أحدهم مربوط في قضيب معدني ورمح يخترق بطنه في عجوز ذات لون بشرة زرقاء تقوم بشوي انسان مثلما يشوى الخروف , وبجانبها على ما يبدوا امرأة أخرى بأقدام دجاجة تحمل مقلاة وفيها أجزاء من جثة بشرية يتم طهيها , اذا رفعنا أعينا لوق سنجد جثث بشرية معلقة وفي الاسفل مدخل فرن هو الاخر مليء بالبشر , الشيء المشترك في هذا المشهد أن كل هؤلاء الناس هم أحياء أو لعل المصطلح الاقرب أنهم بين الحياة والموت يتجرعون أسوأ أنواع العذاب , هذا المشهد المخيف الذي قد يسبب لك الكوابيس ليلا هو إحدى لوحات الرسام الهولندي الشهير هيرونيموس بوش الذي يحاول فيها تقريب الحياة الاخرى وتخيل أنواع العذاب يوم القيامة , وغالبا ما يتم استنباط صور وتخيلات عذاب يوم القيامة من رسوماته لدرجة أنه لقب برسام الجحيم
غالبية لوحات هيرونيموس بوش عبارة عن عالمً تتلاشى فيه الحدود بين الواقع والكابوس ، تُعرَض فيها الروح البشرية عارية بجمالها وقبحها، وتتوهج نيران الجحيم أكثر أكثر توهجا من الشمس نفسها
لكن ما هي قصة هذا الرجل حقًا ؟ البعض يدعي أنه مهووس والاخرون يدعون انه مجنون , في بحين البعض يدعي أنه وصل لمرحلة من الذكاء والحكمة والبصيرة التي فاقت كل التصورات , وما الذي ألهمه لخلق هذه المشاهد المرعبة من العالم آلاخر ؟ ولماذا، بعد أكثر من 500 عام على وفاته ، ما تزال لوحاته مثيرة للجدل بشكل غير طبيعي ؟
في بلدة صغيرة في هولندا تُدعى “سيرتوخينبوش، في فترة القرون الوسطى حوالي عام 1450. ظهر في التاريخ فتى يُدعى ييرونيموس فان آكن—الذي سيعرف لاحقًا باسم هيرونيموس بوش . لا يعرف أحد تاريخ ميلاده بالضبط . لكن ما نعرفه هو أنه وُلد في عائلة من الفنانين . جده، والده، أعمامه—جميعهم كانوا رسامين ماهرين . الفن لم يكن مجرد حرفة في منزل عائلة فان آكن ؛ بل كان إرثً يجري في دمائهم مثل أي حرفة
لكن هنا يبدأ اللغز الأول : حيث أن سنوات بوش الاولى من طفولة ومراهقة لم يترك فيها أي شيء . لا رسائل، لا يوميات، لا ملاحظات في دفتر لا شيء اطلاقا . وكأنه شخصية خرجت من العدم للوجود ، ب رؤية وفكر لم يرَ العالم مثلها من قبل . بحلول عام 1475، ذكرت سجلات البلدة أنه كان يعمل في ورشة والده ، لكن في هذه النقطة تأخذ القصة مسار غامضًا . هل علمه والده ؟ هل تدرب تحت يد شخص آخر مجهول ؟ أم ان بوش الصغير عثر بالصدفة على شيء مخيف وغامض أشعل شرارة خياله السوداوي ؟
سيرتو خينبوس“ التي ولد فيها لم تكن مجرد بلدة عادية من بلدات هولندا . بل كانت مكانً مشبع بالدين ، كانت مركزًا لجماعة مسيحية تعرف بـ “أخوية السيدة العذراء المقدسة“، وهي منظمة دينية سرية انضم إليها بوش لاحقًا . يقول البعض إن هذه الجماعة وأعضائها كانوا مهووسين لدرجة الجنون بالخطيئة الاولى والخلاص والعذاب الذي سيتلقاه الكافرون بعد الموت ، يدعي الكثيرون أن هذه الجماعة المسيحية كان لها أثر كبير على تفكيره , والغريب في الأمر أن مواضيع العذاب ويوم القيامة سيطرت على غالبية أعماله ولوحاته الفنية . في حين أن هناك قصة أخرى شاركت في تكوين الفكر العام ورؤيته للوجود , فعام 1463 نشب حريق مدمر في البلدة ، دمر جزءًا كبيرًا من منزل طفولته الذي ترعرع فيه ، ترك هذا الحادث أثرً كبير وعميق في روحه ونفسيته , ذكرى الفوضى والخراب والصراخ والالم ستظهر لاحقًا بشكل واضح على شكل الجحيم المرسوم , فمنهم من يدعي أن الجماعة الدينية هي التي شكلت افكاره في حين يدعي البعض أن الحريق الذي أخذ منه كل ما يملك هو الذي وضعه على هذا الطريق ؟
الفرشاة التي رسمت الكوابيس
مع مرور السنين كبر بوش ولم يعد مجرد فتى يعمل في ورشة . فقد أصبح رجلاً متزوجً من أليد فان دير ميرفين ، ابنة تاجر هولندي غني جدا , كان لزواجه من ميرفين تأثير كبير على حياته حيث انقلب في لحظة من الفقر المدقع الى الغنى الفاحش من الثروة والمنزلً الفاخر الذي تمتلكه في بلدة أويرشوت القريبة . ساهمت الوضعية الاجتماعية الجديدة التي اصبح فيها في شهرته حيث اصبح فنانًا ذو سمعة واسمه بدأ ينتشر خارج حدود هولندا . بحلول أواخر القرن الخامس عشر، كانت لوحاته تُجمع من قبل النبلاء والملوك في كل أنحاء أوروبا . وبينما كان فنانون مثل بوتيتشيلي وليوناردو دا فينشي يرسمون لوحات هادئة ومثالية من الناحية الهندسية والرياضية ، كان بوش يمشي عكس التيار . كان يرسم الكوابيس
تخيّل لوحة مليئة بمخلوقات بشعة—نصفها بشر ونصفها وحوش—ترقص في عالم من النار والجليد . خطاة وكافرون أجسادهم ملئة بالثقوب بأدوات حادة، شياطين برؤوس تشبه الطيور تلتهم اللحم البشري ، وآلات تعذيب طويلة تبدو كأنها تنتمي إلى فيلم رعب خيالي . هذا هو عالم بوش، مكان لا تنطبق عليه قواعد الواقع
لكن اللغز الثاني هو: لماذا؟ لماذا قد يرسم رجل يعيش في مجتمع مسيحي متدين مثل هذه المشاهد المرعبة ؟ هل كان مؤمنًا مخلصً يحذر من العالم من عقاب الخطيئة ؟ أم كان متمرد وربما مهرطقًا، أو حتى انه كان شاهدا على حقائق سرية وغامضة لم تكن الكنيسة ترغب أن يعرفها المجتمع ؟
إذا كان هناك لوحة وصلت لأقاصي العالم وسببت شهرة هيرونيموس بوش ، فهي لوحة * حديقة المباهج الأرضية* TheGardenofEarthlyDelights . رسم هيرونيموس هذه اللوحة بين عامي 1490 و1510، وهي عبارة عن لوحة ثلاثية كبيرة مكونة من ثلاث لوحات متصلة ببعضها بوساطة مفصلات — و تتواجد الان في متحف البرادو في العاصمة الإسبانية مدريد ، تجذب هذه اللوحة لوحدها الالف الزوار كل سنة حيث تستطيع أن تلاحظ الزوار وهم يقفون أمامها في رعب وعيونهم لا تكاد تتحرك من مكانها من شدة التركيز في تفاصيلها المخيفة .
عندما تكون اللوحة مغلقة ، تظهر كرة أرضية رمادية غريبة وهي تطفو في الفضاء— حيث تصور لأرض وهي في اليوم الثالث من الخلق ، قبل أن تنفجر الحياة فيها حسب العقيدة المسيحية . تبدوا الارض هادئة سلمية لا يعتليها أي شر . لكن بمجرد فتح اللواح كما تفتح الباب ، يتغير كل شيء. جزء اللوحة على اليسار تظهر الجنة وتحديدا جنة عدن : في وسطها بشريين آدم وحواء بجانب الرب حسب المعتقد المسيحي ، محاطين بحيوانات غريبة وبعضها حيوانات طبيعية مثل وحيد القرن وزرافة وفيل وطيور وكأن كل شيء كامل . لكن هناك تلميح إلى أن هذا الكمال لن يدوم
حين ننتقل للوحة الوسطى . تبدأ الأمور باتخاذ مسار غريب . مئات الشخصيات العارية تتلاعب في منظر طبيعي وسريالي وكأنهم أبناء ادم وحواء . يتسلقون داخل فراولة عملاقة ، يركبون طيورًا خيالية ، ويتعانقون داخل فقاعات متلألئة . منهم من يستحم في المياه العذبة ومنهم من يقطف الثمار من الاشجار وبعضهم يمتطي خيول وحيوانات اسطورية . يبدوا المشهد عن قرب وكأنه احتفال بالمتعة البشرية في الحياة الدنيا ؟ غير أنه حين ترى اللوحة من بعيد يتضح لك أن ما يبدوا وكانه احتفال وسعادة هو في الحقيقة فخ
حين ننتقل للوحة الاخيرة على اليمين تنقلب المشاهد والاحداث وحتى الالوان نفسها , وحين تدقق النظر في المشهد تدرك أنه الجحيم .
الألوان تتحول من الأخضر والأزرق النابضين بالحياة والسعادة إلى الأسود الدخاني والأحمر الناري . تظهر اللوحة مدينة تحترق في الأفق ، أبراجها تتهاوى وتتساقط الواحدة تلو الاخرى . شياطين تعذب الخطاة بالسكاكين , وآلات موسيقية تحولت إلى أسلحة تعذيب بشعة . هنا يظهر وحش عملاق بمنقار طائر يلتهم رجلاً كاملاً ، بينما شخصية أخرى يخترق جسدها مزمار واخر معلق فوق يد عود . حين تعود للوراء قليلا وتحاول تحليل الصورة ستخرج باستنتاج واحد وهي أن المشهد عبارة عن سيمفونية الموت والعذاب ؛ وحيت تعود للوراء أكثر لترى اللوحة بأجزائها الثلاثة سيظهر لنا اللغز , فالجزء الاول على اليسار هو ادم وحواء في الجنة منعمين لا ينقصهم اي خير في حين الصورة الثانية هي انتقالهم للحياة الدنيا وقد تكاثر ابناء ادم وحواء مكونين الجنس البشري , وتظهرهم اللوحة في هم في حالة من الفرح والسعادة والتلذذ بكل شهوات الحياة , وحين نصل للوحة الاخيرة يظهر الجحيم الذي تختفي فيه كل الملذات والسعادة ولا يوجد سوى العقاب بأبشع صوره
فما القصة التي اراد هيرونيموس ايصالها للعالم ؟ يتفق معظم العلماء على أن اللوحة. عبارة عن حكاية أخلاقية : عدن تؤدي إلى التساهل، والتساهل يؤدي إلى الهلاك . لكن هل هذا كل شيء؟ يقول البعض إن بوش كان يسخر من هوس الكنيسة بالخطيئة ، وكانت تزهر سخريته في تفاصيل الصور البشعة . في حين يقول اخرون مثل المؤرخ الفني فيلهلم فرانجر—إلى أن بوش كان جزءًا من طائفة سرية ، ولعل اكثرهم ترجيحا هي طائفة الأداميين Adamites .
Adamites هي جماعة دينية مسيحية صغيرة وغامضة ظهرت في فترات مختلفة من التاريخ، تحديدا في العصور الوسطى . كانوا يُعرفون بمعتقداتهم المتطرفة التي تركزت على ضرورة عودة البشر إلى حالة “البراءة الأولية” التي كان عليها آدم وحواء في جنة عدن قبل السقوط في الخطيئة
الأداميون لم يكونوا طائفة واحدة متماسكة عبر التاريخ، بل ظهروا كجماعات متفرقة في أماكن وأزمنة مختلفة، مثل شمال إفريقيا في القرن الثاني الميلادي، وبوهيميا (الجمهورية التشيكية اليوم) في القرن الخامس عشر، وحتى في هولندا خلال العصور الوسطى المتأخرة . كانوا يشتركون في فكرة رئيسية : أن البشر يمكنهم استعادة النقاء الروحي عن طريق التخلي عن القوانين الاجتماعية والمادية، بما في ذلك الملابس ، ليعيشوا كما كان آدم وحواء — عراة وأبرياء
–**الأداميون يؤمنون أن الخطيئة الأصلية والتي هي العصيان الأول الذي ارتكبه آدم وحواء عندما أكلا من الشجرة المحرمة يمكن التغلب عليها بشرط وهو العودة إلى حالة الطهارة الأولى . لذلك، كانوا يمارسون العري أحيانًا في طقوسهم ، معتبرين أن الملابس رمز للخجل والخطيئة
رأى الأداميون أن القوانين البشرية، بما في ذلك ملكية الأراضي أو الزواج ، هي قيود تمنع الإنسان من الاقتراب من الله . بعض الجماعات ذهبت إلى حد رفض الزواج الرسمي، معتبرين أن الحب الحر هو الأقرب إلى الطبيعة الإلهية
–كانوا يعتقدون أن الإنسان المؤمن الحقيقي يمكن أن يصبح خاليًا من الخطيئة في هذه الحياة وهي فكرة كانت تُعتبر هرطقة من قبل الكنيسة الكاثوليكية كون أحد أهم لاعمدة الت تبنى عليها المسيحية هي عقيدة الخطيئة الاولى والتي ورثها نسل ادم وهم الان يدفعون ثمنها على الارض ولن تكفر عنهم تلك الخطيئة الا بالاعتقاد بالوهية المسيح عليه السلام
لم يكن بوش مجرد رسام حالم؛ كان فنان بارعً ذو موهبة الهية في الرسم ؟ كان طريقته في الرسم تعتمد على الزيت فوق ألواح البلوط ، هذه التقنية سمحت باظهار الاوان الزاهية المعقدة. كان بوش يضع طبقات من الصباغة بدقة ، تجعل الوحوش تبدو حية بل ومن شدة عبقرية الالوان والظلال تحس كأنك تستطيع مد يدك ولمس قشور اللوحة اللزجة
لكن ما أسر ملايين الناس حول العالم في لوحات هيرونيموس حتى من لا ملة ولا دين لهم هي التفاصيل المرعبة . هذه اللوحة تسمى *الدينونة الأخيرة* TheLastJudgement ، التفاصيل في هذه اللوحة مفزعة بدرجة لا تصور , فاذا قمت بتكبير المشهد في الوسط ستجد شيطانًا صغيرًا يمسك بملقط وينتزع روحً بشري من قدر يغلي بالزيت . وليس ببعيد عنه شيطان اخر يقوم بشوي جسد في الفرن وفوقه عدة أجساد معلقة اما انها شويت أو انها تنتظر الدور , لا تتوقف البشاعة هنا بل اللوحة تحمل تفاصيل مروعة في جزء منها , فهنا يظهر عدة أجساد معلقة على شجرة والاغصان تخترق أجسادهم , في حين شيطان بقدم بشرية يمشي وهو حامل فوق ظهرة جسد بشري وقد اخترقه رمح , كمية التفاصل التعذيب في اللوحة عميق لابعد حيث أن الموت والحياة يسيطر على كل شبر منها . بوش لم يرسم فقط مشهد واحد فقط في هذه اللوحة ؛ لقد بنى عوالم مختلفة ، طبقة تلو طبقة ، حتى امتلأ كل ركن من القماش بالخطاة الذين أوصلتهم خطاياهم الى هذا المكان
قد يتسائل البعض مع اللذي أوصل هيرونيموس بوش الى هذه الحالة من التفكير ؟
لفهم شخصية بوش، نحتاج إلى الدخول إلى عالمه الذي عاش فيه . في أواخر القرن الخامس عشر كانت فترة اضطراب شديد. كانت النهضة تزدهر في إيطاليا، لكن في شمال أوروبا ، كان الامر مختلف . كان للكنيسة سيطرة حديدية ، كانت طريقتها في الوعظ والتبشير تتم بالنار والكبريت
وكان التعذيب يستعمل لضبط المؤمنين حتى يبقوا على السراط المستقيم ومن كان يخرج عن الطريق يقتل بطرق لا يمكنها تخيلها حتى في الكوابيس . في تلك الأثناء، كان عصر التنوير والاكتشافات يلوح في الافق —المستكشفون يرسمون خرائط لأراضٍ وعوالم مجهولة، ويعودون بقصص عن مخلوقات غريبة من اراض ما وراء البحار ويعتقد البعض انها ألهمت خيال بوش . تزامنت فترة الاكتشافات بظهور الإصلاح الديني وضعف سلطة الكنيسة الكاثوليكة . حيث عاش على حافة هذا التغيير ، رجل عالق بين التقاليد الدينية والاكتشافات الجغرافية وحتى العلمية لذلك يبدوا واضحا أن لوحاته تعكس هذا التوتر والتخبط
يقول البعض إن بوش تأثر بالكيمياء ، وهو علم يهتم بتحول المواد . آلاته الغريبة في التعذيب ومخلوقاته الهجينة التي تأخذ من كل مخلوق جزء قد تكون رموزًا لتلك المعرفة المخفية من علم الكيمياء . بجانب فرقة الاداميين البعض يعتقد ان بوش كان ينتمي او متأثرا بالكاثار، وهي جماعة هرطوقية من قرون سابقة كانت تؤمن أن العالم المادي الذي نعيش فيه هو الجحيم نفسه . مما جعل البعض يتسائل هل كان بوش تابعًا سريًا لهم ، يشفر أفكارهم في لوحاته الفنية ؟ مثلما يدعي البعض أن الماسونية تشفر افكارها المسمومة في الافلام والمسلسلات وحتى الموسيقى
توفي بوش عام 1516، دُفن في مسقط رأسه بهولندا وكانت جنازته عادية دون أي ضجة حسب ما تذكر المصادر التاريخية . رغم وفاته الا انه ترك أثر كبير لا يمحى من تاريخ الفن خصوصا الرسم ووضع مكانه بجانب رسامين كبار مقل فان كوخ الهولندي وليوناردو دافينشي الايطالي . كانت لوحاته تجمع من قبل هواة جمع الاعمال الفنية في إسبانيا والنمسا وهولندا . أصبح الملك فيليب الثاني ملك إسبانيا من أكبر معجبيه وأحد أكثر مالكي أعمالها لفنية ، لدرجة أنه علق لوحة *حديقة المباهج الأرضية* في قصره في الإسكوريال . بعد وفاته، ظهر الكثير من مقلديه في اسلوب الرسم مثل بيتر بروغل الأكبر الملقببـ“هيرونيموس الثاني” حيث حملواشعلته ومزجوا أسلوبه الفريد بأسلوبهم الخاص
بحلول القرن العشرين ، انفجر اسم ينفجر بوش وأصبح الفنانون والهواة على حد سواء يتخاطفون على امتلاك لوحاته مثلما يتخاطف العطشى على الماء في فترة الجفاف . اصبح الاب الروحي والالهام للكثير منا لفنانين الجدد السرياليين منهم بالخصوص , كسلفادور دالي العبقري المجنون الذي خصصت له حلقة كاملة قبل اربع سنوات ، وماكس إرنست، رينيه ماغريت. حيث قام سلفادور دالي بالاشارة لهيرونيموس بوش في لوحته *المتعة الكبرى* من خلال تشكيل صخري يعكس مناظر بوش الجامحة
اليوم بعد مرور 500 سنة تأثير بوش في كل مكان : في أفلام مثل *هيلبوي* لغييرمو ديل تورو، في ألعاب الفيديو مثل *سايلنت هيل*، وحتى على أحذية دكتور مارتنز وألواح التزلج
لكن رغم ذلك لا نزال لا نفهمه تمامًا . يناقش مؤرخو الفن نواياه بلا نهاية. هل كان أخلاقيًا؟ ساخرًا؟ مهرطقًا ؟ مشروع بوش للبحث والحفظ، الذي أُطلق في العقد الأول من الألفية، استخدم تكنولوجيا متطورة لدراسة لوحاته ، مؤكدًا بعضها كأعماله ونافيًا أخرى .
