخاص، فقتل خمسة منهم. وألقت الطبيعة الوحشية للجرائم وعدم قدرة سلطات إنفاذ القانون على القبض على الجاني بظلالها الطويلة على البلدة، مما أثار الخوف وأكسب تيكساركانا لقب “البلدة التي تخشى غروب الشمس”.
نمط جرائم القاتل الشبح
وقعت هجمات القاتل الشبح بين فبراير ومايو 1946. وكان الضحايا في الغالب أزواجًا شبابًا، وكثيرًا ما كانوا يتعرضون لكمين في سياراتهم المتوقفة في مناطق منعزلة. كانت الجرائم تتبع نمطًا مرعبًا: كان القاتل يضرب ليلًا، مستخدمًا مسدسًا عيار 0.32 وأحيانًا أداة حادة لإحداث الإصابات. بدت هجماته متعمدة، وقدرته على التهرب من القبض عليه جعلته شخصية مخيفة ومفتونة في نفس الوقت.
هجماته المعروفة تاريخيا
- جيمي هوليس وماري جين لاري (22 فبراير 1946) : أول هجوم معروف في ليلة الجمعة. كان جيمي هوليس، 25 عامًا، وماري جين لاري، 19 عامًا، متوقفين على طريق هادئ عندما ظهر رجل ملثم، وسلط مصباحًا يدويًا على سيارتهما. أمرهما المهاجم بالخروج، وضرب هوليس بأداة حادة، واعتدى جنسيًا على لاري. نجا الضحيتان لكنهما لم يتمكنا من تقديم وصف واضح لمهاجمهما بسبب القناع والصدمة التي تعرضا لها بسبب الهجوم.
- ريتشارد جريفين وبولي آن مور (24 مارس 1946) : انتهى الهجوم التالي بالقتل. عُثر على ريتشارد جريفين، 29 عامًا، وبولي آن مور، 17 عامًا، ميتين في سيارة جريفين في حارة العشاق. وقد أصيب كلاهما برصاصة في الرأس. ويعتقد المحققون أن القاتل هاجمهما خارج السيارة قبل إعادة جثتيهما إلى الداخل.
- بول مارتن وبيتي جو بوكر (13 أبريل 1946) : تعرض بول مارتن، 17 عامًا، وبيتي جو بوكر، 15 عامًا، للهجوم بعد مغادرتهما حفل رقص محلي. وتم اكتشاف جثتيهما في اليوم التالي في مكانين منفصلين؛ حيث أصيب مارتن بأربع رصاصات، وأصيبت بوكر برصاصتين. وكان ساكسفون بوكر، الذي كانت تحمله معها تلك الليلة، مفقودًا وتم العثور عليه لاحقًا على بعد أميال. وقد صدمت هذه الجريمة المجتمع، وخاصة بسبب صغر سن بيتي جو.
- فيرجيل وكيتي ستاركس (3 مايو 1946) : لقد كسر الهجوم الأخير المعروف النمط الراسخ الذي كان عليه قاتل الشبح. فقد أُطلِق النار على فيرجيل ستاركس، 37 عامًا، من خلال نافذة في منزله أثناء الاستماع إلى الراديو. كما أُطلِقَت النار على زوجته كاتي ستاركس في وجهها لكنها تمكنت من الفرار والحصول على المساعدة. وقد أدى هذا الهجوم، الذي وقع في بيئة منزلية، إلى زيادة المخاوف من عدم وجود مكان آمن من قاتل الشبح.
بداية التحقيق في لغز القتل الشبح
لقد لفتت جرائم القتل في تيكساركانا مونلايت الانتباه على المستوى الوطني، حيث نزل مراسلو الصحف الكبرى إلى المدينة. وأطلقت الشرطة المحلية، بمساعدة حراس تكساس ومكتب التحقيقات الفيدرالي، عملية مطاردة واسعة النطاق. وتم نصب حواجز على الطرق، وتفتيش المنازل، واستجواب عدد لا يحصى من المشتبه بهم، لكن قاتل الشبح تمكن من التهرب من القبض عليه.
تحديات واجهها المحققون
- نقص الأدلة الجنائية: في أربعينيات القرن العشرين، كان علم الطب الشرعي بدائيًا، ولم يترك القاتل سوى القليل من الأدلة المادية في مسرح جرائمه.
- إخفاء الهوية: ارتدى الشبح قناعًا أبيض من القماش به ثقوب في عينيه وفمه، مما جعل من المستحيل على الناجين أو الشهود التعرف عليه.
- الخوف والمعلومات المضللة: أدى جو الخوف في تيكساركانا إلى طوفان من الأدلة والنصائح الكاذبة، مما أربك المحققين.
- عدم وجود دافع واضح: كانت دوافع القاتل الشبح غير واضحة. بدا ضحاياه عشوائيين، وفي حين تضمنت بعض الهجمات اعتداءً جنسيًا، لم يكن الأمر كذلك بالنسبة للبعض الآخر.
النظريات المتعددة والمشتبه بهم
على مر العقود، ظهرت نظريات ومشتبه بهم مختلفون، لكن لم يتم إثبات أي منهم بشكل قاطع على أنه القاتل الشبح.
- يويل سويني: كان المشتبه به الأكثر شهرة هو يويل سويني، وهو مجرم محترف تم القبض عليه في عام 1947 بتهمة سرقة سيارة. في البداية، اتهمته زوجته بيجي بارتكاب جرائم القتل، مدعية أنه اعترف. ومع ذلك، اعتُبرت شهادتها غير مقبولة لأنه لا يمكن إجبار الزوج على الشهادة ضد شريكه. لم يُتهم سويني مطلقًا بارتكاب جرائم القتل، ولا تزال القضية المرفوعة ضده ظرفية.
- قتلة مقلدون: يفترض بعض المحققين أن أكثر من فرد ربما تورطوا أو أن جرائم القتل اللاحقة كانت من عمل مقلدين، مما يفسر الاختلافات في الجرائم.
- عمال مؤقتون: نظرًا لقرب تيكساركانا من السكك الحديدية، يعتقد البعض أن القاتل كان عاملًا مؤقتًا مر بالمدينة، وارتكب جرائم القتل قبل أن ينتقل.
- مقيم محلي: يزعم آخرون أن القاتل كان شخصًا من المجتمع، مما يفسر معرفته الوثيقة بالمنطقة وقدرته على التهرب من القبض عليه.
تأثير الجرائم على مدينة تيكساركانا
كان لحكم القاتل الشبح الإرهابي تأثير نفسي عميق على تيكساركانا. فقد سلح السكان أنفسهم، واشتروا الأقفال، وتجنبوا الخروج ليلاً. وأغلقت الشركات أبوابها مبكرًا، وكانت الشوارع مهجورة بشكل مخيف بعد غروب الشمس. وكان الخوف منتشرًا لدرجة أنه أصبح يُعرف باسم “ذعر الشبح”.
المدينة التي كانت تخشى غروب الشمس
ألهمت القضية فيلم المدينة التي كانت تخشى غروب الشمس عام 1976، والذي صوَّر أحداث جرائم القتل في ضوء القمر في تيكساركانا. وفي حين أخذ الفيلم الحريات مع الحقائق، فقد ساعد في ترسيخ مكانة القاتل الشبح في الثقافة الشعبية. وتم إصدار نسخة جديدة من الفيلم في عام 2014، مما أدى إلى تجديد الاهتمام بالقضية.
لماذا لم يتم القبض على الشبح أبدًا؟
يمكن أن يُعزى عدم القدرة على حل جرائم القتل التي وقعت في تيكساركانا مونلايت إلى مجموعة من العوامل:
- القيود التكنولوجية: أعاق الافتقار إلى الأساليب الجنائية المتقدمة في ذلك الوقت التحقيق.
- ضعف التنسيق: وقعت الجرائم في ولايتين، مما أدى إلى تعقيد الاختصاص القضائي والاتصال بين وكالات إنفاذ القانون.
- الخوف والارتباك: أدى الذعر المنتشر في تيكساركانا إلى صعوبة التمييز بين النصائح الحقيقية والمعلومات المضللة.
اللغز الذي لم يُحل أبدا
بعد أكثر من 75 عامًا، يظل القاتل الشبح أحد أكثر القتلة المتسلسلين شهرة في أمريكا. لا تزال هويته لغزًا، وتستمر القضية في إثارة اهتمام عشاق الجريمة الحقيقية. بالنسبة لسكان تيكساركانا، تظل ذكرى تلك الليالي المظلمة باقية، وهي تذكير مرعب بوقت كان الخوف يسيطر فيه على مجتمع بأكمله. سواء كان القاتل الشبح شخصية محلية أو عابرة، فإن أسطورته لا تزال باقية، وتلقي بظلالها على تاريخ تيكساركانا.