
هذه هي امريكا الان فوضى , حرب و نيران مشتعلة , تكسير وتخريب واختطاف في كل مكان . من يقرأ الاخبار يعلم أن الولايات المتحدة الامريكية وتحديدا ولاية كاليفورنيا تعيش ما يشبه حرب اهلية , الغريب وهو مجددا نفس الولاية كاليفورنيا , التي كانت تعيش الجحيم قبل عدة اشهر في حرائق أكلت الاخضر واليابس , تلك الماساة كانت كارثة طبيعية اما هذه الاحداث فيقول الخبراء أنها قد تكون مقدمة للحرب الاهلية الامريكية الثانية وابطالها هم المهاجرين اللاتينيين بصفة عامة و المكسيكيين بصفة خاصة . سرقة محلات احراق شاحنات وممتلكات , الاعتداء على الشرطة وتحطيم سياراتهم , الامر اشبه بلعبة جي تي اي ولكن مع الالاف الاعبين مرة واحدة , لكن ما هي القصة بالتفصيل ولماذا انفجر الوضع في امريكا الان ؟ ولماذا ولاية كاليفورنيا بين كل فترة واخرى تعيش مصيبة مختلفة ؟
مقال أخر : أفلام خيال علمي تجازوت حدود المنطق

ما هي قصة احتجاجات لوس انجلوس
جو بادين حينما كان في السلطة في رئاسته الاخيرة كانت ابواب حدود امريكا مفتوحة على مصراعيها للمهاجرين كل من اراد الدخول فليتفضل , كانت هذه هي سياسته وسياسة الحزب الديموقراطي الذي يقوم على مبادء الديموقراطية وحقوق الانسان وتقبل المهاجرين وهو الحزب الذي يجاهد حرفيا من اجل المثلية والمتحولين وكل ذلك الخرطي , دوانالد ترامب ومن ورائه الحزب المحافظ عدو للحزب الحزب الديمقراطي ويكره سياساته خصوصا سياسات المهاجرين , فكان ترامب في الكثير من تصريحاته وخطاباته ، بالخصوص في حملته الانتخابية الاخير قبل أن يفوز بالرئاسة،ينادي باقفال الحدود وطرد المهاجرين المتواجدين في أمريكا ممن لا يملكون أي أوراق إقامة ، بالخصوص المهاجرين غير الشرعيين الآتين من المكسيك بشكل خاص وباقي دول أمريكا الجنوبية بشكل عام ومن هنا أتت فكرته ببناء الجدار الاسمنتي مع المكسيك والحزاب المحافظ مع الحزب الديموقراطي هم تماما كحزب اسلامي ضد حزب علماني . وبالفعل، بمجرد أن جلس ترامب على كرسي العرش، بدأ بتنفيذ وعوده

في 6 يونيو 2025، أي قبل اربع أيام فقط، قامت وكالة الهجرة والجمارك الأمريكية ببدء عملية ترحيل واسعة للمهاجرين في لوس أنجلوس ، عاصمة ولاية كاليفورنيا وأحد أكبر المدن في أمريكا التي يقطنها الأمريكيون من أصول لاتينية خصوصا المكسيكيين بحكم قربها من الحدود الأمريكية المكسيكية ، وأيضا بحكم أنها كانت سابقا تابعة للتراب المكسيكي وتم بيعها لأمريكا سنة 1848 كجزء من معاهدة غوادالوبي هيدالغو .
احتجاجات لوس انجلوس أحرقت كل شيء
الأهم في إجراءات الترحيل هذه انها كانت مفاجئة وغير عادية اطلاقا . تخيل رجالا يلبسون أزياء مكافحة الشغب مدججين بالأسلحة يقتحمون مناطق سكنية والمحلات ومطاعم ومقاهي وأسواق وكل الأماكن التي يتواجد فيها المهاجرون، بل وصل الامر بهم الا اعتقالهم امام باب المحاكم ثم أخذهم وترحيلهم بالقوة إلى بلدانهم. المشكل أن هؤلاء المهاجرين متواجدين في أمريكا منذ سنوات طويلة، منهم من يحملون أوراق إقامة شرعية ومنهم من يملكون أوراق مزيفة ومنهم حتى من لا يملكون أي أوراق إقامة لكنهم في كل الحالات مندمجين ومستقرين في المجتمع ويعملون ويدفعو الضرائب وكل امورهم تمام

هذا القرار والحملة المفاجئة أشعلت غضبا هائل بين الناس خصوصا ان المجتمع الامريكي مجتمع قائم على المهاجرين ، في غضون ساعات قليلة فقط ، احتشد آلاف المهاجرين أمام مركز الاحتجاز الذي كانت السلطات تحتجز فيه المهاجرين، وبدأوا يهتفون بشعارات مثل “أطلقوا سراحهم!” و”اخرجوا من لوس أنجلوس!”.
في البداية كانت احتجاجات لوس اجلوس سلمية، لكن سرعان ما اتخذت منعطفا خطيرا عندما تحولت هذه الاحتجاجات إلى مواجهات دامية بين الحشود والشرطة ، استخدم ضدهم الغاز المسيل للدموع وطلقات مطاطية ، بينما رد البعض برمي الأحجار والزجاجات الحارقة . وبالفعل أحرقت السيارات وقطعت الطرق واشعلت فيها النيران ، ليأمر الرئيس الامريكي ترامب بطلب تعزيزات من الجيش والمارينز و بدأت أعداد هائلة من الشرطة تتأتى للمكان ومعها المروحيات والشاحنات المصفحة , حتى تحولت لوس أنجلوس إلى ساحة حرب أهلية حقيقية بكل ما تحمله الكلمة من معنى

احتجاجات لوس انجلوس لم تتوقف عند هذا الحد . في اليوم التالي، انتقلت المظاهرات إلى مدن مجاورة مثل باراماونت وكوم ب تون، حيث زادت وتيرة العنف بين المتظاهرين والشرطة وتقريبا أحرق كل شيء تابع للدولة أو الحكومة في الشوارع ، الشيء الذي أضطر الوكلاء الفيدراليون إلى استخدام القنابل الضوئية التي تسبب العمى المؤقت والغاز لتفريقهم . لكن هذا الشيء زاد من حدة العنف أكثر وأكثر
هذا في النهار، أما في الليل فكانت احتجاجات لوس انجلوس أسوأ بكثير، تطورت المظاهرات واستغلها المجرمون حيث تعرضت عدة محلات للتكسير والسرقة بمجرد أن وصلت الأحداث إلى مرحلة لا تطاق ، ترامب أصدر قرارا صادم حيث أمر بإرسال 2000 جندي من الحرس الوطني إلى لوس أنجلوس ! حيث وصف هذه الاحتجاجات بأنها “تمرد” تتطلب تدخلا عسكريا صارما

هذا القرار لاقا معارضة من حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم الديمقراطي والذي يكره ترامب كره شديد ، وقال إن هذا الأمر سيزيد الطين بلة . حتى عمدة لوس أنجلوس كارين باس اتهمت ترامب بشكل صريح انه عبر احتجاجات لوس انجلوس “يحاول نشر الفوضى عمدا” . لكن رغم الرفض، قرار ترامب تم تنفيذه وبدأ أفراد الحرس الوطني في الانتشار في الشوارع فيما يشبه معارك لعبة ديفيجين
في اليوم الثالث لـ احتجاجات لوس انجلوس، وصل حرس الوطني لكن لوس أنجلوس أصبحت وكأنها فرن محروق وكانها في ثورة كما حدث في الربيع العربي ، الحشود ما زالت تتظاهر وتحم كل ما امامه وتحاصر مركز الاحتجاز ، وتطالب بإطلاق المحتجزين، السيارات المحروقة والمدمرة في كل مكان . ليصبح الخبر ترند على كل صحف ووسائل اعلام العالم