اسرائيل . عدد الدول التي تمتلك سلاح نووي في العالم هي 9 دول وهي أمريكا وروسيا والمملكة المتحدة وفرنسا والصين والهند وباكستان كوريا الشمالية وإسرائيل , هذا على أرض الواقع والكل يعرفه نعم لكن رسميا وعلى الوثائق عدد الدول هي ثمانية فقط , لأن إسرائيل رغم أن الجميع يعلم امتلاكها للسلاح النووي الا أنها رسميا ترفض الاعتراف بأنها تمتلكه , ومن يسمع هذه المعلومة لاول مرة يصيبه الدوار , فهناك يطرح سؤال مهم جد وهو لماذا ؟ لماذا ترفض اسرائيل الاعتراف بامتلاكها القنبلة الذرية رغم أن حتى طفل صغير يعلم أنها تمتلكه , في هذا الفيديو سأعطيكم الجواب الشافي , لكن سنرى أولا كيف وفي غفلة من العالم استطاعت اسرائيل صنع سلاح نووي ومن هو الاب الروحي وصاحب الفكرة ومن طبقها ؟
قصة كيف بنت اسرائيل القنبلة النووية
نشأت إسرائيل في خضم الحرب العربية الإسرائيلية ، هذا الصراع بين أن الدولة الاسرائلية هشة الى درجة كبيرة ولا قدرة لها على تحمل حروب اخرى لفترة طويلة من الزمن , اسرائيل تم زرعها في قلب العالم العربي بالقتل والتشريد والارهاب والظلم . ومن المعروف أن الظلم لا يبقى للابد وان طال امده , حلفاء اسرائيل كانو يرون أن موقعها الجغرافي وكيفية أن نشوئها سبب لها عدائية شديدة من محيطها في يوم من الايام واذا اتيحت الفرصة سينقضون عليها ، كان قادة إسرائيل الأوائل ، وخاصة أول رئيس وزراء لها، ديفيد بن جوريون ، على علم تام بهذه الحقيقة , كان بن جوريون مقتنع بأن شرط بقاء إسرائيل على وجه الخريطة هو وجود سلاح رادع وقوي , فاشتعل طموح إسرائيل بامتلاك سلاح نووي بمجرد تأسيسها عام 1948 بهدف تأمين مستقبل دولة الاحتلال بكل الوسائل .
تأثر بن غوريون تأثر شديد بالقوة التدميرية للقنابل الذرية التي ألقيت على هيروشيما وناجازاكي وما تلاها من استسلام اليابان والعواقب الوخيمة التي تبعتها ، أظهر ذلك الحدث كيف يمكن لمثل هذا السلاح أن يمحوا دول ويغير بشكل حاسم توازن القوى ويقلب موازين الحرب . وفي جلساته الخاصة مع الوزراء والمستشارين وحلفائه الغربيين، كان بن جوريون ترواده الكوابيس حول اليوم الذي قد تدخل فيه الجيوش العربية الى اسرئيل فكان يلح عليهم فكرة امتلاك سلاح تدميري لضمان أمن إسرائيل . وكان كلامه صحيحا اسرائيل بدون دعم غربي أمام الجيوش العربية ان كان لها إرادة ستنهيها في ايام عديدة ولن ينتهي الاسبوع الا واسرائيل عاليها سافلها , شاء الرحمن أن تكون يكون أعداء اسرائيل محترفي كلام وفقط .
الأسس العلمية والشراكات المبكرة
لتحويل هذا الحلم إلى حقيقة، كانت إسرائيل بحاجة لامرين مهمين : الخبرة العلمية أولا وامتلاك المواد النووية التي بها ستبدأ الاختبارات التجارب وعليه صناعة المنتج النهائي . أدرك بن جوريون أن إسرائيل لا تمتلك أي من منهما . لكن الولد المدلل حين يجد مشكلة يعلم بأن له عائلة ثرية تدعم ظهره قادرة على حل كل مشاكله , كان العالم الغربي كله سند لاسرائيل مثل جني القمقم يقولون لها لبيك , بسرعة تم عقد شراكات بينها وبين دول غربية أهمها فرنسا ، وقامت بتجنيد العلماء اليهود من كل بقعة على هذه الارض .
إرنست ديفيد بيرجمان، كيميائي وعالم يهودي من أصل ألماني ، كان على راس قائمة العلماء المطلوبين للبرنامج النووي الإسرائيلي. كان بيرجمان من المقربين من بن جوريون وكان له نفس التخوف حول مستقبل اسرائيل وضرورة امتلاك ردع النووي. قبل بيرجمان الفكرة بدون تردد وأصبح مديرًا للجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية، التي تأسست في عام 1952 تحت غطاء أبحاث نووية سلمية .
في منتصف الخمسينيات، توحدت فرنسا وإسرائيل بسبب المخاوف الأمنية المشتركة ، خصوصا بعد أزمة السويس في عام 1956 فيما يعرف بالعدوان الثلاثي على مصر . يومها تآمرت كل من إسرائيل وفرنسا والمملكة المتحدة لشن عملية عسكرية مشتركة لاستعادة السيطرة على قناة السويس، التي أممها الرئيس المصري جمال عبد الناصر . لم تنجح العملية , إلا أنها جعلت إسرائيل وفرنسا أقرب إلى بعضهما البعض.
علاقة اسرائيل مع فرنسا
يمكن القول بأنه لولا فرنسا لما كان هناك برنامج نووي اسرائيلي , لعبت فرنسا دوراً مهم جدا خصوصا في المراحل الأولى من تطوير الأسلحة النووية الإسرائيلية وهي أهم واكثر المراحل حساسية . طورت الدولتان علاقة عسكرية وعلمية وثيقة ونشأ بينهما تبادل للخبرات ،
وافقت فرنسا على مساعدة إسرائيل في بناء مفاعل نووي في صحراء النقب سمي مفاعل **ديمونا**، ليصبح قلب برنامج الأسلحة النووية الإسرائيلي . حسب ما صرحت به اسرائيل رسميا للعالم ، كان مفاعل ديمونا مخصصًا لأغراض سلمية فقط ، أحيان يجب أن نكون حقانيين الاسرائيليين فنانين في القتل والكذب
بدأ بناء مفاعل ديمونا في عام 1958، أي بعد 10 سنوات فقط من إنشائها قدم الفرنسيون كل ما يمتلكونه من خبرة تكنولوجية ومساعدة المالية . في المقابل، قدمت إسرائيل معلومات استخباراتية ذهبية عن الدول العربية خصوصا لبنان وسوريا مستعمراتها القديمة . انذاك كان مفاعل ديمونة من أكثر الاماكن سرية على كوكب الارض كانت وعمليات الدول والخروج منه كانت تتم بتصريحات خاصة جدا .
اسرائيل , سلسلة من السرية والخداع
كان هناك خطان متوازيان في البرنامج النووي الاسرائيلي الخط الاول هو العمل وبذل مجهود أكبر لانهائه في أقرب وقت ، واتخذ الثاني الموازي هو إخفاء الطبيعة الحقيقية لبرنامجها النووي بكل الطرق الاستخباراتية الممكنة . وكانت اسرائيل تخاطب العالم بسنطيحة وجبهة قاسية وبتخراج العينين على أن مفاعل ديمونا وأبحاث الطاقة مخصصة لأغراض سلمية بحتة . بدأت تخرج تقارير من وكالات الاستخبارات في جميع أنحاء العالم بمعلومات هي عكس تماما ما تقوله إسرائيل وبرنامج إسرائيل بعيدة كل البعد عن السلمية .
عام 1960 ، كان يوما تاريخيا ومفصليا في برنامج اسرائيل النووي , حيث التقطت طائرات التجسس الأميركية يو-2 صوراً لمفاعل ديمونا. قامت الولايات المتحدة في عهد الرئيس دوايت أيزنهاور، بمواجهة إسرائيل بشأن ما اكتشفوه . غير أن بن غوريون وغيره من المسؤولين الإسرائيليين استمرو في النكران والإصرار على أن مفاعل ديمونا مخصص للأبحاث السلمية فقط , تلك التبريرات الغير منطقية زادت من الشكوك الدولية حول البرنامج النووي الاسرائلي .
لم يكن أمام اسرائيل أي حل لتبرئة طرحها سوى بترك المفتشين الدوليين للقدوم الى المفاعل النووي , وفالفعل قبلت اسرائيل بذلك ولكن للحفاظ على السرية . التي أصبحت تنهار شيئا فشيئا ، طورت إسرائيل نظام معقد من المكر والخداع . فعلى سبيل المثال، تم تصميم منشأة ديمونا بجدران مزيفة ومنشآت وهمية لتضليل المفتشين . وبالفعل عندما زار كبار الشخصيات أو المفتشين الدوليين الموقع، لم يُعرض عليهم سوى أقسام معينة من المنشأة ، وأخبروهم أن هذا كل شيء , في حين تم إخفاء المناطق المخصصة لتطوير الأسلحة . سمح هذا المستوى من الخداع لإسرائيل بربح الوقت والاستمرار في برنامجها النووي مع الحفاظ على أهم عنصر وهو الإنكار الرسمي الذي أصبح عليه دليل وشهود عيان .
التدخل الأميركي و”سياسة الغموض”
على الرغم من الأدلة المتزايدة على طموحات إسرائيل النووية، كانت الولايات المتحدة في موقف صعب . فمن ناحية، كانت أجهزة الاستخبارات الأميركية على علم تام بكل ما يطبخ في مطابخ اسرائيل ، لكن من جانب اخر، كانت إسرائيل حليف محوري لامريكا في الشرق الأوسط، فكانت الولايات المتحدة مترددة في الضغط بقوة على إسرائيل لان هذا الامر قد تعرض هذه العلاقة للخطر . هذا ما يقال في الاعلام الرسمي والكتب , طبعا الواقع هو العكس تماما فكل ما كانت تفعله أمريكا هو عملية تمويه لكي تبدوا أماما لمجتمع الدولي أنها تريد خرق القوانين وتؤيد الانتشار النووي الذي هي بذات نفسها تحاول منعه . ومن جانب اخر كانت تساعد اسرائيل في ابقاء برنامجها سريا قدر الامكان , فمن صنع اسرائيل هي أمريكا والغرب وهم من سلحوها , فلم أرى في حياتي شخصا يعض يده
في أوائل الستينيات، بدأت إسرائيل في الانخراط فيما أطلق عليه فيما بعد **سياسة الغموض النووي**. هذه السياسة، مازالت قائمة الى اليوم ، فبناء عليها تركت إسرائيل العالم أجمع في حيرة ومعلقين في الوسط , فلا هي تنفي امتلاكها سلاح نووي وفي ذلت الوقت لا تؤكد امتلاكه .
من خلال الحفاظ على سياسة الغموض النووي ، تمكنت إسرائيل بكل ذكاء وخبث من ضرب عصفورين بحجر واحد , تجنبت مواجهة مباشرة مع المجتمع الدولي , فكما يقال في علم الجريمة الاعتراف سيد الادلة , وانعدام اعتراف اسرائيلي لا يزيد الامور الا تعقيدا بل واحيانا يمنع من صدور أي حكم , والعصفور الثاني هو جعل خصومها أي العالم العربي في حالة من الشك والوسواس .
كان الرئيس جون ف. كينيدي، الذي خلف أيزنهاور، قلقاً بشكل خاص بشأن انتشار الأسلحة النووية وضغط على إسرائيل للسماح بعمليات تفتيش منتظمة لمفاعل ديمونا. مجددا وبكل رحابة صدر وافق الإسرائيليون ورحبوا بالمفتشين , غير أنهم في الكواليس استمروا في التلاعب بالعملية لمنع المفتشين من ولوج الاماكن الحقيقية التي تتم فيها الابحاث العسكرية , لامر تماما كالراعي الذي يقود القطيع للمكان الذي يريده هو فقط من خلال عمليات نفسية .
الاختراق: تسليح المواد النووية
عام 1966 كان أحد اللحظات الأكثر أهمية في تاريخ إسرائيل بعد نشوئها ، ففي هذه السنة أجرت أول اختبار نووي اختبارًا باردًا – أي اختبار ليس بالضرورة أن يخلف انفجار ذري كامل مثل بقية الاختبارات , ولكن هدفه التحقق من وظائف القنبلة .
حادثة فيلا الغامضة
في 22 سبتمبر 1979، أدى حدث معروف باسم **حادثة فيلا** لزيادة الشكوك حول ترسانة إسرائيل النووية .فقد اكتشف قمر صناعي أمريكي من طراز فيلا وميضً ضوئي مزدوجً غامضً فوق المحيط الهندي . حسب علماء الفيزياء النووية هذه الومضات الضوئية متناسقة تماما مع انفجار نووي، ويعتقد العديد من الخبراء أن هذا الحادث كان اختبارً نوويً إسرائيليً والذي تم إجراؤه بالتعاون مع جنوب إفريقيا ، التي كانت لها علاقات عسكرية وثيقة بإسرائيل . الحكومة الأميركية قررت عدم تأكيد حدوث تجربة نووية ، مما زاد من دعم سياسة الغموض النووي لإسرائيل .
عقيدة اسرائيل النووية
بحلول السبعينيات اصبحت إسرائيل بشكل لا غبار عليه قوة نووية ، في ذات الوقت لم يكن لدى أي أحد دليل قاطع أنها تمتلك سلاح نووي . الامر تماما كمجرم قتل ضحية العالم كله يعلم أنه هو المجرم وهو بنفسه يلمح للناس أنه كذلك ولكن رسميا وعلى الورق لا يوجد أي اثبات ضده , وهذا من الاشياء المضحكة في قصة الملف النووي الاسرائيلي , حيث والى اليوم لم توقع إسرائيل قط على **معاهدة منع الانتشار النووي** . ورفضها التوقيع على المعاهدة يسمح لها بالحفاظ على ترسانتها النووية دون إشراف دولي وأيضا تجنب إشعال فتيل سباق تسلح نووي في كل المنطقة بقدر ما هي اساسا مشتعلة . وعليه تتجنب إسرائيل إعطاء الدول المحيطة بها حافزً قوي لتطوير أسلحتهم النووية . ولنكن صريحين هذه هي السياسة الحقيقية وفن الخداع .
كشف مردخاي فانونو البرنامج النووي الاسرائيلي
عام 1986، **مردخاي فانونو**، الفني السابق في منشأة ديمونا النووية ، تفاصيل صادمة عن الترسانة النووية الإسرائيلية للصحافة البريطانية . قدم فانونو صورًا ومعلومات حساسة جدا أكدت بما لا يدع مجال للشط امتلاك إسرائيل لعدد كبير من الرؤوس النووية . شكل هذا التسريب من قلب المطبخ الاسرائيلي إحراج كبير للحكومة الإسرائيلية ، كان رد فعل اسرائيل أن تم اختطافه من قبل عملاء الموساد من قلب بريطانيا وإعادته إلى إسرائيل ليحكم عليه بـ18 عامًا في السجن بتهمة الخيانة العظمى والتجسس , قضى معظم تلك الفترة في الحبس الانفرادي
كشف مردخاي فانونو في مقال على **صحيفة صنداي تايمز**، أن إسرائيل تمتلك على الأرجح ما بين 100 إلى 200 رأس نووي، مما يضعها في صف القوى النووية . ومع ذلك ورغم كل التفاصيل والادلة ، ظل المسؤولون الإسرائيليون ثابتين غلى موقفهم في رفضهم حتى مناقشة هذه الادلة علنًا . رد الفعل الدولي، وخاصة من حلفاء إسرائيل، باهت وضعيف وكأنه لا حدث ، مما يدل على أن اسرائيل لم تبني ترسانتها النووية لوحدها بل كان المطبخ مليئ بالطهاة . فقد تبنت الولايات المتحدة سياسة غض الطرف، خاصة أثناء الحرب الباردة، عندما واجهت الدولتان خصمًا مشتركًا الاتحاد السوفييتي.
الردع الاستراتيجي وأمن إسرائيل
البرنامج النووي الإسرائيلي كان مبني على مفهوم **الردع الاستراتيجي** الذي يشار إليه أحياناً باسم **خيار شمشون** . فوجود سلاح نووي في الجيب سيجعل الخصم يفكر ألف مرة في شن أي عدوان عليها . وكل الخبراء العسكريين في العالم بما فيهم الغربيون يعترفون بأن اسرائيل بدون سلاح نووي وفي أي حرب تقليدية مستقبلية ستكون نهايتها في ايام ان لم تكن اسابيع , وبالتي لن تستعمل إسرائيل هذا إلا في مواجهة تهديد وجودي لها والذي سيحرق الاخضر واليابس .
وبالفعل اسرائيل كانت على مقربة من استعمال القنبلة النووية خلال ما يعرف بـ **حرب يوم الغفران** عام 1973 حين أصبح بقاؤها في خطر بسبب هجوم منسق من قبل مصر وسوريا . حيث انتشرت شائعات تفيد بأن إسرائيل أعدت ترسانتها النووية للاستخدام ولربما كان نشر هذه الشائعة مقصود من قبل اسرائيل كنوع من الحرب النفسية لجعل خصومها يفقدون التوازن والتركيز وحتى اضعاف المعنويات
إرث البرنامج النووي الإسرائيلي
قصة بناء إسرائيل لقنبلتها النووية , قصة غريبة ويملأها الكثير من الغموض والسرية , وهي أحد أهم أسباب بقاء اسرائيل كدولة قائمة الى اليوم , والى اليوم لا يزال ذاك الغموض قائم ، الأمر الذي يجعل العالم يتساءل عن المدى الحقيقي للقدرات النووية الإسرائيلية وأيضا السؤال الاهم متى ستستعمل هذا السلاح وتحت أي ضرف . وكلنا نعلم أن القنبلة النووية الوحيدة التي استعملت عبر التاريخ هي قنبلة هيروشيما وناكازاكي وما خلفه ذلك الحدث مرعب ومخيف الى أبعد الحدود
مقالة أخرى: نظرية تحسين النسل : يوم أراد العلماء خلق إنسان جديد