في كل حرب وابادة جماعية على فلسطين من قبل جيش الاحتلال الاسرائيلي تقوم الكثير من الشركات العالمية العملاقة بالوقوف الى صف المجرم وهي اسرائيل مثل ماكدونالدز التي قررت اعطاء وجبات مجانية للجنود الاسرائيليين وكارفور الفرنسية ,كوكاكولا, بيبسي ,تايد ,سوبواي ,لايز ,نيستليه , زارا التي فاق شرها كل تلك الشركات بأن أخرجت اعلان لملابس يحاكي جثث الشهداء في الكفن , وبعض الشركات ليس ضروريا أن يكون هناك حرب لتخرج الشر الكامن في داخلها مثل بالنسياغا التي تنشر ملابس واعلانات بيدوفيلية فيها إساءة واضحة للاطفال , وشركة اتش ان ام التي ليس مرة او اثنين تنشر اعلانات عنصرية ضد السود , وأما الشركة التي سنستهدفها بهذه المقالة هي شركة ستاربكس التي دائما تقف في صف اسرائيل رغم أن لها عشرات ان لم نقل مئات الفروع في الدول العربية والاسلامية , غير أن ستاربكس لم تكن تهتم لرأي الشراع وتستمر في جريمتها , فما هي قصة شركة ستاربكس ؟ ومن أسسها ؟ ولماذا دائما تصر على دعم إسرئيل بالرغم من أنه لا يوجد ولا فرع ستاربكس واحد في إسرائيل ؟
ستاربكس بدأت نجاحاتها على يد شخص يدعى بـ( هوارد شولتز ) هذا الرجل كان له الفضل الاكبر في تحويل ستاربكس من مجرد متجر عادي وبسيط في ضواحي سياتل الأمريكية, الى أقوى شركة قهوة في العالم بأكثر من 17,000 فرعا وربع مليون موظف حول العالم , لكن المفاجئة هنا أن هوارد لم يكن صاحب فكرة ستاربكس, ولم يكن هو الشخص المؤسس , ولم تكن له اي علاقه نهائيا بها لا من قريب ولا من بعيد .
فكرة ستاربكس في الأصل كانت من اختراع 3 أساتذة جامعين هم (( جيري, زيف و غوردان , جمعهم شغفهم الشديد بقراءة الكتب و حبهم للقهوة أن يبدأو في مشروع مشترك بفكرة عجيبة لم تكن مألوفة لدى الأمريكيين حينها , والفكرة هي انشاء متجر صغير يقوم على بيع حبوب القهوة المحمصة والجاهزة للإستعمال المنزلي ))
لم تكن ستاربكس تبيع القهوة الجاهزة بهذه الطريقة المعروفة بها الان , كانت اشبه بمحل البقالة, تدخل إليها وتطلب حبوب القهوة المحمصة والمطحونة وتذهب في حال سبيلك, فقط هكذا كان الأمر , الشيء الذي كانت تمتاز بها في هذه المرحلة, هي نوعية وجودة الحبوب, فكانت توفر لزبنائها أجود أنواع القهوة, وتعطي عناية شديدة واهتماما كبيرا بأصول وفنون إعداد القهوة من البداية للنهاية , لم تكن مجرد قهوة بالنسبة لهم لأنها شغفهم طبعا ولم يكونوا متطفلين على هذا المجال , فكانت طريقة تعاملهم معها فائقة الاحترام والتقدير , وهذا تماما ما مكنهم من جذب العديد من الزبناء المخلصين والدائمين
بالمناسبة فإسم ستاربكس مأخوذة من رواية جميلة ورائعة وكانت المفضلة لدى الثلاثة المؤسسين, وهي رواية السفينة (( موبي ديك, وبالتحديد مأخوذة من اسم شخصية ستاربك الرفيق الأول لكابتن (أهاب) و الذي كان مدمنا ومحبا القهوة )) و كمعلومة إضافية نفس هذه الرواية استنبط منها اسم سفينة (( اللحية البيضاء في انمي ون بيس سفينة موبي ديك الاسطورية )) هههه محبي هذا الأنمي الرائع سيعرفون ما الذي أتكلم عنه بالضبط , طبعا هذه الرواية مشهورة جدا في جميع أنحاء العالم و انصحكم بقرائتها, ربما نعمل عنها فيديو خاص اذا اردتم ذلك .
في المقابل وفي الجهة الأخرى من العالم وتحديدا في بريطانيا (( كان ( هوارد شولتز) شاب في 27 من عمره ينحدر من عائلة فقيرة وغير متعلمة, بدأ في شق طريقه في الحياة مبكرا , فكان يعمل كرجل مبيعات في شركة متخصصة في بيع الات تحميص وطحن القهوة , ومن الزباء الذي كان يتعامل معهم ( هوارد) هم مؤسسي ستاربكس , فكان عمله يقتضي بإمدادهم بالعديد من مستلزمات محل القهوة الخاص بهم )) لكنه كان يلاحظ شيئا غريبا وغير اعتيادي, كان يلاحظ ازدياد طلباتهم بشكل عجيب مقارنة مع الشركات الاخرى , فكان دائما يحاول ان يفهم ما الذي يقوم به هذا المحل الصغير بالضبط؟ ما السر الذي يخفيه هؤلاء الأشخاص ؟ , هذا الفضول الذي بدأ يزداد شيئا فشيئا بداخل هاورد , جعله يسافر الى أمريكا سنة 1981 , أي بعد عشر سنوات من تأسيس ستاربكس , سافر لمقابلة مؤسسيها و لاكتشاف الأشياء التي يفعلونها بالقهوة والتي تجلب لهم كل هذا الكم الهائل من الزبائن .
يقول Howard في كتابه الذي صدر عام 2019 (( أنه بعدما دخل الى محل ستاربكس وقدموا له كوبا ساخنا من القهوة يقول ( في تلك اللحظة من الزمن أدركت أن القهوة التي كنت أشربها سابقاً كانت كالقمامة مقارنةً بهذه التي اشربها الان ) وبسبب هذا الكوب الساخن إكتشف أن هذه الرحلة الطويلة التي قطعها, كانت قدرا حتميا ليأتي إلى مكانه الجديد, المكان الذي سيبدأ فيه رحلة نجاحه الحقيقى ))
مباشرة عرض عليهم أن يوظفوه معهم ليساعد ستاربكس بخبراته الطويلة في التسويق والتجارة , و يساعدهم ايضا في انتشار ونجاح مشروعهم أكثر , لكن المفاجئة أنهم رفضوا عرضه بحجة أنهم لا يحتاجون لأي موظف أخر في هذه اللحظة على الاقل (( رجع هوارد الى بلاده لكنه لم يتوقف يوما عن التفكير في العمل لدى ستاربكس , وبعد عامين من الالحاح قرروا انهم ربما سيحتاجون خدماته وخبراته , وبهذا بدأ في أولى خطواته نحو تحقيق طموحاته ))
بعد عام واحد على تعيينه كمسؤولا للمبيعات , سافر هاورد إلى مدينة ميلانو الايطالية لحضور معرض لشراء لوازم القهوة لستاربكس , وهناك وبينما يتجول في شوارع هذه المدينة التي يزورها لأول مرة, لاحظ أن الطريقة التي يقدم بها الايطاليون القهوة مختلفة كليا عن الطريقة التي يعملون بها في أمريكا , فأغلب المقاهي الايطالية توفر لزبنائها العديد من الاختيارات والعديد من النكهات , فمثلا تستطيع طلب (( قهوة تقليدية عادية وتستطيع ايضا طلب الإسبريسو أو القهوة بالحليب أو الموكا وغيرها من مشروبات القهوة المتنوعة , التي كانت هذه هي المرة الأولى له يتذوق فيها طعم قهوة غير القهوة الامريكية العادية , لم تكن هذه الانواع موجودة لا في بريطانيا او امريكا ))
والجميل ايضا في هذا الأمر , أن الزبائن يستطيعون شرب القهوة إما داخل المحل الذي يتوفر على مساحة جميلة وهادئة وابداعية , أو يمكنهم أخذها في أكواب ورقية ليشربوها وهم في الخارج أو في طريقهم للعمل || في هذه اللحظة انقلب مفهوم تجارة القهوة في دماغ هارولد راسا على عقب , وكأنه يتعرف على هذا المشروب لأول مرة في حياته , فقرر أنه يجب عليه أن يفعل نفس الشيء مع ستاربكس , لكن للأسف الأفكار العبقرية لا بد وأن تواجه مقاومة عنيفة في البداية (( مؤسسي ستاربكس عارضوا هذه الفكرة ورفضوا أن يغيروا اي شيء من فكرتهم الأصلية, والتي تقتضي أن يبيعوا حبوب القهوة المحمصة والمطحونة لا غير فقط و لا شيئ اخر ))
بعدة مدة من الزمن و بعد هذه الصدمة التي تلقاها , قرر الاستقالة من ستاربكس سنة 1985 ليؤسس شركته الخاصة التي أسماها (( بالـ جورنالي و التي تخصصت هي أيضا في تقديم قهوة اسبريسو بالطريقة الايطالية , فلاقت نجاحا باهرا لدرجة انه تمكن من فتح ثلاث فروع لشركته الجديدة في مدينة سياتل في فترة قصيرة ))
لكن ( لا أعلم اذا ما سأقول لحسن الحظ أم لسوء الحظ ) حدثت في تلك الفترة أزمة اقتصادي كبيرة في أمريكا , أفلست فيها العديد من الشركات , وصل هذا التأثير إلى (( خزينة ستاربكس فكان الحل الوحيد لإنقاذها هو عرضها للبيع , وطبعا الشخص الذي سيغتنم هذه الفرصة الذهبية هو هارولد , بعدما سمع بهذا الخبر قرر هو والعديد من المستثمرين الاخرين شرائها بمبلغ 3.8 مليون دولار لإنقاذها من الافلاس , كانت ستاربكس لها مكانة خاصة في قلبه لدرجة أنه عندما دمج شركته ( الـ جيورنالي ) وستاربكس في كيان واحد, حذف اسم شركته التي أسسها بنفسه وابقى على اسم ستاربكس ))
(( من هنا بدأت رحلة تحقيق النجاحات والإبداعات في مجال تقديم القهوة , بحلول عام 1990 أي بعد مرور 3 سنوات فقط على الشراء , بلغ عدد الفروع الجديدة 55 فرعا في جميع المدن الامريكية || وفي عام 1992 تمكن هوارد من طرح أسهم ستاربكس في البورصة , مما منحه سيولة مالية ضخمة جدا ساعدته في التوسع أكثر في جميع دول العالم , ليصل عدد الفروع حسب أخر الإحصائيات 17.000 فرعا حول العالم , وأكثر من 250,000 موظف ))
النقطة هنا التي يجب إلقاء الضوء عليها, هي أن هوارد كان ماهرا وفطنا في مجال العقارات (( كان يعرف كيف يشتري ويستأجر المكان المناسب الذي يقدم تجربة ساحرة مريحة للزوار , كما أنه ايضا كان خبيرا في مجال الفرنشايز والذي يمكن صاحب العلامة التجارية السماح لمقاول أو صاحب رأس مال من فتح مقهى أو محل بإسم علامته التجارية , مقابل تقيده بمبادئ أو بأفكار وقوانين الشركة التي يريد ان يستعين بإسمها في مشروعه )) يعني مثلا أنت إذا أردت فتح مقهى ستاربكس ولديك رأس مال معين , يمكنك أن تفعل ذلك مقابل نسبة أرباح تعطيها لهم , ومقابل ايضا أن تسير المحل بقوانينهم الخاصة , وهذا ينطبق ايضا على جميع الماركات العالمية الأخرى .
كان هوارد حريصا حرصا شديدا على التوسع وفتح فروع جديدة والانتشار في كل مكان من العالم || ولولا كل هذه الأفكار الابداعية والتوسعية ما كنت لترى هذا النجاح الطاغي لسلسلة مقاهي ستاربكس
الان الى السؤال الجوهري لماذا دائما تصر ستاربكس على دعم اسرائيل حتى لو قاطعها الناس والسؤال الصادم الاخر , لماذا لا يوجد أي فرع ستاربكس في إسرائيل ؟
لكي تفهم موقف ستاربكس من إسرائيل ومن المقاطعة العالمية لمنتجاتها يتطلب فحصاً دقيقاً وبحث معمق فيمن يديرون هذه الشركة ومن يمتلكونها ، المتحكم الرئيسي في القرارات الجوهرية لأي شركة يكون في الغالب المساهم الاكبر فيها ومن يمتلك أكبر نسبة من الاسهم أو الاستثمارات وهو أكث من يكون رأيه مسموعا وهذا قانون اقتصادي يسري على كل الشركات ، وبالنسبة لستاربكس يعتبر المتحكم الاكبر هو هوارد شولتز .
هاورد شولتز هو رجل أعمال أمريكي يهودي والرئيس التنفيذي لسلسلة مقاهي ستاربكس ، ولد في (19 يونيو 1953) لعائلة أمريكية فقيرة في بروكلين ، نيويورك . تم تصنيفه من قبل مجلة فوربس بالمرتبة 331 من 400 كأغنى الأشخاص في الولايات المتحدة الأمريكية إذ تقدر ثروته بنحو 2،9 مليار دولار.
شولتز، اليهودي والمعروف بدعمه القوي للصهيونية ، هو من يمتلك حصة كبيرة في ستاربكس وأظهر هذا الشخص أظهر دعمه المطلق في أكثر من مرة للاقتصاد الإسرائيلي بصفة عامة . شولتز بفترة ليست ببعيدة تصدر عناوين الأخبار والصحف باستثمار بقيمة 1.7 مليار دولار في شركة إسرائيلية ناشئة للأمن السيبراني تدعى Wiz . حيث يؤكد شولتز على ان هذا الاستثمار هو بمثابة التزامه الشخصي بالنمو الاقتصادي والتقدم التكنولوجي في إسرائيل . وفي عام 1998، تم تكريمه من قبل صندوق القدس لعيش حتورا لتعزيزه العلاقات الأمريكية الإسرائيلية،
قد يبدوا لك الامر منطقيا الان توضحت الصورة لكن لو بحثت قليلا ستكتشف أن ستاربكس لا توجد أصلا في إسرائيل ، نعم ما تسمعه حقيقة إسرائيل لا يوجد فيها ولا فرع واحد لشركة ستاربكس لكن كيف ؟ أعتقد أنه من الأفضل أن أترك الحلقة للفيديو القادم كي أتعمق أكثر في التفاصيل , لا تقلقو سيكون هذا الفيديو بعد الغد