فيلم The Maze Runner ، الذي أُصدر عام 2014. يعد البداية لثلاثية سينمائية مقتبسة من سلسلة روايات الكاتب جيمس داشنر. هذا العمل السينمائي المميز يجمع بين الإثارة، الغموض، والخيال العلمي، مما يجعله أحد أكثر الأفلام جذبًا لمحبي هذا النوع من القصص. إخراج ويس بال يُظهر رؤية سينمائية متقنة تأخذ المشاهد إلى عالم مليء بالغموض والخوف.
ملخص القصة
تبدأ القصة مع شاب يُدعى توماس (يلعب دوره ديلان أوبراين). الذي يستيقظ في مصعد يصعد به إلى سطح غير معروف يُعرف باسم “الجليد” (The Glade). توماس، مثل الآخرين الذين يعيشون هناك، لا يتذكر أي شيء عن ماضيه أو كيف وصل إلى هذا المكان.
“الجليد” هو منطقة خضراء محاطة بجدران شاهقة تفصلها عن “المتاهة” الغامضة.وهي شبكة ضخمة من الممرات المتغيرة مليئة بالمخاطر. يعيش داخل الجليد مجموعة من الشباب الذين وصلوا إلى المكان بنفس الطريقة، وقد نظموا أنفسهم وفق قوانين صارمة للبقاء على قيد الحياة.
مع انضمام توماس، تبدأ الأحداث في التصاعد. فضوله وشجاعته تجعله مختلفًا عن الآخرين، حيث يبدأ في طرح أسئلة حول حقيقة المتاهة والغرض من وجودهم هناك. ينضم إلى “العدائين” (Runners)، وهم مجموعة خاصة تستكشف المتاهة يوميًا في محاولة لإيجاد مخرج.
الأحداث تأخذ منعطفًا خطيرًا عندما تصل فتاة تُدعى تيريزا (كايا سكوديلاريو)، وهي أول أنثى تصل إلى الجليد. وتُحضر معها رسالة غامضة تقول إن كل شيء على وشك التغيير.
الشخصيات الرئيسية
- توماس (ديلان أوبراين):
يمثل توماس القلب النابض للفيلم. شخصيته شجاعة ومغامرة، وهو مستعد لتحمل المخاطر للبحث عن الحقيقة. يبدأ كشخص مشوش ومذعور ولكنه يتطور ليصبح قائدًا يحفز الآخرين لمواجهة مخاوفهم. - تيريزا (كايا سكوديلاريو):
تُشكل تيريزا لغزًا محوريًا في القصة. وصولها إلى الجليد يُغير ديناميكيات المجموعة، حيث تحمل معرفة غامضة تربطها بتوماس وبالمنظمة التي تقف خلف المتاهة. - ألبى (أمل أمين):
قائد المجموعة وصاحب الكلمة الأولى بين سكان الجليد. ألبى شخصية هادئة وحكيمة تسعى للحفاظ على النظام في مواجهة الفوضى. - نيوت (توماس برودي-سانغستر):
اليد اليمنى لألبى وصديق مخلص لتوماس. نيوت يُظهر مزيجًا من الهدوء والحزم، وهو دائمًا مستعد لدعم المجموعة. - مينهو (كي هونغ لي):
قائد “العدائين”، شجاع ومهاري في التنقل داخل المتاهة. شخصيته القوية تجعله أحد أكثر الشخصيات احترامًا في الفيلم. - جالي (ويل بولتر):
شخصية معقدة تتراوح بين الغضب والخوف. جالي يمثل تحديًا لطموحات توماس، حيث يؤمن بالبقاء داخل الجليد وعدم المخاطرة بمواجهة المتاهة.
الجليد والمتاهة: تصميم العالم
أحد أكثر العناصر المميزة في The Maze Runner هو تصميم العالم الذي يدور فيه.
- الجليد:
يمثل الجليد مساحة خضراء آمنة في وسط الخطر. الشباب الذين يعيشون فيه طوروا مجتمعًا مصغرًا يعتمد على قوانين صارمة وأدوار محددة، مثل الزراعة والبناء والاستكشاف. تصميم الجليد يعكس التناقض بين الشعور بالاستقرار والخوف من المجهول الذي تمثله المتاهة. - المتاهة:
المتاهة هي العنصر الأكثر رعبًا في الفيلم. تصميمها الديناميكي يجعلها تتغير كل ليلة، مما يجعل الخروج منها مهمة شبه مستحيلة. بالإضافة إلى ذلك، تعج المتاهة بـ”القوابض” (Grievers)، وهي كائنات آلية-عضوية تقتل أي شخص يحاول البقاء داخل المتاهة بعد حلول الظلام.
الصراعات النفسية والاجتماعية
الفيلم لا يقتصر على الإثارة والمغامرات فقط، بل يتناول صراعات نفسية واجتماعية عميقة:
- الهوية والذاكرة:
جميع الشخصيات فقدت ذاكرتها ولا تعرف من هي أو لماذا وُضعت في هذا المكان. هذا الصراع مع الهوية يخلق توترًا داخليًا لدى الجميع، خاصة توماس الذي يشعر بارتباط غامض بالمتاهة. - الخوف من المجهول:
المتاهة ترمز إلى الخوف من المجهول. بينما يختار البعض قبول الحياة في الجليد كواقع دائم، يدفع توماس بالآخرين لمواجهة المجهول والمخاطر. - القيادة والتمرد:
العلاقة بين توماس وجالي تعكس صراعًا بين القيادة التقليدية والتمرد. جالي يرى أن النظام والاستقرار هما الوسيلة الوحيدة للبقاء، بينما يؤمن توماس بأن التغيير والمخاطرة هما السبيل للخروج.
الإثارة والتشويق
المخرج ويس بال نجح في خلق أجواء من الإثارة والتوتر المستمر. مشاهد استكشاف المتاهة مليئة بالخطر والحركة السريعة، حيث تظهر قدرة المخرج على المزج بين المشاهد الحركية والموسيقى التصويرية لزيادة التشويق.
- المطاردات داخل المتاهة:
واحدة من أبرز لحظات الفيلم هي مشاهد المطاردة بين العدائين و”القوابض”. استخدام الزوايا الضيقة والانتقالات السريعة يجعل المشاهد يشعر وكأنه داخل المتاهة. - النهاية المفاجئة:
الفيلم ينتهي بنقطة تحول مثيرة، حيث يكتشف الناجون أن المتاهة ليست سوى جزء صغير من تجربة أكبر تقودها منظمة تُعرف باسم WCKD. هذا الكشف يُثير تساؤلات جديدة ويمهد الطريق للجزء الثاني.
الأداء التمثيلي
- ديلان أوبراين:
أداؤه في دور توماس كان قويًا ومقنعًا. أوبراين أظهر مهاراته في تقديم شخصية تتطور من شخص مشوش إلى قائد شجاع. - كايا سكوديلاريو:
رغم ظهورها المحدود في الجزء الأول، إلا أن سكوديلاريو قدمت شخصية غامضة أضافت بعدًا جديدًا للقصة. - ويل بولتر:
في دور جالي، قدم بولتر أداءً ممتازًا لشخصية مليئة بالغضب والخوف، مما جعله شخصية معقدة ومثيرة للجدل.
الإخراج والتقنيات السينمائية
ويس بال أظهر براعة في إخراج فيلم مليء بالتفاصيل المعقدة.
- تصميم الإنتاج:
المتاهة والجليد تم تصميمهما بعناية لخلق تباين واضح بين الأمان والخطر. - التأثيرات البصرية:
استخدمت التأثيرات البصرية بشكل ذكي لتجعل المتاهة تبدو واقعية ومخيفة. الكائنات الآلية (القوابض) كانت مصممة بدقة لتثير الرعب والرهبة. - الموسيقى التصويرية:
الموسيقى التصويرية التي ألفها جون بيسانو كانت مثالية في تعزيز أجواء التوتر والغموض.
تأثير الفيلم
حقق The Maze Runner نجاحًا تجاريًا كبيرًا، حيث تجاوزت إيراداته 348 مليون دولار عالميًا. كما لاقى استحسانًا واسعًا من الجماهير بسبب قصته المثيرة وشخصياته الجذابة. الفيلم أصبح نقطة انطلاق لمزيد من الأعمال السينمائية التي تستهدف الشباب وتتناول موضوعات الخيال العلمي.
الخاتمة
The Maze Runner ليس مجرد فيلم مغامرات مليء بالحركة، بل هو عمل فني يعكس قضايا إنسانية واجتماعية عميقة. من خلال شخصياته القوية وتصميمه المذهل،
اقرا ايضا “القضية الفلسطينية والمجتمع الأميركي” كتاب يغوص في العلاقة الغامضة بين اسرائيل وأمريكا