مخدر الترانك : المخدر الذي حول الأمريكيين إلى زومبي , اخترع كمهدئ للحيوانات الكبيرة الحجم , أخطر من الهيروين والكوكايين والكراك بأضعاف , ينهش لحمك وأنت حي , ويتركك مرميا في الشارع وكأنك ميت وحين تستقيظ لا تفكر في أي شيء سوى أخذ جرعة أخرى إلا أن تجد نفسك في المستعجلات أو في القبر , باختصار هذا هو مخدر ترانك الذي فجر كل الاضواء الحمراء وأطلق التحذيرات من قبل كل المؤسسات الطبية الحكومية في الولايات المتحدة الامريكية , فلم يكن اي أحد يتخيل أن الواقع قد تغلب على أفلام الخيال العلمي وأفلام الموتى الاحياء وما كان يشاهده الناس في صالات السينما أصبح الناس يرونه مباشرة أمام أعينهم , بل ومن هول الكارثة وبعد انتشار الصورة والفيديوهات الصادمة أصبح الناس من كل أنحاء العالم يأتون لامريكا لكي يشاهدوا هذه المنظار مباشرة فيما أصبح يعرف بسياحة مخدر الترانك .
” مخدر الترانك ” يُعرف أيضًا باسم “زيلازين”

عام 2021 ، تحول كنسينغتون ، وهو حي فقير في شمال فيلادلفيا ، نقطة انطلاق مخدر جديد يسمى “ترانك” يُعرف أيضًا باسم “زيلازين” , غير أن قصة هذا المخدر لم تجذب انتباه الاعلام أو المؤسسات الصحية في الولايات المتحدة الامريكية حتى قام يوتيوبر وصانع حتى أسمه تايلر اوليفيرا بنشر فيديو بعنوان “ لقد قمت بالتحقيق في مدينة الزومبي الحقيقية …” وفي فترة وجيزة قياسية حصد الفيديو علا ملايين المشاهدات والى حدود الساعة حصد 19 مليون مشاهدة , هذا الفيديو فجر القصة حرفيا وانتبهت وزارة الصحة الامريكية للامر فبدأت التحقيقات في قصة هذا المخدر الذي يحول الناس الى زومبيز في أرض الواقع ,
نستله : فضيحة أخلاقية تضرب أكبر شركة أغذية في العالم
القصة لم تتوقف هنا , هذا اليوتيوبر وبدون قصد صنع ترند غريب جدا اسمه سياحة التراك , فبعد أن حصد ذلك المقطع ملايين المشاهدات وجد صناع محتوى اخرون الفرصة الذهبية لزيارة ذلك الحي لتصوير بحوث مباشرة ومقاطع فيديو لمدينة الزومبيز وجلب المشاهدات وبالفعل الامر نجح ,حيث نشر يوتيوبر ايطالي اسمه زازا ذ ايتاليان مقطع بعنوان “ زومبي فيلادلفيا (لم أرى شيئًا كهذا من قبل) 🇺🇸 “ ليحصد الفيديو أكثر من 24 مليون مشاهدة رغم أن قناته لا يتجاوز عدد مشاهديه المليون والسبعمئة ألف , الامر الذي انتشر كالفيروس لدى كل من له قناة يوتيوب .
شارع الموتى في فيلادلفيا

تحول حي صغير في فيلادلفيا الى قصة عالمية والبطل مخدر شيطاني اسمه التراك مستمد من دواء يسمى الزيلازين , هذا المخدر هو عبارة عن مهدئ للخيول وبعض الحيوانات الاخرى كالابقار والكلاب , يستخدمه الأطباء البيطريون كمهدئ ومرخي للعضلات ومخدر ومسكن للآلام . يتم استخدامه عادةً في العمليات الجراحية . وعلى الرغم أنه ليس مادة أفيونية ، لكن أعرضها وعلامتها شبيهة بها الى حد كبير , الكثير من المدمنين يستخدمونه بشكل “مباشرة” ، في حين الكثير من المستخدمين يقومون بدمجه مع مواد أفيونية الاصطناعية ، وخصوصا الفنتانيل والميثامفيتامين ، وهو عقار يعتبر من بين اخطر الأدوية وأكثرها إدمانًا في السوق .تحول
الزيلازين يستخدم بشكل حصري في مجال طب البيطرة أي أنه ببساطة دواء للحيوانات ويستخدم بشكل كبير على الخيول . أحد أخطر الآثار الجانبية لهذا المخدر هو أنه يترك الضحية عاجز عن التفوق بشكل مستقيم ، ولهذا السبب يتم وصف المدمنين عليه باسم “الزومبي”.
هذا المهدئ الحيواني لم يتم اعتماده مطلقا للاستخدام البشري بأي شكل من الأشكال من أي منظمة صحة في أي دولة في العالم لعدم وجود كمية آمنة للبشر , غير أنه تحول في فترة قياسية للمخدر الاكثر اثارة للجدل في العالم بسبب سهولة الوصول إلى الدواء وتأثيره المخدر العالي . لا يمكن الحصول على الزيلازين بشكل قانوني إلا من خلال وصفة طبية من أخصائي رعاية صحية مرخص ، ولكن بما أن الدواء مخصص للحيوانات استغلها البعض من من يملكون حيوانات أليفة كثغرة للوصول اليه
اثار جانبية قاتلة لـ مخدر ترانك
في الوقت الذي يقوم فيه الدواء بتهدئة الحيوانات والأحصنة فهو من جانب اخر فهو شديد الادمان ومميت للانسان الذي يستعمله لأننا أكثر حساسية له بشكل ملحوظ من الحيوانات . حيث مخدر الزيلازين آثار جانبية مدمرة لدى مستخدميه ، مثل الاكتئاب التنفسي أي بطء شديد في عملية التنفس التي قد تؤدي في النهاية الى الاختناق , النوم المستمر وفقدان الذاكرة قد يستيقظ الشخص من غيبوبته ولا يتذكر أي شيء قبل تناوله المخدر , انخفاض حاد في ضغط الدم استفراغ و غثيان , بطء معدل ضربات القلب وفي لكثير من الحالات توقف كامل للقلب ,
واحدة من أخطر تأثيراته وهي الاكثر شيوعا بين مستعمليه التقرحات الجلدية النخرية وهي حالة لا رجعة فيها حيث تموت أنسجة الجسم , أي حرفيا تموت ببطء وأنت حي , وحتى لو أراد الاطباء إسعافك من جعة زائدة من , فالكارثة أن من خصائص الزيلازين أو ما يعرف بمخدر الترانك هو أنه لا يستجيب للترياق القياسي لعكس الجرعة الزائدة .
لم يقتصر الامر على الولايات المتحدة فقط بل وصل الى كندا ، فأصدرت وزارة الصحة الكندية تقريرا يقول إن الترانك ينتشر كالفيروس في كل أنحاء كندا . تم اكتشاف الزيلازين في 184 حالة وفاة بسبب تسمم المخدرات منذ عام 2020 . وفي عام 2022، كانت 75% من عينات الأدوية التي تم اختبارها والتي تحتوي على الزيلازين تأتي من أونتاريو الكندية .
زادت الوفيات الناجمة عن الجرعات الزائدة من الزيلازين عشرة أضعاف في جنوب أمريكا من 2020 إلى 2021، وسبعة أضعاف في الغرب وخمسة أضعاف في الغرب الأوسط . والصادم الذي اكتشفه الباحثون أن معظم الوفيات تتعلق بالزيلازين المدموج بالفنتانيل ولأنه ليس مادة أفيونية، لا يمكن عكس آثاره عن طريق أدوية الطوارئ مثل ناركان، مما يؤدي إلى المزيد من الوفيات .
استغلال صناع المحتوى

قام موقع ان بي ار بمقابلة مع إحدى المدمنات واسمها جيسيكا تعيش في نيو كاسل المقابلة كانت في شاحنة وقالت بالحرف : “المخدر يأكل جلدك ويترك ثقبًا ثم يتحول الثقب الى ندبة” , الحروق والتاكل ينتشر في الجسم بسرعة، إنه يأكل بشرتك حرفيًا ”.”الأشخاص الذين يعانون من هذا المخدر يغرقون فيه أكثر فأكثر مع كل جرعة إضافية . الأمر يبدو وكأنه نوع من اليأس .”
تلك المشاهد المخيفة والمؤلمة لاولائك الناس في الشوارع حولت قصتهم الى موضوع يجلب المشاهدات على السوشيال ميديا بشكل مستفز ومخيف , الامر كالدم الذي يجلب القرض على بعد أميال , حيث ظهر عدد كبير من الطفيليات البشرية والمتلصصين لانشاء محتوى غريب يعرف باسم “سياحة الترانك “ .
يقومو صناع المحتوى بالسفر من كل بقاع العالم لفيلادالفيا لهدف واحد فقط وهو صناعة الفيديوهات حول اولائك المدمنين بل ويصل الامر بالبعض لاطلاق بثوث مباشرة ل24 ساعة متواصلة , على يوتيوب و TikTok ، يعرض فيها الشوارع والمدمنين , حيث يتم تصوير مدمني الترانك عندما يكونون في أسوأ حالاتهم بدون حتى الحصول على موافقتهم أو إخفاء ملامحم حتى واعتبارهم مجرد مادة للعرض والمشاهدة . في بعض الحالات ، يقوم ملاك تلك القنوات بتوقيف احد المدمينين وطرح عليهم عدة اسئلة عن حياتهم الخاصة بشكل مستفز يلعب على نقاط ضعفهم .
سارة لوريل ، مؤسسة Savage Sisters، وهي منظمة تدعم المدمنين على المخدرات تقول بالحرف : “هناك أكثر من 150 قناة مخصصة فقط لمنطقة لكنسينغتون وكل الأشياء التي تحدث هنا “. “يحتاج الناس إلى التوقف عن الدخول إلى مجتمعنا واستغلالنا والاستفادة مما نمر به . إجراء مقابلات فردية مع الأفراد وطرح مثل هذه الأسئلة الصادمة عليهم في الشارع دون متابعة طبية أمر غير مقبول أبدا , وإذا أتت بهدف اخر غير المساعدة ، فقط اخرج ولا تأتي مجددا .”
في أحد مقاطع الفيديو على تيك توك التي نشرتها قناة “Addiction After Dark” ، يتم تصوير امرأة منتشية بالمخدر وغير واعية تماما . وبعد أن سألها صاحب القناة عن عمرها، أجابت : “أرجوك أعطني لحظة ” . ثم رفع يدها أمام وجهها في محاولة منها لتغطية ملامحها كونها استوعت أن الشخص الذي أمامها يقوم بتصويرها ونشرها علىا لسوشيال ميديا وطلبت منها أن يظهر بعض لاحترام .
هذا الامر يعطيك إحساس بالوحشية والانسانية الموجودة في الكثير من الناس وصناع المحتوى حتى وهذا النوع الطفيلي ليس موجودا في الغرب فقط بل موجود عننا أيضا , تجده يقصد الاحياء الفقيرة أو يقصد المتسولين وربما المتخلى عنهم واليتامى ويقوم بتصوير فيديوهات ومقاطع معهم ليس بهدف مساعدتهم أو القاء الضوء على قضيتهم بقدر استغلال مأساتهم وجلب التعاطف الذي أصبح الناس يعون عنه بقلب ولايك ويشير , هذا هو معنى التعاطف في هذا العالم لافتراضي ,

هذا بالضبط ما يحدث في فيلادافيا الامريكية , المشهد محزن للغاية فيمكن لاي إنسان أن يضع نفسه في ذلك الموقف حين يتحول الى سلعة يأتي الناس من بقاع العالم لا لمساعدته بل لتصويره ولاستغلاله والتربح من معاناته , عوض أن يكون موضوعه تعليمي ووثائقي لحث الناس على التحرك وتهييج مشاعرهم لتقديم المساعدة .
تُظهر مقاطع الفيديو المنتشرة بشكل مرعب على الانترنت بما فيها يوتيوب أشخاصً مستلقين على الأرض ويتم تكبير الصورة للتركيز على المدمنين وهم يتناولون المخدر ، واصفين إياهم بـ “الزومبي” أو “المدمنين” أو “الشياطين” .
جيري لين أوتر، وهو عالم النفس السريري المتخصص في الإدمان قال في مقالة على صحيفة ذ غارديان “هذه المقاطع لا تؤثر في القلب إنهم يجعلون هؤلاء الأشخاص يبدون مثل الحيوانات في حديقة الحيوان بدلاً من بشر يحتاجون إلى المساعدة . وهذه الظاهرة مستمرة في تجريد الإنسان من إنسانيته . هؤلاء الأشخاص ليسوا في وعيي كامل ليوافقوا او يرفضوا على الظهر والمشاركة في فيديو لنشره على السوشيال ميديا .