يقال وراء كل رجل عظيم أمرأة عظيمة وهذا صحيح , لكن من جانب اخر وراء كل انسان خبيث امرأة أخبث منه , ومن هؤلاء الرجل الدكتاتور الدموي والاب الروحي للارهاب في سوريا حافظ الأسد , وزوجته أنيسة مخلوفة , توجت هذه المرأة بشتى الالقاب , كلها ألقاب تمجد المكر وقسوة والخيانة , أنيسة مخلوف الرحم القذر الذي أنجب واحد من أكثر الدكتاتوريين دموية في العصر الحديث بشار الاسد , بل وكانت هذه المرأة هي المحفز والمحرض على ارتكاب حافظ أسد لمجزرة حماة وكانت من أهم داعمي ابنها بشار الاسد لقمع الثورة والشعب السوري , فما هي قصة هذه المرأة ولماذا تلقب بأم الشياطين .
أنيسة مخلوف، هي زوجة الرئيس السوري المقبور حافظ الأسد، تعتبر واحدة من أكثر النساء غموضًا وتأثيرًا في التاريخ الحديث للعالم العربي عموما وسوريا خصوصا . كانت شخصية هادئة وصامتة في العلن، لكنها ومثل غالبية نساء الدكتاتوريين لعبت دورًا جوهري خلف كواليس سياسات النظام السوري ، أصبحت في نظر البعض من أكثر النساء شرًا في العالم
نشأة أنيسة مخلوف وخلفيتها
وُلدت أنيسة مخلوف في عام 1930 في مدينة اللاذقية إحدى المدن الساحلية السورية. تنحدر أنيسة من عائلة مخلوف ، وهي عائلة مرموقة ذات أصول علوية معروفة بالثراء والنفوذ الاقتصادي وحتى السياسي . كانت عائلة مخلوف من الأسر ذات وزن وهيبة في المنطقة ، وبرز إسمها كإحدى العائلات التي حافظت على موقعها الاجتماعي والاقتصادي القوي عبر عقود طويلة من الزمن .
تربّت أنيسة في جو أرستقراطي ، وهو ما وفر لها تعليمًا مميزًا وفرص للتواصل مع النخبة السياسية والاجتماعية السورية . ومن أكثر الاسباب التي شكلت شخصيتها الحديدية والتي ستتحول فيما بعد الى مستبدة ودموية هي نشأت في بيئة تُقدر السلطة والقوة والنفوذ . فمنذ صغرها تعلمت مهارات اجتماعية وسياسية لا تكون الا لنخبة النهبة الامر الذي أهلها لتكون مستقبلا واحدة من أكثر نساء الشرق الاوسط قوة
زواج أنيسة مخلوف من حافظ أسد
في عام 1957 تزوجت أنيسة من حافظ الأسد الذي كان انذاك ضابط علوي شاب في الجيش السوري. كان زواجها منه نقطة مفصلية في حياتها بل وكان لهذا الزواج المشؤوم أثر كبير لا على سوريا كدولة وشعب وعلى على العالم العربي ككل ، حيث كان حافظ، الضابط الطموح في الجيش السوري آنذاك، يبحث عن شريك يقف إلى جانبه في مسيرته السياسية التي بدأها للتو . زواج أنيسة من حافظ لم يكن مجرد ارتباط عائلي ؛ بل كان تحالف سياسي بين عائلتين عائلة مخلوف وعائلة الوحش ، كان هذا الزواج مفتاح حافظ لبناء قاعدة دعم قوية داخل الطائفة العلوية . وفي المقابل سمح ببداية مسار أنيسة في عالم السياسة
الدور في صعود حافظ الأسد
في عام 1970، استولى حافظ الأسد على السلطة في سوريا بعد انقلاب عسكري . خلال تلك الفترة، كانت أنيسة مخلوف تلعب دورًا رئيسي في دعم زوجها سياسيًا واجتماعيًا . يمكننا القول بأنها كانت يده اليمنى وكانت المحرك الحقيقي وراء الكثير من قراراته وعلى ما يبدوا أن تلك القرارات كانت تخرج من غرفة النوم صباحا . كانت تُعرف أنيسة بذكائها ومكرها الحاد مثل الثعلب وقدرتها على تحليل المواقف ، وكانت هذه المميزات هي الصفات الذهبية لها لتصبح مستشارة غير رسمية له
في الوقت الذي كان يحاول فيه حافظ احكام قبضته الحديدية على سوريا كانت أنيسة على الطرف المقابل تقوم ببناء شبكة من التحالفات العائلية والسياسية لتعزيز نظامه أو نظامهم بمعنى أصح . حيث كانت تتواصل مع العائلات العلوية الكبرى لاقناعهم بدعم زوجها حافظ الاسد والوقوف لجانبه كونه الشخص الوحيد القادر على جعلهم كأقلية الحكام الفعليين للبلاد والمسيطرين على رقاب الاغلبية السنية ،
كان الأمر برمته مثل شبكة مافيا دولية توزع فيها الاعمال القذرة على كافة الأعضاء وكل يتكلف بجزئه الخاص من المهمة , كانت مساعدة أنيسة أحد أهم الاسباب في تأمين حكم حافظ وتعزيز ولاء الجيش وأجهزة الأمن التي كانت غالبيتها من الطائفة العلوية
النفوذ خلف الكواليس
أنيسة مخلوف كانت قليلة الظهور ولم تكن شخصية عامة كانت مثل خفاش الظلام ، لكنها كانت تتمتع بنفوذ وتغلغل عميق جدا داخل القصر الرئاسي . كانت تشرف على الشؤون العائلية وتراقب توزيع المناصب والنفوذ داخل العائلة والنظام السوري البعثي .
كانت تُعرف بـ ميسز تاتشر سوريا المرأة الحديدية الصارمة , ولكون كلمتها مسموعة بل وأحيانا تكون أعلى من كلمة زوجها حافظ كانت أنيسة تلعب دور الوسيط في النزاعات بين أفراد الأسرة ، وكانت هي المتحكم والموجه لقرارات زوجها فيما يتعلق بالمقربين منه . بل كانت تعتبر العائلة أولوية قصوى طبعا فليذهب الشعب والبلد الى الجحيم ، كان جل همها العمل على ضمان بقاء السلطة داخل يد الأسرة بأي ثمن
علاقتها بأولادها وتأثيرها عليهم
رزقت أنيسة مخلوف من زوجها حافظ أسد بخمس اطفال وهم : باسل، بشرى، ماهر، مجد، وبشار الأسد. كانت أنيسة شديدة التعلق بباسل، وهو الابن الأكبر الذي كانت تعده هي شخصيا لخلافة حكم زوجها حافظ الأسد . كانت ترى في باسل الرجل القادر على حمل طغيان أقصد طموحات الأسرة الحاكمة ، وكون الفكرة مقبولة من الجميع بدأت أنيسة بتحظيره وتجهيزه سياسيا وعسكريا لحكم سوريا
لكن كان حكم ربك مقضيا وما كانو يعلمون , في 21 يناير 1994 توفي باسل الأسد في حادث سيارة , وقع الحادث المميت في ساعات الصباح الباكر على طريق مطار دمشق الدولي، بينما كان باسل يقود سيارته المرسيدس الفاخرة بسرعة جنونية متوجهاً للمطار. يُقال إنه لم يكن يرتدي حزام الأمان، مما زاد من خطورة الحادث . اصطدمت السيارة بحاجز وانفصلت أجزاء من جسده بسبب قوة الاصطدام وتوفي على الفور
وفاة باسل الأسد وتأثيرها على أنيسة مخلوف
كان باسل الأسد، هو الابن الأكبر لحافظ وأنيسة وكان هو الابن الاقرب إلى قلبها ، وكانت ترى فيه الوريث المُفترض لخلافة والده لعرش سوريا وحامل لمشعل لمسار عائلة الاسد , الشخصية الأقرب والدته أنيسة مخلوف . وُصِف باسل بأنه كان يتمتع بشخصية قوية وكاريزما قيادية، وكان يجهز منذ سنوات طويلة ليكون خليفة والده في حكم سوريا سواء تجهيزه للشعب كي يقبله او تجهيزه على اساسيات الحكم
كان خبر الوفاة بمثابة الصاعقة على قلب والدته أنيسة , وفاته المفاجئة لم تكن مجرد صدمة شخصية للعائلة، بل أصبحت أزمة سياسية كبيرة أثرت على النظام السوري بأكمله ، وعلى رأسهم والدته أنيسة. فق كان ”الأمل” الذي عملت على تهيئته وصناعته منذ صغره ليكون زعيماً عربيا , فلم يعتقد أحد ولم يضرب حساب أن باسل الأسد قد يموت , وبالتالي لم تكن هناك أي خطط بديلة في حالة تعذر توريث الحكم له
دخلت أنيسة في حالة من الحزن الشديد، حيث اعتكفت لفترة طويلة بعيداً عن الأنظار العامة . كان الحزن على باسل واضح وبدي على ملامحها في جميع المناسبات التي تلت الحادث، وشُوهدت وهي تلبس الأسود لفترة طويلة “
تحول العيون نحو بشار الاسد
بعد وفاة باسل، أصبحت أنيسة هي الصوت الأكثر تأثيراً في القرارات العائلية والتي تمس حياة كل مواطن سوري . كان هم توريث الحكم وإبقائه في يد عائلتها أهم من كل شيء في هذا العالم بالنسبة لها حيث انتقل اهتمامها الى ابنها الثاني السفاح المستقبلي بشار الاسد ، بدأت تعمل على إعداده و تدريبه السياسي والعسكري، حتى يصبح خليفة والده حافظ والزعيم الجديد لسوريا . مارست نفوذها الكبير لضمان أن يبقى الحكم داخل العائلة وأن يتم دعم بشار ليصبح الوريث الشرعي ، رغم أنه لم يكن الخيار الأول والامثل وكانت شخصيته مختلفة تماماً عن باسل شخصية باهتة خجولة تحب الكلاسين وبدون كاريزما . وكان شخصية بعيدة كل البعد عن السياسة حيث كان يدرس الطب في بريطانيا وقت وفاة باسل ولم يكن مهيئاً للعب هذا الدور.
على الرغم من وفاته، ظل باسل حاضراً في حياة أنيسة من خلال ذكراه التي كانت دائماً محور حديثها وتأثيرها على العائلة. صُوّر باسل في الإعلام الرسمي بعد وفاته كرمز للشجاعة والوطنية، وهو ما كان انعكاساً لرغبة أنيسة في إبقاء إرثه حيّاً.
هذه التحركات سببت حرب باردة شرسة بين أنيسة زوجة حافظ ورفعت الأسد شقيق الرئيس حافظ الأسد ، رفعت كان ينظر لنفسه كبديل للحكم في حالة وقوع أي طارئ في سوريا . كانت أنيسة مخلوف تدرك خطورة طموحات رفعت على مستقبل أبنائها ولم تكن ترغب في أن تنتقل السلطة الى أي شخص اخر ، لذلك كانت تعمل فوق وتحت الارض لتقزيم نفوذ رفعا الاسد وقص أجنحته لضمان بقاء السلطة بيد أسرتها المباشرة . وهذا بالفعل ما حدث بعد صعود بشاور الاسد للسلطة عام 2000 بعد وفاة حافظ الاسد
أنيسة مخلوف “من أكثر النساء شرًا”
يعتبر الشعب السوري أن أنيسة مخلوف كانت من أهم الشخصيات التي ساهمت في بناء نظام الأسد القمعي والدموي . وكانت تلعب دور حساس في توجيه حافظ أسد بل وكانت تملي عليه أحيانا ما يجب أن يفعله في وقت المشاكل والاضطرابات والمعارضة ، وكانت مثل الشيطان توسوس لزوجها حافظ لتهميش المعارضة ورميها في السجون والمعتقلات وتكريس عبادة الشخصية والولاء للعائلة الحاكمة , بل وقُدمت تقارير تفيد بأنها كانت راس الحرب وصاحب فكرة قصف حماة بالطيران الحربي والمدافع عام 1982 التي قُتل فيها أكثر من 50 ألف سوري في 27 يوم
تعزيز المحسوبية في الدولة السورية
لعبت أنيسة دورًا كبيرًا في تعزيز شبكات المحسوبية والفساد داخل النظام . حيث ركزت على تأمين ولاء الطائفة العلوية وباقي الطوائف الاقلية والنخب السياسية لحكم العائلة بحيث يصبحون مثل الضهر والسند الذي يتكئون عليه ، بل وكانت فكرة حماية الاقليات هي الفكرة الشيطانية التي بنى عليه نظام أنيسة مخلوف شرعيته وسوق لها بين الشعب , على الرغم من أن فكرة حماية الاقلية كانت على حساب التنكيل بالاغلبية . وكانت هذه النقطة اهم سبب في بناء عداوة من الشعب تجاه النظام والتي استمرت في النمور مع مرور السنين حتى تبلورت ونضجت في الثورة لسورية المباركة عام 2011
تأثيرها على بشار الأسد
أنيسة لم تكن مجرد زوجة وأم لسفاحين بدم بارد , بل هي بذات نفسها لم تكن تختلف عنهم فقد كانت هي الشر بالحد ذاته , كان لانيسة تأثير كبير على طريقة حكم بشار الأسد لسوريا وكيفية تعامله مع الشعب .بل وبجانب زوجته الحرباء أسماء كانت أمه انيسة وعلى نفس الخط تحثه على التمسك بالسلطة بأي ثمن خلال الثورة السورية .
أستطيع أن أشبه لكم أم بشار مثل تلك الحماة الشريرة التي تحرض ابنها على التعامل بسوء مع زوجته بل وتتحكم في تفاصيل حياتهم الزوجية في الكواليس وتكون هي السبب في كل البلاء والمصائب . أنيسة من هذا المنطلق هي حماة الزوجة الشريرة , ففي الانظمة العسكرية والدكتاتورية زوجة أو أم الجنرال أو, الرئيس يكون لها دور محوري في الحكم خصوصا اذا كانت شخصيتها قوية والاستبداد يجري لها في مجرى الدم ,
مستشارة السفاح
كانت الحرب الأهلية السورية كارثة إنسانية وسياسية، حيث راح ضحيتها مئات الآلاف من السوريين ونزح الملايين. يُنظر إلى أنيسة على أنها جزء من المنظومة التي ساهمت في استمرار الصراع، مما عزز من صورتها كشخصية مثيرة للجدل.
أنيسة كانت تقدم لابنها بشار الاسد نصائح واستشارات بشأن كيفية التعامل مع الثوار بل وحتى كيفية التعامل مع الدول التي وقفت في وجهه وأيضا كيفية التعمل مع الصفعات لاسرائيلية التي كانت توجه له صباح مساء قبل وبعد الغذاء
مع اندلاع الثورة السورية في عام 2011، ثم تحولها إلى حرب طاحنة بين الشعب السوري وكل حثالات العالم ، برز اسم أنيسة مخلوف على السطح من جديد كواحدة من الشخصيات المؤثرة في الكواليس داخل النظام السوري . رغم أنها لم تكن يوما شخصية عامة ولم تكن تظهر بشكل مباشر في المشهد السياسي أو الإعلامي في سوريا ، ورغم انهيار حالتها الصحية
مع تصاعد حالة الاحتقان والكراهية ضد نظام بشار الأسد. كانت أنيسة تنظر إلى الثورة على أنها تهديد وجودي لحكم عائلتها فلطالما كانت تنظر الى الدولة والشعب السوري كملكية شخصية يجب أن تورث لابنائها وأبناء أبنائها الى الابد ، ولهذا دعمت ابنها بشار في استخدام كل الوسائل الغير اخلاقية الممكنة للحفاظ على السلطة .
قمع الثورة بدعم من أنيسة مخلوف
رغم أن بشار الأسد كان هو الرئيس رسمياً ، إلا أن والدته أنيسة كان لها التأثير الاكبر على قرارات ابنها بل أحيانا أقوى حتى من تأثير زوجته أسماء ، كانت تؤمن بأن أي تنازل لمطالب الشعب يعني بالضروة نهاية النظام . فقد كانت وراء رفض أي حلول سياسية تتضمن خروج العائلة من الحكم
رغم أنها لم تكن شخصية عسكرية ، فقد شجعت أنيسة مخلوف ابنها بشار على اتخاذ مواقف أكثر حزما وعنفا ضد المعارضة، وكانت ترى أن القوة واستعمال السلاح الثقيل والطيران هي الوسيلة الوحيدة لإسكات الاحتجاجات تماما مثلما حرضت زوجها المقبور حافظ لضرب حماة بالطائرات والمدافع وسحق كل من عارضو حكم العائلة . دعمت بشار في الاعتماد الكلي على المقربين من أفراد العائلة ، مثل ماهر الأسد وابن شقيقها رامي مخلوف وشبكة الولاءات الطائفية العلوية والمسيحية والدروز لضمان بقاء النظام العائلي .
كان كل من ايران ورسيا والمليشيات الطائفية أهم الاطراف الخارجية التي أبقت على النظام السوري في حين أنيسة مخلوف كانت الطرف الاهم داخليا ،حيث لعبت دور في تمكين شخصيات مثل رامي مخلوف من السيطرة على قطاعات اقتصادية اساسية ، مثل الاتصالات والبنوك، لتوفير الأموال اللازمة لبقاء النظام وبقاء سيرورة الحياة في المناطف التي يسيطر عليها . من خلال شبكة علاقاتها مع النخب السياسية والاقتصادية داخل سوريا وخارجها، ساعدت في تأمين دعم خارجي للنظام، خاصة من حلفاء مثل إيران وروسيا.
أنيسة مخلوف و المعارضة والثورة
كانت أنيسة ترى أن المعارضة، سواء كانت داخلية أو خارجية، ليست أكثر من محاولة لتدمير النظام والاهم إزالة عائلتها من السلطة . كانت هذه النظرة والخوف وحالة الهلع من فقدان السلطة التي ادمنت عليها مع عائلتها لسنين المحرك الرئيسي وراء تبنيها للسياسة العميقة والدموية التي اعتمدها النظام السوري قبل وبعد الثورة فقد كانت أنيسة على علم تام بأماكن كل السجون على التراب السوري بما فيها سجن صيدنايا .
ورغم وفاتها في 6 فبراير 2016 في دمشق عن عمر يناهز 86 عامًا بسبب المرض ، إلا أن تأثيرها على الحرب السورية استمر حتى وهي في قبرها بسبب اعتماد بشار الاسد والنظام ككل على شبكات العلاقات التي ساعدت أنيسة بشكل رئيسي في بنائها وكما يقال بئس الام وبئس الرحم
الفلاح ومزرعة الحيوان
الفكرة التي تدور حولها الحياة السياسية في سوريا هي نفس الفكرة التي ستجدها في أي دولة عسكرية دكتاتورية , البقاء في السلطة لان السلطة ادمانها أخطر من اقوى مخدرات الكون , و الشيئ الثاني الدفع والعمل لاستمرار بقاء السلطة داخل هذه العائلة تتوارثها جيلا بعد جيل , على الرغم من أن هذه الفكرة طبيعيا تصلح في النظام الملكي وليس الجمهوري الذي من جوهره تداول السلطة وليس توريثها
يتعامل النظام العسكري الدكتاتوري مع الوطن و الشعب مثلما يتعامل الفلاح مع الحيوانات في المزرعة , المزرعة هي الدولة والوطن والشعب هم الحيوانات بقر وخرفان ودجاج , يعيش الفلاح في منزله الجميل وسط المزرعة في حين تقوم الحيوانات بانتاج البيض والحليب واللحم الذي هو الممول المالي الرئيسي لحياة الفلاح وعائلته واستمراره حيا حيث بيع تلك المنتجات الحيوانية , الحيوانات ما هي سوى اداة ووسيلة لحياة ورفاهية الفلاح , وما تعب الحمار الحصان وبيض الدجاج وحليب البقرة والخروف المذبوح سوى مصادر وثروات يبيعها في السوق ويجني منها المال ليعيش هو وأفراد عائلته , وفي النهاية ينتهي كل من البقر والخرفان والدجاج في الذبح
هذا النوع منا الانظمة العائلية تمتص موارد البلد ومقدراته وتضخ الاموال في حساباتها المصرفية بدون أي اعتبار للشعب الذي تعطيه الفتات لكي يرضى به ويصمت , ولكن هذا الشعب اذا انفجر سيحرق الاخر واليابس يوما ما وسيندم الظالم بما ظلم وهي رسالة لكل نظام عربي تلطخت يديه بدماء شعبه .
مقالة أخرى: لماذا إلى اليوم لا يوجد علاج للإنفلونزا ؟