أولمبياد باريس , على نهر السين وضفافه , النهر الذي يعتبر واحد من أقذر الانهار في العالم لكن شاهد الحلقة الماضية يعلم ماذا أقصد , جرت أحداث افتتاحية الالعاب الاولمبية في باريس لسنة 2024 , غير أن هذا الافتتاح سبب سخط وغضب واشمئزاز لملايين الناس حول العالم وكان الاكثر غضبا هم المسيحيين وهم معذورين .
في العادة حين تستضيف دولة ما الالعاب الاولمبية او أي نوع من المسابقات الرياضية الدولية الكبيرة في الافتتاح الكبير تقوم الدولة بعرض تاريخ وثقافة وحضارة الدولة أمام العالم , فلا توجد فرص أكبر منها لاستغلالها اقتصاديا وحتى سياحيا , وهذا ما حدث في افتتاح العاب اليونان والصين وروسيا , لكن فرنسا وفي افتتاحية أولمبياد باريس قالت لكل هذا الكلام طز فيكم وتاريخكم أنا عندي ما هو أحسن .
5 علماء غيروا وجه البشرية للأبد
افتتاحية الاعاب الاولمبية في اليونان سنة 2004
لماذا أولمبياد باريس أثار كل هذا الجدل
كان افتتاح أولمبياد باريس اقرب لافتتاح فيلم اباحي اكثر منه افتتاح مسابقة رياضية : يبدأ العرض بمحاكاة ساخرة لـ “العشاء الأخير” لاست سبر حيث تضمنت هذه المحاكاة 18 شخص يقال أنهم فنانًين يقفون خلف طاولة طويلة تشبه مائدة المسيح عليه السلام في ما يفترض أنهم رسله الاثني عشر في لوحة شهيرة لليوناردو دافنشي وهذه “اللوحة تسمى العشاء الأخير”. وما لفت الانتباه كانت امرأة بغطاء رأس فضي كبير يشبه الهالة كما هو موضح في لوحات المسيح . لكن ما أثار الغضب هو أن الشخص الذي مثل المسيح في هذا المشهد هو امرأة سمينة 70 في المئة من صدرها بارز , وغالبية المحيطين بها والذين يمثلون رسل وحواريي المسيح عليه السلام مثليين وسحاقيات ومتحولين جنسيا ,
في نفس المكان ظهر طبق طعام كبير الذي من المفترض أنه يحاكي طبق على مائدة المسيح واللوحة , وفجأة أزيل غطاء الطبق ليظهر رجل مطلي بالون الازرق مثل شخصيات فيلم افاتار ومغطى بسلسلة من الزهور والفواكه فقط وبدأ بالغناء , وفي الخلفية كان رسل المسيح يتعانقون ويقبلون بعضهم في حركات شاذة وقذرة , والمصيبة أن من بين تلك الشخصيات طفلة صغيرة .
فيلم نيتفلكس “Society of the Snow” : قصة حقيقية لمسافرين أكلو بعظهم

لم يأخذ الامر سوى بضع دقائق حتى تحول عرض افتتاحية أولمبياد باريس الى ترند عالمي يحمل الكثير من الغضب والسب والشتم لفرنسا ولكل من كان وراء هذه الفكرة
ايلون ماسك اغنى رجل في العالم غرد على تويتر وقال : كان هذا مهينا بشكل صارخ للمسيحيين
“هذا أمر مشين . إن بدء الحدث باستبدال يسوع والتلاميذ برجال يرتدون ملابس نسائية أمر غير مقبول ، مع وجود 2.4 مليار مسيحي في جميع أنحاء العالم، أرسلت الألعاب الأولمبية رسالة واضحة مفادها أنهم غير مرحب بهم”.كان هذا ما كتبه كلينت راسل، مقدم بودكاست Liberty Lockdown، على تويتر .
إيلي ديفيد، رجل الأعمال الشهير ، قال: “كيهودي، أشعر بالغضب من هذه الإهانة الفاضحة ليسوع والمسيحية… كيف تشعر حيال ذلك كمسيحيين؟”
المذيع الارلندي الحائز على عدة جوائز نيل بويلان قال : إن تصوير “العشاء الأخير” كان عدم احترام صارخ وتحريضًا. وقال: “تم تصوير يسوع كامرأة والتلاميذ كمتحولين جنسياً. أتساءل لماذا لم يسخروا من الإسلام بطريقة مماثلة”. واضح أن صديقنا نيل عايش في عالم موازي
لكن هل هذا كل شيء ؟ لا . في بداية افتتاح أولمبياد باريس عرضت قلعة مليئة بنساء مقطوعة الرؤوس تغني الأغنية الثورية الشهيرة “آه! آه إيرا!
10 نظريات علمية أساسية ساهمت في تشكيل فهمنا للعالم والكون
مشهد الافتتاح الذي ظهرت فيه النساء مقطوعات الراس كامل
كانت النساء موجودات في كل نافذة من القصر ويرقصن على أنغام موسيقى فرقة الهيفي ميتال جوجيرا و مغنية الأوبرا مارينا فيوتي اغنية الهيڤي ومن كلمات هذه الاغنية :
سنعلق الاثرياء بالمصباح . ومعناها سنقطع رؤوس الارستقراطيين الاغنياء وسنعلقها على مصابيح الشوارع .
الملكة ماري أنطوانيت
المراة “مقطوعة الرأس” تمثل الملكة ماري أنطوانيت ، آخر ملكة لفرنسا قبل الثورة الفرنسية الملعونة. مع انتهاء الثورة حكم على أنطوانيت بالإعدام وتم قطع رأسها بالمقصلة في حادثة شهيرة دونها التاريخ بالتفاصيل . وكانت قصة اعدام المكلة أنطوانيت دموية بحق , تخيل معي أن يكون هذا هو التاريخ الذي تعرضه فرنسا للعالم , نحن فرنسا اعدمنا ملكتنا وقطعنا رأسها , كان عرض افتتاحية أولمبياد باريس مصحوبا بالعاب نارية كثيفة حمراء اللون والتي ترمز للدماء في اشارة للثورة الفرنسية الدموية ثم بعد ذلك كل الرؤوس تدحرجت ، بما في ذلك رأسها .
أهم الألغاز التي لم تُحل في التاريخ والتي حيرت العقل البشري

اولي لندن الكاتب المعروف , نشر على حسابه في تويتر التغريدة التالي وقاتل فيها “ مليار عين موجهة نحو الاعاب الاولمبية وهذه هي الرسالة التي اختارت فرنسا أن ترسلها للعالم “ والتغريدة تظهر صورة لشخص شاذ بلحية وملابس نسائية يمثل المسيح وصرة اخرى للملكة انطوانيت مقطوعة الرأس
في تغريدة اخرى ساخرة حساب اسمه لورد بيبو عرض صورتين الولى صورة لانزال نورماندي على الشواطئ الفرنسية خلال الحرب لعالمية الثانية وتلك المعركة كانت بداية انهزام هتلر وفي الصورة الثانية عشاء الشواذ في الالعاب الاولمبية وكتب فوق الصورة “ هذا ما مات من أجله الرجال الشجعان على الشاطئ “ ,

محاولات الحجب وتكميم الافواه
تحولت المسألة الى حرب وسخرية من الافتتاح على كل منصات التواصل الاجتماعي , نشر القائمون على أولمبياد باريس الافتتاحية في اليوتيوب غير ان الصادم والذي لم يتوقعوه هو ان ذلك الفيديو حصد اكثر من 90 في المئة عدم الاعجاب وعليه طالب منظموا الالعاب الاولمبية من ادارة يوتيوب بحذف الديزلايك , لم يفلح الامر فماذا فعلوا حذفوا فيديو الافتتاحية بالكامل من منصة اليوتيوب واذا دخلت الان لن تجده ابدا
لم ينجح الامر فانتقلوا للخطة ب حيث بدأو في استهداف كل المنشورات على السوشيال ميديا التي تسخر من الافتتاحية وتحذفها بدعوة حقوق الطبع والنشر كوبيرايت , ولذلك لو دخلت الان الى تويتر ستجد الكثير من المنشورات التي تتحدث عن فضيحة العاب باريس ومكتوب عليها انها حذفت بسبب حقوق النشر .
أهم أماكن لابد أن تزورها ان فكرت السفر الى فرنسا
المخرج والمدير الفني المسؤول عن حفل افتتاح أولمبياد باريس وهو الشخص نفسه الذي مثل شخصية المسيح عليه السلام هو اليهودي توماس جولي لتجسيد في لقطة العشاء الاخير ، يهودي شاذ جنسيا من مجتمع الميم , هذا الشخص يرفض تعريف نفسه بأنه ذكر أو أنثى ويقول أنه ينتمي إلى هوية جنسية غير تقليدية . يطلق عليهم Queers والذين بدورهم ينتمون إلى الـ wokeism والتي عرفها ايلون ماسك على انه فيروس وسيحاربه في تصريح نشره قبل عدة ايام , من مبادئ wokeism ان الانسان يُولد بلا هوية جنسية او هوية بصفة عامة وهو لوحده من يحدد لاحقاً ماهية هويته , ذكر انثى ام جزرة ام بقرة ام كرسي مرحاض
مقطع فيديو من وسط الحفل والمتحولين يرقصون وبينهم طفلة صغيرة
سحب الاعلانات من أولمبياد باريس
قامت شركة الاتصالات C Spire وهي هي سادس أكبر شركة لخدمات الاتصالات اللاسلكية في الولايات المتحدة بإزالة جميع الإعلانات من الألعاب الأوليمبية بعد أن سخرت من المسيحية في حفل الافتتاح . وقالت الشركة على تويتر X: “لقد صدمنا من السخرية من العشاء الأخير خلال حفل افتتاح الألعاب الأوليمبية في باريس. ستسحب شركة C Spire إعلاناتها من الألعاب الأوليمبية”.
يعد كل هذه الفوضى الملونة والقذارة السمعية البصرية دعوني أعرض عليكن بعض من الجمال الفني والابداعي الذي يعكس تاريخ وحاضرة بعض من الدول التي استقبلت الاعاب الاولمبية سأعرض عليكم نسخة الصين سنة 2008 شاهدوا الفرق
كتب محظورة : خمس كتب تم حظرها حول العالم
مقطع من حفل افتتاح العاب الاولمبياد في الصين 2008
رأييي الشخصي
صورة العشاء الاخيرة , رأيي هذا ليس مبني على معلومات أخبرني بها أحدهم او من الفيسبوك او تويتر ولكن من على أرض الواقع , أنا تقريبا زرت أغلب الدول الاوروبية ومنها فرنسا , واصطدمت بواقع كان مخالف تماما لما كنت أعتقده ولما يعتقده غالبيتكم , كنت أعتقد أن أكثر ديانة يتم مهاجمتها من قبل الاوروبيين عموما وفرنسا خصوصا هي الاسلام ,
من خلال ما شاهدته بأم عيني أسطيع أن أقول لكم أن الواقع على ما أعتقد هو العكس , اكثر ديانة تتعرض للأهانة والاذلال والسخرية ليس الاسلام ولا اليهودية ولكن المسيحية , سواء في الاغاني او في العروض المسرحية او حتى البوسترات التي يتم تعليقها في الشوارع التي تهين المسيح والمسيحية بشكل فج وواضح وصريح من باب حرية التعبير والعلمانية وقيم الجمهورية الفرنسية , فممكن تجد صورة للمسيح وهو على شكل شاذ جنسي في الميرو بفرنسا وعادي والناس تمر امامه ولا تقوم بأية ردة فعل , وهذا ما حصل معي شخصيا صدمت خصوصا في ميترو باريس , فالسؤال هو لماذا ؟ ونحن نرى في الاعلام أن اكثر من يساء اليه هو الاسلام ؟

الجواب بسيط جدا , لان المسلمين في اوروبا والعالم لهم ردة فعل شديدة تجاه رموزهم الدينية , المسلمين أكثر تدينا من المسيحيين , المسلمين أكثر دفاعا عن معتقداتهم من الإساءات والاهانات , وهذا هو الواقع تم تربية المسيحي في اوروبا على أن يأخذ الكف ويصمت بحجة العلمانية وحرية التعبير وان لا شيء مقدس في هذا العالم وأن اسخر منك هذا حقي , وفعلا ابتلع الطعم وصار يتقبل الاهانات مثل الاسفنجة بدون أن تكون له ردة فعل عنيفة تدفع الطرف الاخر للتفكير مليون مرة قبل الاقدام على فعله ,
اهانة ممنهجة للمسيحية
هناك كنائس لعبادة الشيطان في اوروبا من طقوس هذه الكنائس البصق وسب وشتم المسيح ووضع صورته والصليب بشكل مقلوب ولا يجرأ احد على الكلام كأنهم أخذوا حقنة مهدة منذ الطفولة وبالفعل هذا ما تفعله المدارس بتهئئ الجيل الجديد على تقبل كل ما هو مسيء بدعوى الحرية
المسلمين لا يعترفون بشئون اسمه حرية مطلقة فهناك حدود , فحتى فرنسا واوروبا بأكملها تعرف أن لكل حرية حدود , جرب فقط ان تشك في اعداد قتلى الهولوكوست أو أن تفكر في اعادة النظر في محرقة الهولوكست لا تتلكن فقط جرب ان تفكر , مصيرك اما السجن او الغرامة المالية او الفصل من عملك او حتى الترحيل ان كنت لاجئا او مهاجرا , لكن تم تربية المسيحي على أن يكون الجدار الاقصر , فتخيل معي أن في كوريا الشمالية تم تحويل كنيسة لملهى لليل هل انت معي , انظر الى المستوى المنحى في اهانة الدين وقدسية الدين وقتل الايمان لدى الناس بطرق خبيثة اهم ركيزة فيه هي الاستمرارية , لذلك ستجد الكثير من الافلام افلام نيتفلكس وافلام هوليوود تسخر من المسيح وعادي جدا المشاهد المسيحي المسكين يستمتع بالفلم بدعوى الابداع الفني والتقدم والتحضر وأن ردة فعل عنيفة كالتظاهر مثلا هو عمل قديم ورجعي

لكن تخيل فقط معي لو فكروا في اهانة النبي محمد عليه الصلام والسلام في افتتاحية الاولمبياد ؟ , هم يعلمون بصفة قطيعة أن كل المنتخبات العربية والاسلامية الشمال افريقية ستنسحب من أولمبياد باريس , لتكن بذلك فضيحة واسوأ افتتاح في التاريخ أسوأ مما هو عليه الان , وحتى اذا لم تنسحب ستكون هناك تظاهرات في قلب عواصم العالم وستتحول باريس لحالة من العنف والفوضى , لان المسلمين لم ياخذو المصل المهدئ الذ حقن به المسيحيين الغربيين عموما . فرنسا تعلم أنها فكرة سيئة جدا وستكون عواقبها كارثية فتجنبتها وهم اذكياء .
