متحول جنسي يفوز بلقب ملكة جمال نساء أمريكا . في الولايات المتحدة الأمريكية ، بالضبط في 14 نوفمبر 2022، أصبح الطالب المراهق المسمى “بريان نغوين” ذو 19 سنة ، أول متسابق “متحول جنسيً يفوز بمسابقة ملكة جمال نيو هامبشاير أمريكا” ، بريان نغوين هو أمريكي من أصول فيتنامية يدرس إدارة الأعمال ، ينافس في المسابقة بين 17 و 24 نساء أخريات على اللقب.
ليس الغريب أن الفائز هو ذكر متحول جنسي بقدر ما هو … ستقدم خدمة لنفسك الآن لو توقفت عن القراءة وأغلقت الكتاب وبحثت عن اسم “Brían Nguyen” في الانترنت ثم عد لاستكمال القراءة لتعلم جيدا ما الذي أتحدث عنه.
رجل أم امرأة أم ماذا بالضبط ؟
في بادئ الأمر بعد بحثك ومشاهدتك للصور على الانترنت ستعتقد بأن المسألة بكاملها قد تكون مقلب سخيفا وثقيل من قبل منظمي المسابقة ، ولكنها حقيقة تماما لقد فاز ذلك ” الرجل ” بمسابقة ملكة جمال!!
انتشرت الكثير من التعليقات السلبية على الانترنت بخصوص هذا الفوز المثير للجدل ل متحول جنسي ، بالخصوص أن الفائز لا يلبي أي من معايير الجمال المذكورة في قواعد المسابقة، فما الذي دفعهم لمنح اللقب إلى متحول جنسي، سمين، مطبوخ في المكياج كما قالت إحدى ملكت الجمال السابقات؟.
الكثير من النقاد هاجموا القائمين على المسابقة فيما اعتبروه سرقة واضحة من رجل بيولوجي كبير للقلب ملكة الجمال من الكثير من المتسابقات المؤهلات للفوز به ، ليلاني دودين ، الفائزة السابقة بلقب ملكة جمال بريطانيا العظمى وعارضة الأزياء ، قالت إن فرص المتسابقات الأخريات “سُرقت منهن من قبل رجل بيولوجي”.
ما يؤلم ويحز في النفس أكثر هو حين ترى الصورة التي تجمع متحول جنسي بريان مع باقي المتسابقات، حيث يمكنك أن ترى الفرق الكبير والواضح جدا في الجمال والاناقة، وحتى التناسق الجسدي، قالت ليلاني دودين ملكة جمال بريطانيا في فيديو على تويتر:
- “ذكر بيولوجي، يعاني من زيادة الوزن ، فاز للتو بلقب ملكة جمال جريتر ديري في نيو هامبشاير، براين الذي ليس حتى اسمًا أنثويًا ، مكسوًا بالماكياج، ليس مثل الفتيات الجميلات اللواتي دخلن المنافسة ، لم يحتل المركز الأول فحسب ، بل سلب فرصة حصول النساء على منحة دراسية واستخدام أموال الجائزة في حياتهن”.
كرة الثلج السوداء
هذه هي كرة الثلج السوداء ، التي بدأت تجر خلفها كوارث ومصائب تمس بالدرجة الاولى المجتمع الغربي الذي قبل بتحريف الفطرة البشرية لترتد الكرة إليهم ويكون المتضرر الأول والأخير هو “الأطفال والنساء”، النساء في الدول الغربية عموما يستشعرن خطر الرجال المتحولين جنسيا عليهن ، من الفن للسياسة لمسابقات الجمال وحتى للرياضة.
إليك هذا السؤال وأجب عليه في ثانية : في مسابقة مصارعة او رفع الأثقال من سيفوز رجل أم امرأة؟
إذا كنت شخصا منطقيا، متزن عقليا فإن إجابتك بسرعة ستكون الرجل، عضلات أكثر وأقوى ، هرمون ذكوري يعمل كالوقود المشتعل ، بنية جسدية قوية وكبيرة ، الغالبية الساحقة ستقول نفس الجواب ، ولهذا السبب قام العالم بتقسيم الرياضة إلى نسائية ورياضة رجالية ، ككرة القدم والسباحة والمصارعة والفنون القتالية والتنس … الخ ، مؤكد أنك لاحظت هذا الأمر، فلن يكون عدلا جمع رجل وامرأة في رياضة واحدة ، هذا هو الفطرة وهذا هو السليم ، ولكن يبدو أن الذكور المتحولين جنسيا لهم رأي أخر.
حسب مقالة ل مجلة فوربس الشهيرة كتبت “المنافسة العادلة هي سبب إنشاء رياضات نسائية منفصلة، تعتبر الرياضة التنافسية (التي لا تشمل الرياضات الترفيهية ، أو التربية البدنية ، أو الرياضات الجماعية) في نهاية المطاف اختبارًا جسديًا يتمتع فيه الذكور بعد سن البلوغ بمزايا كبيرة”.
الهرمونات هي الحكم القاطع
خلال فترة البلوغ ، يتطور لدى الأولاد عمومًا عظام أطول وأكثر كثافة، ونسيج عضلي أكثر ، وقوة أكبر ، وسرعة أكبر ، وطولًا أكبر ، وقدرة رئوية أكبر من الفتيات.
توفر هذه الاختلافات للرجال ميزة أداء تتراوح من 8 إلى 50 بالمائة، هذا هو السبب في أن الرجال والنساء لديهم صناديق حامل مختلفة في لعبة الجولف “Tee boxes” ، أقواس مختلفة من ثلاث نقاط في كرة السلة، ارتفاعات صافية مختلفة في الكرة الطائرة ، وارتفاعات مختلفة في حواجز مضمار السباق.
تستمر مزايا الأداء (بما في ذلك السمات العضلية الهيكلية وسعة الرئة) حتى بعد قيام النساء المتحولات جنسيًا بقمع مستويات هرمون التستوستيرون أو تغيير أجسادهن جراحيًا، ” هذا الأمر لا يمكن لأي أحد إنكاره ، يولد الرجل رجلا كاملا بعضلاته وهرموناته ، وتولد المرأة امرأة بهرموناتها وصفاتها الأنثوية ، ولا يمكن لأي أحد أن يغير من بنيته الجسدية الرجولية أو الانثوية ببضع هرمونات او عمليات تجميل ، وهذا ما وضع الرياضة في العالم الغربي في خطر كبير.
في السنوات الاخيرة ، كان هناك نقاش حاد والكثير من الجدل حول إدراج الرياضيين المتحولين جنسيا في المسابقات الرياضية، فقد تزايدت نسبة المتحولين جنسيًا في أمريكا وفي الكثير من بقاع العالم في كل سنة، والكثير من هؤلاء المتحولين هم رياضيين وبعضهم رياضيين محترفين.
المعضلة أنه في القوانين الغربية ، إذا ما قرر ذكر التحول لامرأة فهو يعتبر رسميا أنثى رغم أنه بيولوجيا ذكر كامل، وبالتالي مادام أن القانون يقر ويعترف بتحوله لانثى فيحق له المشاركة في الرياضة النسائية.
لم تعد المعركة والمنافسة على أرضيات الملاعب بين الرياضيين بقدر ما اشتدت المعركة في أروقة المحاكم ومجالس الإدارة ، فقد سيطر رجال متحولون على الألقاب في الكثير من الرياضات ، مثل رافعة الأثقال لوريل هوبارد ، والسباحة ليا توماس وراكبة الدراجات إميلي بريدجز.
حين بدأت الموجة التحررية الحقوقية الجنسية في العالم الغربي، لم يكونوا على علم بالآثار التدميرية التي ستقابلهم في المستقبل القريب جراء هذه السياسة ، ففي يناير 2022 ، أحدثت الهيئة العالمية للسباحة ، في فيينا النمسا، قرار بمنع المتحولين الذكور من المشاركة في المسابقة النسائية الدولية.
لقد كانت حجتهم قوية ومنطقية وعلمية “السباحين المتحولين مثل ليا توماس يحتفظون بمزايا جسدية كبيرة -في التحمل والقوة والسرعة وحجم الرئة- منذ خضوعهم لبلوغ الذكور حتى لو تم كبح هرمون التستوستيرون بعد قرار التحول لأنثى”.
في مقالة على صحيفة ذ غارديان البريطانية قالت: “العلم يدعم ذلك، البحث الذي أجراه عالما الأحياء إيما هيلتون وتومي لونجبيرج حول آثار قمع هرمون التستوستيرون على كتلة العضلات وقوتها لدى النساء المتحولات جنسيًا يُظهر باستمرار تغييرات متواضعة جدًا [والتي] تصل عادةً إلى حوالي 5٪ بعد العلاج لمدة 12 شهرًا”.
وجدت دراسة أخرى من جوانا هاربر ، وهي امرأة متحولة في جامعة لوبورو ، أنه “يمكن الحفاظ على القوة لدى الرجال المتحولين لنساء خلال السنوات الثلاث الأولى من العلاج بالهرمونات”.
قد تتسائل الان من هي رافعة الأثقال لوريل هوبارد ، والسباحة ليا توماس ، وراكبة الدراجات إميلي بريدجز اللواتي كن سببا رئيسا في كل هذه الضجة؟
لوريل هوبارد ولد في 9 فبراير 1978 كذكر بيولوجي طبيعي، لوريل هو رافع أثقال نيوزيلندي احترافي، سجل أرقامًا قياسية لنيوزيلندا سنة عام 1998 في رفع الأثقال، وفي سنة 2012 تحول هوبارد إلى أنثى، وهنا بدأت مسيرة العلاج الهرموني في نفس السنة لكبح التيستوستيرون.
متحول جنسي يدمر رياضة رفع الاثقال
سنة 2017 بدأ هوبارد بالتنافس دوليا في رفع الأثقال ، حيث شارك في بطولة أستراليا الدولية وأستراليا المفتوحة في ملبورن وفاز بالميدالية الذهبية، ليصبح أول متحول جنسيً يفوز بلقب رفع الأثقال الدولي لنيوزيلندا، لاقى هذا الفوز الكثير من النقد واعتبرتها الكثير من المتنافسات النساء شيء غير عادل ، حتى أن الرئيس التنفيذي للاتحاد الأسترالي لرفع الأثقال، مايكل كيلان، قال بأن ذلك غير عادل للمنافسين الآخرين.
سنة 2019 فاز المتحول هوبارد بميداليتين ذهبيتين في ألعاب المحيط الهادئ في ساموا ، وانتقد هذه المشاركة رئيس دولة ساموا شخصيا، ورئيس وزراء ساموا ، باعتباره فوز غير عادل .
وسنة 2020 ، فاز بالميدالية الذهبية في كأس العالم لرفع الأثقال في روما، إيطاليا، وتم اختياره للمنافسة في الألعاب الأولمبية الصيفية النسائية لنفس السنة، وكان أول رجل متحول جنسيًا تتنافس في الألعاب الأولمبية، وفي 21 يونيو 2021 ، أكدت اللجنة الأولمبية النيوزيلندية (NZOC) أنه تم اختيار هوبارد للفريق الأولمبي النيوزيلندي للتنافس في فئة +87 كيلوغرام للسيدات، الأمر الذي جعل هوبارد أول رياضي متحول جنسيًا يتم اختياره للتنافس في رفع الأثقال في الألعاب الأولمبية.
هذا الفوز الغير العادل لذكر متحول في رياضة نسائية بل فوز ساحق في الكثير من المنافسات ، أشعل فتيل النقاش المجتمعي الحاد ، خصوصا بعد انتقاد القرارات السابقة من قبل النساء المتنافسات جنبا الى جنب مع النيوزيلندي هوبارد.
طالبت مجموعة نسائية من نيوزيلندا السلطات الرياضية بوضع حد للمنافسة “الغير العادلة”، وطالبت مجموعة الضغط المسماة
“Speak Up For Women” ، ومقرها نيوزيلندا ، والتي تدعو إلى تصنيف الرياضة حسب الجنس وليس الهوية الجنسية، اللجنة الأولمبية ووزير الرياضة “الدفاع عن رياضة المرأة” الخروج والحديث عن الأمر، حيث قالت المجموعة أن النيوزيلنديين يعرفون أن تنافس الذكور في رياضة المرأة أمر غير عادل بشكل صارخ.
Comments 1