هل الله موجود . الضوء اسرع شيء في الكون هل تعلمون كم هي سرعة الضوء هي 300.000 كيلومتر في الثانية يعني ببساطة اذا اغلقت عينك قبل ان تفتحها سيكون الضوء قد قطع 300.000 الف كيلومتر. هل الله موجود؟المسافات في الكون شاسعة جداً بحيث تقاس بالسنين الضوئية وهي المسافة التي يقطعها الضوء في السنة , المقياس الذي نقوم به بحساب المسافات الشاسعة في الكون هي السنة الضوئية وليس الكيلومتر .لكن ما هي السنة الضوئية ؟
السنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة كاملة وهي 9,460,730,472,580,800 كيلومتر هذه هي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة كاملة الان اريدكم ان تتذكرو جيدا هذا المقياس عندما تسمع سنة ضوئية واحدة .
كيف بدا الكون ؟
قبل 13.8 مليار سنة كان هناك شيء صغير جدا فيه طاقة هائلة لا عقل انسان يستطيع ان يتخيل. حتى حجم تلك الطاقة كانت القوى الطبيعية الأساسية الأربعة المعروفة الجاذبية والكهرومغناطيسية. والنووية الكبرى والنووية الصغرى- كانت كلها متحدة ضمن قوة أساسية. واحدة سميت ب “نقطة تفرد” ذات كثافة عالية جدا وحرارة تفوق الخيال لدرجة ان قوانين الفيزياء فيها تصبح لا شيء ,يعني ببساطة لكي تتخيلها كان هذا الكون كله قمت بضغطه وادخلته في صندوق حجمه ميليمتر على ميليمتر ,فجأة وبالصدفة انفجر ذلك الشيء مكونا انفجارا لو قلت انه انفجار هائل ساكون اضحك عليكم وهو ما يسمى بيغ بانغ او الانفجار العظيم بعد ان حصل الانفجار العظيم بدا الكون بالتمدد تسارعيا بمقدار ثابت جدا جدا. حيث انه لو كان التمدد اقل بقليل فقط لخيمت الظلمة والبرودة على الكون ولما نشات اية حياة !!
والعكس لو كان التمدد أسرع من ذلك بقليل جدا لانكمش الكون سريعاً وانهدم كل شيء ولتحول الى لا شيء ولما كان هناك لا نجوم ولا كواكب ولا انا ولا انت الان الذي تقرأ وهذا الثبات العجيبب ما زال موجودا الى الان
تفسيرات العلماء
هناك قيمة عجيبة في الفيزياء تسمى Q VALUE , هي ببساطة تقول لو كانت الطاقة المتولدة من الانفجار العظيم الاول طاقة منتظمة. ومتماثلة تمام التماثل لبقيت هكذا إلى الأبد الابدين ولما تكونت النجوم ولا الكواكب وبالتالى لاستحال وجود أية حياة. و العكس ايضا لو كانت غير منتظمة أكثر مما هي عليه بقليييييل. لملئ الكون بالثقوب السوداء عندها استحال تكون كواكب تدور حولها وبالتالي مجددا استحالة وجود حياة.
هناك قيمة اخرى وهي Epsilon value وهي موجود في الكون بقيمة 0.007 وهي نسبة الهيدروجين الذي تحول إلى هيليوم في الانفجار العظيم. هذا العامل لو قلت قيمته إلى 0.006 مثلاً لما أتيح للذرات الثقيلة مثل الكاربون اللازم للحياة. أن تتكون ولما ايُتح للنجوم أن تتكون ولصار الكون كله مليئاً بعنصر الهيدروجين لوحده. والعكس إذا زادت لقيمة 0.008 مثلا فإن كل الهيدروجين سيتحول إلى هيليوم أثناء الانفجار العظيم
ولم تبقى أية ذرات هيدروجين تعطي طاقة اندماجها في النجوم إلى هليوم للكون , والنتيجة لا حياة .
N value وقيمته في كوننا هي 1000000000000000000000000000000000000 , هل تعلم عزيزي القرئ ان نسبة القوة الكهرومغناطيسية في الكون إلى القوة الجذبوية. فيه هي 1 وعلى يمينه 36 صفراً . تخيل انت الذي تقرا الان لو كانت الجاذبية أضعف قليلاً لما تكونت النجوم ومجددا فلا حياة!!!. والعكس ايضا وإذا زادت قوة الجذب الكوني قليلاً لتكونت النجوم بسرعة. والنتيجة هي كالتالي احتراق النجوم ودمارها ويترتب على ذلك احتراق. أي أثر للحياة أثناء تسرب الطاقة من النجوم سريعاً والنتيجة لن يكون هناك لا ارض. ولا انت ولا انا ولا ذلك الطائر في السماء ببساطة شديدة
يقول ليونارد سوسكايند الفيزيائي الشهير في كتابه The Cosmic Landscape الثابت الكوني 10أس 122 يستحيل أن ينشأ عن صدفة . إن الثابت الكوني يُكتب هكذا :
0.0000000000 0000000000 0000000000 0000000000 0000000000 0000000000 0000000000 0000000000 0000000000 0000000000 0000000000 0000000000 1
معضلة الثابت الكوني
ولمن لا يعرف معنى كلمة 123 صفر .. هذه يعني أننا بحاجة إلى هارد ديسك بحجم 15 مليار سنة ضوئية أي أكبر من حجم الكون كله لنخرج منه بهذا الإحتمال الضئيل وطبعا هذا هو قمة الجنون الرياضي لأن المستحيل الرياضي لا يتجاوز 50 صفر فضلا عن 123 صفر – هذه هي الفيزياء وهذه هي الرياضيات , 122 صفر ثم واحد , افتراض هذا الثابت الكوني بهذا الرقم المدهش الذي ظل العلماء يفترضون أنه صفر زمنا طويلا إلى أن بينت الدراسات في 1998 أنه ليس صفرا ويستحيل أن يكون صفر وإنما هو قريب جدا جدا من الصفر لكن لابد أن يكون أكبر من الصفر بمقدار ضئيل للغاية بحيث يصبح رقم عشري وأمامه 122 صفر ثم واحد .
لماذا هذا الرقم بهذه الدهشة وهو الذي يتيح اتساع الكون ويمنع انكماشه على نفسه بعد لحضة من تكونه ؟ لقد فشل الفيزيائيين في معرفة لماذا هذا الرقم بهذا القرب من الصفر ومع ذلك لم يصبح صفرا ولذا يعتبر الكثير من الفيزيائيين هذه المشكلة أنها أعمق مشكلة غير محلولة في الفيزياء ويطلقون عليها معضلة الثابت الكوني Cosmological constant problem
وإذا افترضنا أن هذا الثابت الكوني كان أقل من ذلك بقليل لانهار الكون وانكمش على نفسه بعد أقل من مليارات الأجزاء من الثانية أي لم يتكون . وإذا افترضنا أن الثابت الكوني أكبر قليلا من هذا الرقم لانتفخ كل شيء في الكون فور تكونه ولتناثرت المادة ولما تماسك شيء ولانهار الكون .إنه هذا الثابت الكوني بالفعل واحد من أروع الأدلة على الإعداد بعناية في الفيزياء يقول ليونارد سوسكايند في كتابه The Cosmic Landscape, p. 88:
إن قوانين الفيزياء متوازنة على حافة سكين حاد للغاية وإذا كان الأمر كذلك فإنه يطرح أسئلة كبيرة , مع كل هذا الابداع والاتقان الذي يصعب تصديقه هناك قارئ الان بينكم يقول ان هذا قد حصل بالصدفة تخيل ان كل هذه التوابت حصلت بالصدفة هكذا فقط بعشوائية
حسنا دعوني اضيف لكم من العجب ابياتا الشمس تبعد عن كوكب الارض 149.600.000كم , لو أن تغييرا طفيفا على هذا المسافة مثلا لنضف 149.600.001 النتيجة ذلك الواحد سيحرق كل شيء على كوكب الارض ومجددا لا حياة والعكس ايضا ,فلو إبتعدت الشمس قليلا النتيجة تجمد الأرض وتجمد كل من عليها .. والنتيجة مجددا لا حياة
هل ما زلت تؤمن انك موجود بالصدفة ؟
هل تذكرون في بداية المقالة عندما شرحت لكم سرعة الضوء ما زلتم تذكرون السنة الضوئية , حسنا لو افترضنا ان هذا الكون بكل هذا التعقيد والثبات في كل شيء في كل حركة في كل مقدار حصل هكذا بالصدفة فهو بمثابة ان تاخذ هذا الشاحن وتضعه في نهاية الكون او حافة الكون ثم تذهب انت الى الحافة الاخرى للكون ستقول لي مهلا كم هو قطر الكون حسنا , العلماء يقولون ان قطر الكون اي من الحافة الى الحافة الاخرى هي 93 مليار سنة ضوئية يعني لكي ينطلق الضوء من حافة الكون الى الحافة الاخرى يحتاج الى 93 مليار سنة ضوئية كما قلت لكم الضوء يقطع في سنة واحدة فقط 9,460,730,472,580,800 كيلومتر في سنة واحدة اذن كم سيقطع في 93 مليار سنة , المهم ستاخذ مسدسك وفيه رصاصة واحدة وتذهب الى الحافة الاخرى للكون ولك الحق في طلقة واحدة ومن الطلقة الاولى يجب ان تصيب ذلك الشاحن في الوسط من على بعد 93 مليار سنة ضوئية , كم هي نسبة حضك ان تصيب ذلك الشاحن بالصدفة ؟ فانت مستعد ان تقبل بان كل هذا حصل بعشوائية وتقول انك شخص علمي شخص منطقي شخص يؤمن بالعقل هل بالعقل يمكن تخلق العشوائية نظام ان تخلق العشوائية حياة ان تخلق العشوائية انسان ثم ياتي ذلك الانسان بنفسه ليسال كيف نشا الكون
المشكلة التي ستقع فيها صديقي الملحد اليوم وغدا والى ابد الابدين هي مشكلة السببية بمعنى ان لكل شيء في هذا الكون بداية الكون كله له بداية وبما انه له بداية من الذي اعطاه الضوء الاخضر للبدئ من تسبب في بدايته , الصدفة هنا لن تنقذك هذه المرة لانك سواء سميته الف سواء سميته باء او سميته الخالق او سميته ما تريد , فهناك مسبب الذي سبب بداية الكون ولا يمكن ابدا ان يكون جاء من العدم من لا شيء لكل مخلوق بداية
طريقة للهروب من الامر وجعل الصدفة منطقية
خرج بعض العلماء بفرضية عجيبة غريبة ليخرجو من هذه الورطة وهي نظرية الاكوان المتعددة ببساطة تقول أن كوننا ليس الكون الوحيد. بل هو مجرد فقاعه من عدة فقاعات عددها يصل الى تريليون كون اخر اي مثل عدد الذرات الموجودة في هذا الكون كله تخيل . وان الانفجار العظيم! مجرد تصادم فقاعتين! أو ربما انفصال فقاعة الى فقاعتين وحررت طاقه عاليه على شكل انفجار عظيم. الآن كوننا مجرد فقاعه في جسم ضخم يضم فقاعات لا نهاية لعددها، اذن كوننا له بداية في الزمن، لكن تلك الفقاعات موجودة منذ الأزل , هنا يعود نفس السؤال من اين جاءت الفقاعات الاخرى فلكل شيء بداية , هل ظهرت هكذا من دون سبب هل منطقك يقبل ان ياتي شيء من لا شيء وان هناك تريليون تريليون كون وكل هذه النظريات الغريبة التي لم ولن يستطيع اي احد تجربتها ولكن لا يقبل ان هناك امر خارج الزمان والمكان لا يتاثر بقوانين الفيزياء لا شيء مثله ولم ولن يكون اي شيء مثله قوته لا يتصورها عقل بشري ضعيف هو من سبب كل هذا سميه الخالق سميه ما تشاء
من خلق الله ؟
في هذه الحالة هذا الذكي فقد ذكائه لسبب بسيط هو ان هذا السؤال لا يجب ان يسال لانك ساويت بين مخلوق يتاثر بالزمان والمكان والفيزياء وبين خالق لا يتاثر باي شيء خارج عن الزمان والمكان وان ذهبت معك جدلا في هذا الطرح وقلت لك بان خالقا هو الخالق ستقول بعد مليار مليار سنة سنة ستبقى تسالني اذن من الذي خلق الخالق الذي خلق الخالق الذي خلق الخالق وهكذا الى ما لا نهاية , لهذا السبب هذا السؤال من الغباء طرحه لاننا سنبقى في حلقة مفرغة لا نهاية لها
الجواب الوحبد ان هناك خالقا واحدا سميه ما شئت مجددا لا يحده لا زمان ولا مكان ولا فيزياء ولا يمكن لعقل البشر ان يتخيلوه هو من صنع كل هذا الثبات في الكون هو من اعطى الكلمة لبدا الخلق هو الوحيد الازلي هو الوحيد الذي لا بداية له ولا نهاية , ببساطة ان نظرت الى الكون ستجد انه يستحيل اتفاق كل تلك العوامل التي ذكرتها بالصدفة والعشوائية والحظ على هذه التركيبة الفريدة من ضمن عدد لا نهائي من الاحتمالات
يقول العلماء أن الثوابت الكونية والتي جعلت من عالمنا عالما صالحا للحياة هي بمثابة وقوف الكون كله على طرف صغير .. إن توافق الثوابت الكونية بنسب مدهشة دفع العلماء الفيزيائيين الماديين الملحدين إلى تسمية هذا التوافق بإسم الكون المُعد بعناية.
يقول ستيفن واينبرج و هو عالم فيزيائي أمريكي حاز على جائزة نوبل للفيزياء عام 1979 يقول في حوار له مع ريتشارد دوكينز واحد من اهم العلماء الملحدين قال ” لا اظن ان على احدنا الاستهانة بالورطة التي نحن فيها واننا في النهاية لن نستطيع ان نفسر العالم “.
بالنهاية .. يتضح لكل عاقل أن تلك الأرقام مستحيل أن تكون صدفة . وبالرغم من كل ذلك .. يؤمن الملحد أنه مجرد كائن حي لا معنى له أتى بطريقة عشوائية وصدفة وتضارب في أرقام الكون فأتيت أنت جراء تلك الصدفة .. نعم هل اكذب انت تؤمن أن كل شيء جاء بعشوائية وصدفة، وان كل هذه الثوابت مجرد حظ وصدفة وتؤمن ان العشوائية والصدفة خلقت نظاما موزونا بطريقة تجمد عقل الانسان
بالصدفة بدا الكون وبالصدفة خلقت المجرات والكواكب والشمس وبالصدفة خلق كوكب اسمه الرض وبالصدفة هذا الكوكب هو الوحيد الذي كان صالحا للعيش وبالصدفة في هذا الكوكب بدات الحياة ونشات الخلية الاولى وبالصدفة بعد ملايين السنين خلق شيء اسمه الانسان وبالصدفة هذا الانسان خلق له عقل جعله يسيطر على هذا الكوكب وبالصدفة هذا الانسان اصبح يفكر كيف بدا الكون : “أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون”
اقرا ايضا: الإبادة الجماعية في رواندا : حين يتفوق شر الانسان على الشيطان