شهد القرن العشرين واحدة من اكبر وابشع المذابح الجماعية وتمت بفعل قنبلتين نوويتين القيتا على هيروشيما وناغازاكي في اليابان مخلفتان مجموع القتلى كان 220000 الف انسان بريئ المدينتان محيتا بالكامل من على الخريطة
هل تعلم ان كل تلك الطاقة كانت من اصغر شيء وهي الذرة هل تتخيل ان شيئا صغيرا كالذرة يمكن ان يمسح مدينة من الوجود
اليوم ساشرح لكم من صنع القنبلة النووية ومتى وكيف وكل الاسئلة التي توجد في ذهنك
في عام 1905م، و عندما كان ألبرت باحثا في علوم الفيزياء في ألمانيا، توصل إلى نظرية “عبقرية” بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني.. و قام بإثباتها إثباتا رياضيا لا يرقى إليه شك .
ففي ورقة بحثية أصدرها في نفس العام و تحت عنوان (Does the Inertia of a Body Depend upon its Energy-Content?؟) و تعني باللغة العربية (هل تعتمد كينونة الجسم على ما يحويه من طاقة؟)..
في هذة الورقة العلمية أكد آينشتاين أن الطاقة و الكتلة هما شئ واحد!!
نعم.. الكتلة و الطاقة.. هما شئ واحد!
يمكن لأي كتله أن تتحول إلى طاقة، و لأي طاقة أن تتحول إلى كتلة!
كما أن أي كتلة كانت في الأساس طاقة أو العكس!
فكروا بالأمر جيدا.. ربما تقتنعون!
لكن يبقى السؤال.. ان كان بمقدورنا تحويل الكتلة إلى طاقة.. فكم حجم هذه الطاقة؟
و الإجابة.. لن تتخيلها!!
فبعد دراسات علمية متعددة قام بها علماء آخرون.. تبين ان الطاقة التي يمكن استخراجها من أي جسم “مهما صغر حجمه” هي طاقة هائلة جدا!
إليكم هذه المعادلة:
E = m c²
المعادلة تنص على أن طاقة أي جسم تساوي مقدار ضرب كتلته في القيمة التربيعية لسرعة الضوء!!!!
هل تفهمون ماذا يعني ذلك؟
يعني ان الطاقة التي يمكن استخراجها من جسم صغير جدا.. قد تكفي لتدمير كوكب كامل
أمر مرعب.. لكنه حقيقي!!
هذا الإكتشاف.. صدم العالم بأسره!!
كما أنه في نفس الوقت حل العديد من القضايا بالغة التعقيد التي وقف العقل البشري عاجزا امامها لآلاف السنين!
هل فكرتم يوما كيف نشأ الكون؟
بحسب نظرية آينشتاين هذه يمكننا ان نفهم الآن أن طاقة هائلة (يعتقد أينشتاين انها طاقة ضوئية بالتحديد) انفجرت (بإرادة الرب عز و جل) لتتحول إلى كتل (كواكب) و هكذا تكون الكون.. و هذا يفسر تماما ما يعرف بإضمحلال النجوم و توسع الكون و غيرها من الأمور.. فالطاقة تتحول باستمرار إلى كتله و العكس صحيح..
أعطيكم مثال أبسط بكثير..
هل فكرتم يوما لمَ لم تنطفئ الشمس حتى الآن؟
فكتلة الشمس معروفة.. و لو كانت تحترق.. لتلاشت منذ الآف السنين!
و كان العلماء في حيرة دائمة في أمر الشمس.. تحديدا: ما هو مصدر الطاقة الذي يغذيها؟
حطب؟ زيت؟ مواد أخرى؟
أيا كان مصدر الطاقة.. فإنه إذا ما أخذنا بالإعتبار حجم الشمس.. كان من المفترض أن تكون الشمس انطفأت أو تلاشت منذ قرون عديدة!!
الجواب الشافي لهذه المعضلة كان في نظرية آينشتاين!
فالشمس تستمد طاقتها من تحول كتلتها إلى طاقة “مهولة”.. و بحسب العلماء فإن هذه الطاقة الناتجة عن الكتلة تكفي لإبقاء الشمس متقدة لبلايين السنوات في المستقبل بإذن الله!!
هل استطاع العلماء فعلا تحويل الكتلة إلى طاقة؟
بعد سنوات من ظهور نظرية آينشتاين عن الكتلة و الطاقة.. أصيب العالم بهوس تحقيق هذه النظرية!
في أمريكا.. ألمانيا.. بريطانيا.. و حتى فرنسا..الكل اراد ان يجرب هذه النظرية لانها لو أثبت صحتها سيكون شيئا سيقلب وجه العالم راسا على عقب والشخص الذي سيمتلك السر ستكون في يده مفاتيح القوة
أقامت الحكومات معامل ضخمة كلفت مبالغ مَهولة و ذلك بهدف محاولة استخراج الطاقة من الكلتة!
و يجب أن لا نستغرب من ذلك.. هل تفهمون ما معنى تحقيق نظرية آينشتاين؟
يعني ذلك الحصول على مصدر “قوي” للطاقة.. لا يضاهيه مصدر آخر.. بواسطته ستستغني الدول عن النفط و ستطور تطبيقات جديدة و ربما استراتيجية قائمة على هذه الطاقة النوعية!
لكن…. فشلت كل التجارب!
فحتى ثلاثينات القرن الماضي و في خضم الحرب العالمية الثانية.. لم يتمكن أحد من استخراج طاقه من كتلة!
حتى و ان تمكنوا فقد كانت طاقة ضعيفة جدا و أقل بكثير من الطاقة التي استخدمت أصلا لإستخراجها!
و بدأ العالم يفقد الأمل بإمكانية تحقيق هذه النظرية.. حتى آينشتاين نفسه قال حينها جملته الشهيرة:
“ان محاولة استخراج الطاقة من الكتلة هي كمحاولة صيد طيور في الظلام..
و في بلد لا يوجد به سوى القليل من الطيور!”
بعد سنوات عديدة من فرار ألبرت و استقراره في أمريكا.. نشبت الحرب العالمية الثانية بين ألمانيا و ما كان يعرف بالدول الحلفاء الذين انضمت لهم أمريكا نفسها بعد أن اشتعلت الحرب اكثر واكثر ..
لكن ألبرت لم يسهم مطلقا في أي جانب مما يعرف بالـ “العلوم العسكرية” التي كانت محط اهتمام كل الدول العظمى آنذاك.. إيمانا منه بأن العلم يجب أن لا يسخر في قتل البشر و الإضرار بهم.. و بأن العلم و السياسة لا تربطهما أي علاقة “شريفة”..!
في إحدى ليالي العام 1939م.. تفاجأ ألبرت آينشتاين بزيارة من صديقه العزيز و أحد طلابه الألمانيين القدماء (سزلارد).. و الذي كان أيضا قد فر منذ أعوام من ألمانيا بعد أن شاهد بنفسه فظاعات النازيين
هذا الرجل جاءه باخبار مهولة
سزلارد: تمكنت من قسم ذرة اليورانيوم بعد تحفزيها و أضافت نيوترونات.. و حين تنقسم الذرة إلى ذرتين فإن جزء من كتلة الذرة يتحول الى طاقة مَهولة!!
اقترح سزلارد و الذي كان خائفا و بشكل كبير من أن تتمكن ألمانيا من صنع قنبلة ذرية.. اقترح على ألبرت و بحكم مكانته العلمية المرموقة.. أن يراسل الرئيس الأمريكي حينها (روزفلت) و يخبره بالأمر.. و يعرض عليه المساعدة لصنع قنبلة ذرية أمريكية و بأقصى سرعه!
رفض آينشتاين ذلك بشده.. و وبخ تلميذه مذكرا اياه بأن العلم يجب أن لا يكون سببا في تدمير البشرية.. و أن العلم هو مصدر حياة لا مصدر موت.. و أخبره بأن ذلك مستحيل..!
إلا أن سزلارد قام بتذكير آينشتاين بما عمله النازيون في ألمانيا.. و ما الذي يمكن أن يفعلوه بالعالم في حال تمكنوا من صنع قنبلة ذرية.. و ردد بإلحاح بأن الموت أحيانا هو أمر لابد منه لضمان الحياة!
اقتنع آينشتاين على مضض.. و طلب من سزلارد أن يساعده في كتابة الرسالة إلى الرئيس الأمريكي.. و بالفعل تمت كتابتها في نفس الليلة و في مقر إقامة آينشتاين.. ليوقعها آينشتاين و بتردد كبير:
رسالة اينشتاين
وصلت الرسالة إلى البيت الأبيض خلال يومين.. و لأنها من ألبرت آينشتاين.. و لأنها تتحدث عن أسلحة ممكنة في يد الألمان.. حازت الرسالة على اهتمام بالغ من الرئيس الأمريكي.. الذي أمر على الفور بتشكيل معامل ضخمة مهما كلفت من مبالغ طائلة للعمل على تصنيع قنبلة ذرية و بأسرع وقت ممكن!!
رفض آينشتاين العمل أو المساعدة في صنع القنبلة الذرية الأمريكية، و اعتبر أنه أدى مهمته كاملة بإطلاع الرئيس الأمريكي على الموضوع.. إلا أن صديقه سزلارد ساهم و بشكل فعال و مباشر في تصنيع القنبلة الذرية..
و خلال سنوات قليلة.. فعلتها أمريكا.. تم صنع أول قنبلة ذرية في العالم!
لكن بعد ذلك بأشهر قليلة.. و تحديدا في السابع من شهر مايو من العام 1945م.. استسلمت ألمانيا للحلفاء!
و بذلك تلاشت مخاوف الجميع من أن تسبق ألمانيا الولايات المتحدة الأمريكية في صنع القنبلة الذرية..
و من أجل ذلك.. قام آينشتاين و سزلارد و غيرهم.. و بسذاجة العلماء و بساطتهم.. قاموا بارسال رسالة إلى الرئيس الأمريكي (ترومان) يطلبون منه إتلاف القنبلة الذرية أو على الأقل التعهد بعدم استخدامها مطلقا.. فألمانيا خسرت الحرب و لم يعد هناك أي حاجة إلى ذلك!
أعتقد أني في غنى عن أن أخبركم بأن طلبهم هذا رفض تماما.. و ربما بسخرية بالغة!
بعد أشهر قليلة من ذلك اليوم.. و تحديدا في السادس و التاسع من شهر أغسطس في العام 1945م.. قامت أمريكا و بأمر من رئيسها.. بإرتكاب “أفظع” جريمة تصفية بشرية في التاريخ الإنساني.. و ذلك بإلقاء قنبلتين ذريتين على مدينتي (هيروشيما) و (ناجازاكي) اليابانيتين.. لتقتل مئات الآف من البشر في لحظة هلاك واحده.. لم تستثني أحدا.. قتلت الكبير و الصغير.. و أحرقت الأخضر و اليابس في عمل بشع ينم عن غطرسة كبيرة و احتقار شديد لقيمة الإنسان من دولة كانت تدعي حينها أن تحارب قوى الشر في العالم!
أصبح العالم الآن.. عالما آخر.. عالمٌ تحكمه القوه.. تحكمه أمريكا!
و حمـَّل الكثيرون آينشتاين مسؤلية ما حدث……!
ما حدث كان فظيعا.. و يقال أن آينشتاين كاد أن يموت من حنقه حين سمع بالخبر.. و ندم ندما شديدا على رسالته المشؤمة للرئيس الأمريكي.. و تمنى لو أنه كان بإمكانه استشراف المستقبل و معرفة أن ألمانيا لم تكن لتصنع قنبلة ذرية قبل أن تخسر الحرب..
يقول آينشتاين:
بقي آينشتاين نادما على ذلك بقية سنوات عمره.. بل أنه خصص ما تبقى من عمره للدعوه إلى السلام و انهاء الحروب.. حتى أن آخر الأعمال التي قام بها في حياته كانت بادرته و رسالته الشهيرة إلى رؤساء العالم و التي كان يدعوهم فيها لأنهاء الحروب و تطوير الأسلحة..
لكن كيف تعمل القنبلة النووية؟
هناك نوعين من القنابل القنبلة الانشطارية والاندماجية الانشطار النووي هو انشطار نواة الذرة إلى نصفين نتيجة اصطدامها بنيوترونات متعادلة الشحنة الكهربية وينتج عن ذلك طاقة مهولة إذا لم يتم السيطرة عليها قد تؤدي إلى دمار هائل.
اما الاندماج فهو العكس حيث تندمج نواتان صغيرتان لإنتاج نواة عنصر آخر، ولكن في الانشطار النووي يحدث أن ينتج منه نظير آخر فقط للعنصر الذي انشطرت نواته، هنا في الاندماج النووي تستخدم عناصر خفيفة لحدوث الاندماج، ومن المعروف أن أخف عنصر هو الهيدروجين فيتم اندماج نواتين من ذرات الهيدروجين لإنتاج عنصر الهيليوم، ولكن المستخدم في هذا التفاعل هو الديتوريوم وهو عنصر الهيدروجين ولكن يحتوي على نيوترونين.
قد تم إجراء أكثر من 2000 تجربة نووية، في أكثر من عشرة مواقع مختلفة في جميع أنحاء العالم. الأحمر روسيا / الاتحاد السوفيتي ،والأزرق فرنسا غامق ،والأزرق الفاتح الولايات المتحدة الأمريكية، بريطانيا باللون البنفسجي ،والأسود هي الكيان الارهابي الصهيوني ،والبرتقالي الهند، الصين بالأصفر ،والبني باكستان ،وكوريا الشمالية بالأخضر الغامق ،و الأخضر الفاتح (الأراضي المعرضة للقنابل النووية)
مات آينشتاين و هو يعتقد ان نظريته الشهيرة كانت مميته.. و أن لها جانب وحيد.. جانب مظلم!
مات قبل أن يعرف أن نظريته لها جانب آخر.. جانب مضيء.. جانب حياه!
فنظريته الشهيرة ساعدت العلماء كثيرا في تفسير ظواهر عدة وقف أمامها العقل البشري عاجزا لألوف السنين.. و الطاقة النووية نفسها.. تم تطويعها لخدمة البشرية.. حتى أن دولة مثل فرنسا تعتمد بنسبة 80% على الطاقة النووية في توفير الكهرباء لقاطنيها
اقرا ايضا: لمَاذا تنتهي غالبية السلع التجارية بالأرقام 99. 0؟