مع الاجرام الذي ترتكبه اسرائيل في فلسطين الان ومنذ أكثر من سبعين سنة , ظهر شيء غريب , ازدادت عمليات البحث بشكل جنوني خصوصا في الدول الغربية والاسيوية عن تاريخ فلسطين , فلكي تكونو على علم وقد يكون الامر صادم للبعض , يوجد الاف ان لم يكن ملايين الناس لم يسمعوا أي شيء عن فلسطين ولا عن إسرائيل طوال حياتهم ونسبة أخرى كبيرة تعرف فلسطين فقط من خلال خبر مر على التلفاز او في الراديو او اليوتيوب , او سمعوها في اغنية بالصدفة , ولذلك الان بدأ الناس يبحثون عن غزة وعن اسرائيل , يحاولون فهم ما الذي يجرب في تلك البقعة من العالم ولماذا دائما فيها حرب , في رأيي الشخصي ليس من المعقول أن يكتمل تضامن الانسان مع قضية ما كيفما كانت اذا لم يدرس تاريخها وكيف بدأت , ولذلك في هذا هذه المقالة سأعرض عليكم 4 كتب عن اسرائيل وعن فلسطين و الاصل الحقيقي لنشأة الاحتلال الاسرائيلي .
1. تطهير العرقي في فلسطين
“التطهير العرقي في فلسطين” هو كتاب للكاتب والمؤرخ الإسرائيلي المناهض للصهيونية إيلان بابيه ، وهو أول مؤرخ يطبق مصطلح “التطهير العِرقي” على المجازر التي ارتُكبتها اسرائيل في فلسطينيين بين 1948 و1949 , الكتاب نُشر لأول مرة عام 2006 ويتحدث عن التاريخ المرعب والمفصل للتطهير العرقي الذي يقول بابيه إنه وقع خلال حرب 1948 في فلسطين ، حيث قامت اسرائيل بتهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين من قراهم وديارهم ديارهم .
يبدأ إيلان بابيه بتقديم الخلفية التاريخية للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، ويشرح كيف أن الحركة الصهيونية، منذ بدايتها، كانت تسعى لإقامة دولة يهودية في فلسطين، حتى لو كانت نتيجة هذا الفعل تهجير كل السكان الفلسطينيين الذين كانوا يعيشون هناك لقرون . وهذا ما توضحه مقولة لديفيد بن غوريون أو رئيس وزراء إسرائيلي حين قال عام 1938 “أنا أؤيد الترحيل القسري ،ولا أرى فيه شيئا غير أخلاقي”.
في الكتاب يفصل بابيه الخطة التي وضعها قادة الحركة الصهيونية والتي عُرفت باسم “الخطة داليت” (Plan D) . هذه الخطة كانت تهدف إلى محو المناطق الفلسطينية من سكانها الاصليين بهدف إقامة دولة لفصيل عرقي وديني واحد وهم اليهود . فاصبحت الخطة (Plan D) كانت بمثابة دليل عسكري للجماعات اليهودية الارهابية مثل شتيرن وهاغانا يأخذون منه الافكار والنصائح بل وحتى الاساليب لشن هجمات حيوانية على القرى والمدن الفلسطينية .
مع تعمقك في الكتاب سترى كيف يوضح لك بابيه الطريقة التي تم بها تنفيذ هذه الخطة الابليسية على الأرض من خلال سلسلة من العمليات العسكرية والهجمات المنظمة التي استهدفت القرى والمدن الفلسطينية ، مثل الهجوم على قرية طنطورة . حيث تم التدمير الشامل لأكثر من 500 قرية فلسطينية خلال عام 1948 فقط . وبعدها وفي نفس المكان وعلى قبور جثث الفلسطينيين في قراهم التي محيت تمت زراعة أراضيها أو بناء مستوطنات يهودية عليها، لمنع عودة اللاجئين الفلسطينيين إليها مستقبلا .
يصف الكاتب والمؤرخ الإسرائيلي إيلان بابيه في كتابه التطهير العرقي في فلسطين الفظائع والمؤلمة والمبكية التي ارتكبتها القوات الصهيونية الارهابية خلال هذه العمليات، بما في ذلك القتل الجماعي، تدمير المنازل، اغتصابات وحرق المدنيين العزل وهم أحياء .
تحميل كتاب التطهير العرقي في فلسطين
2. كتاب دولة الإرهاب – توماس سواريز
كتاب “دولة الإرهاب: كيفية قيام إسرائيل الحديثة عبر الإرهاب” ألفه الموسيقي والباحث الأميركي توماس سواريز , أثار الكتاب الكثير من الجدل خصوصا في أوروبا والولايات المتحدة الامريكية بسبب النبرة والكلمات المستعملة في الكتاب والتي لم تعتد اسرائيل على سماعها , سواريز يعتمد في هذا الكتاب على وثائق بريطانية ، وأرشيفات صهيونية، وسجلات أخرى،
في كتابه، يقدم توماس سواريز عرضاً تاريخياً مفصلاً للمرحلة التي سبقت قيام دولة إسرائيل، بداية من الانتداب البريطاني على فلسطين بعد الحرب العالمية الأولى وحتى إعلان قيام الدولة عام 1948. يركز سواريز على كيفية استخدام العنف الممنهج من قبل مجموعات صهيونية متطرفة مثل “إرغون” و”شتيرن”، والتي استخدمت الإرهاب كوسيلة لتحقيق أهدافها القومية . هذه المجموعات نفذت هجمات على دنيين فلسطينيين وعرب وحتى بريطانيين كجزء من استراتيجية عسكرية ترهيبية لإجبار القوى العظمى خصوصا بريطانيا على قبول دولة يهودية في فلسطين.
مقالة أخرى انميات دموية ستسبب لك الكوابيس : دماء وأحشاء وجثث مقطعة
يقدم سواريز في كتابه أمثلة عديدة على الهجمات الإرهابية التي نفذتها هذه المجموعات الصهيونية، مثل تفجير فندق الملك داود عام 1946، الذي أدى إلى مقتل 91 شخصاً، معظمهم من المدنيين. يستخدم المؤلف هذه الأمثلة ليبين أن الإرهاب لم يكن مجرد وسيلة دفاعية بل كان جزءاً من استراتيجية مخططة ومقصودة لإرهاب السكان العرب ودفعهم إلى الرحيل.
يوضح سواريز كيف أن استخدام الإرهاب لم يكن مجرد أداة ضد الفلسطينيين فحسب، بل أيضاً ضد القوى الاستعمارية البريطانية التي كانت تتولى إدارة فلسطين . كان لهذه الهجمات الوحشية نتائج كارثية من قبيل النزوح الجماعي للفلسطينيين خلال حرب 1948، والتي يعتبرها المؤلف نتيجة مباشرة للاستراتيجية الإرهابية . يروي الكتاب قصصاً مؤثرة عن العائلات الفلسطينية التي فقدت منازلها وأراضيها بسبب هذه الهجمات ، وكيف ما زالت هذه المعاناة مستمرة حتى اليوم , كان لتلك الغارات الصهيونية تأثير كبير في تحفيز بريطانيا إلى التخلي عن الانتداب وتسليم القضية إلى الأمم المتحدة ، الامر الذي مهد الطريق لقيام دولة إسرائيل
منذ نشره، أثار كتاب “دولة الإرهاب” الكثير من الجدل والصراع والاتهامات المتبادلة . فبعض النقاد يعتبرون أن الكتاب يسلط الضوء على حقائق مهمة تتعلق بتاريخ الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، والتي غالباً ما يتم تجاهلها أو التقليل من أهميتها في السرديات الرسمية. بالمقابل، يواجه الكتاب انتقادات من بعض المؤرخين والكتاب الإسرائيليين الذين يرون أنه يتبنى وجهة نظر أحادية ومعادية للسامية ويبالغ في تصوير الإرهاب كعامل وحيد في قيام دولة إسرائيل.
تحميل كتاب دولة الارهاب
3 كتاب اسرائيل البداية والنهاية
مصطفى محمود الكاتب والفيلسوف والطبيب الذي ألف ما يزيد على 200 عمل وبرنامج تلفزيوني , وفي رأيي الشخصي قد يكون هذا الكتاب واحد من أخطر الكتب العربية في مواجهة الفكر الصهيوني الاسرائيلي , الكتاب ما هو الا استمرار للحرب الفكرية التي كان يخضوها مصطفى محمود مع اسرائيل لدرجة أنه سبب لهم الرعب والكوابيس , لم يكن أمام اسرائيل سوى خيار مراسلة الدولة المصرية التي كانت بقيادة جمال عبد الناصر انذاك والضغط على الدولة المصرية لايقاف برنامجه الشهير العلم والايمان ومحاربة كل مؤلفاته وأفكاره بما فيهم كتاب “إسرائيل: البداية والنهاية” , وكان هذا الايقاف هو السبب الرئيسي في دخول الدكتور مصطفى محمود في حالة من الحزن والاكتئاب وانهيار صحته ووفاته . وأعتقد أن خير ما يمكننا أن نفعله لهذا الرجل العظيم هو أن ننشر كتبه وأفكاره بينما هو مرتاح عند ربه
في كتاب إسرائيل: البداية والنهاية يستعرض الدكتور مصطفى جوانب متعددة من الصراع العربي الإسرائيلي ، حيث يحاولاً تحليل تاريخ وأيديولوجية الدولة الإسرائيلية من منظور ديني، سياسي، وتاريخي . مصطفى محمود، الذي عرف بكتاباته الفلسفية والدينية العميقة، يقدم في هذا الكتاب رؤيته الخاصة للصراع.
يبدأ مصطفى محمود كتابه بمناقشة الأسس الفكرية والروحانية التي قامت عليها الحركة الصهيونية . يسلط الضوء على الأيديولوجية اليهودية التي دعت إلى إقامة دولة يهودية في فلسطين والمقتبسة من التوراة والتلمود مثل فكرة “الشعب المختار” و”أرض الميعاد”. و عبارة “الأرض التي تدوسها أقدامكم فهي لكم ”، وهي العبارة التي تستعملها اسرائيل دينيا أمام العالم المسيحي الغربي لتغطية الانتهاكات والجرائم التي اقترفتها، ويتسائل الدكتور مصطفى محمود بسخرية في الكتاب “كم من الأراضي ستحتل أيضًا بهذه الطريقة “
يفضح الكتاب المصطلحات التي تستخدمها إسرائيل وتضلل به الرأي العام العالمي ، فنهب الأراضي تسميه تصحيحًا للأوضاع، والاستعمار تسميه استيطانًا، وقتل الانسان الفلسطيني عدلًا، وتعذيب السجناء إجراء قانونيًا، والتجسس بعثات إعلامية.
يمضي مصطفى محمود في كتابه إلى تحليل الأحداث التاريخية التي أدت إلى قيام دولة إسرائيل. يبدأ بتفسير دور وعد بلفور عام 1917، والذي منح اليهود حق إقامة وطنهم المزعوم في فلسطين . يستعرض الكتاب الأحداث التي تلت ذلك اليوم المشؤوم، مثل الانتداب البريطاني ، وتزايد الهجرة اليهودية إلى الأراضي الفلسطينية، وصولاً إلى قرار تقسيم فلسطين عام 1947 وقيام دولة إسرائيل في 1948. والتي اعتبرها مصطفى محمود جريمة تخاذل يشترك بها الجميع .
غير أن الإثارة والحماس تبدأ في الجزء الاخير حيث يطرح مصطفى محمود افكار وفرضيات دينية وسياسية لمستقبل دولة إسرائيل . يتنبأ المؤلف بزوال إسرائيل كدولة كنتيجة حتمية للظلم التي هي في الاساس قائمة عليه ,بل وهنا نبوءات يهودية تلمودية تنبأت بزوال إسرائيل ,
تحميل كتاب إسرائيل البداية والنهاية
4. كتاب القضية الفلسطينية والمجتمع الأميركي
واحد من أهم الاسئلة التي يطرحها ملايين الناس حرفيا , لمذا تصر أمريكا وشريحة واسعة من المجتمع الامريكي على دعم اسرائيل سياسيا وعسكريا واقتصاديا وحتى إن تطلب الامر تضرر المجتمع الامريكي وتضرر سمعة الولايات المتحدة الامريكية امام بقية الشعوب تماما كما حدث منذ السابع من اكتوبر حين كانت أمريكا هي الوحيدة في قاعة مجلس الامن التي ترفع يد الفيتو لانقاذ اسرائيل , الامر حرفيا أصبح العالم في كفة وأمريكا لوحدها في الكفة المقابلة
كتاب “القضية الفلسطينية والمجتمع الأميركي” يجر القارء الى بحر العلاقة المعقدة بين السياسة الأميركية والقضية الفلسطينية، وكيف أن المجتمع الامريكي نسبيا له دور كبير في هذا الصراع السرمدي . الكتاب يحاول أن يقدم رؤية شاملة لفهم أهم العوامل التي تؤثر على سياسات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ، ودور المجتمع الأميركي في تشكيل هذه السياسات الخبيثة. رغم أنه في رأئي الشخصي أشك أن للمجتمع الامريكي أي دولر في صناعة السياسة الامريكية تجاه اسرائيل , فمن المعروف ان الشعب الامريكي أكثر شعوب العالم التي تعرضت لغسل الدماغ , بل هناك ملايين لامريكيين لا يعرفون أي شيء عن فلسطين . وحتى اذا سمعوا بها تأتيهم المعلومة مشوهة من كل الجوانب , ولماذا تعتقدون أنهم أنشأوا هوليوود .
يناقش الكتاب كيف أن الدعم الأميركي لإسرائيل على حساب الحقوق الفلسطينية العادلة لم يكن وليد اللحظة، بل هو نتيجة لتاريخ طويل من التفاعلات واهمها اللوبي الصهيوني في أمريكا . يشرح إدوارد سعيد كيف أن هذا اللوبي السرطاني، من خلال تأثيره الكبير على الكونغرس والإدارة الأميركية، استطاع أن يوجه السياسة الخارجية وحتى الداخلية للولايات المتحدة نحو دعم غير مشروط لإسرائيل .
لكن أخطر وأهم ما ناقشه وكشفه إدوارد سعيد في الكتاب وبين قوسين (لهذا السبب ضروري جدا أن تقرءوه أعدكم ستشكرونني ,وتدعون لي بظهر الغيب ) أخطر محور في الكتاب التأثير الديني المسيحي الغربي الصهيوني على موقف المجتمع الأميركي من القضية الفلسطينية. ما يغيب عن ملايين الناس أن جزءاً كبيراً من الدعم الأميركي لإسرائيل يأتي بالدرجة الاولى ليس من اليهود لان أعدادهم قليلة وانما من التيارات المسيحية الصهيونية ، والتي ترى في قيام دولة إسرائيل تحقيقاً لنبوءات دينية من العقد القديم التي تشير الى ضرورة قيام الدولة اليهودية كي يظهر المخلص أو المسيح وهو الذي سيحكم مملكة اسرائيل . هذه الجماعات المسيحية تملك تأثيراً كبيراً على الرأي العام والسياسيين وبالتالي على القضية الفلسطينية
تحميل كتاب كتاب القضية الفلسطينية والمجتمع الأميركي