Transcendence فيلم خيال علمي وفلسفي يتعمق في طبيعة البشرية، والذكاء الاصطناعي، والمستقبل المحتمل للتطور البشري . الفيلم من إخراج والي فيستر وبطولة جوني ديب . من أكثر الغاز التي حيرت البشر منذ قدومهم لهذه الارض ليس لغز نشوء الحياة وليس لغز الوجود ولا الكون , ولكن لغز واحد وهو الموت , لغز الموت طرحت حركت جدل و افكار ومقولات ان وضعتها في اوراق ستحتاج الى عمارة من عشر طوابق لتصفها فوق بعها البعض , وواحدة من تلك الافكار والنظريات الحديثة هي هل يمكننا نقل وعي وشخصيته وذاكرته ومشاعره وكل شيء الى حاسوب خارق ودمجه بالذاء الاصناعي قبل وفاته , وبالتالي اذا مات الشخص يض.ل موجودا معنا أين في الحاسوب مثل الذكاء الاصطناعي .
قصة فيلم Transcendence
تدور أحداث فيلم Transcendence حول الدكتور ويل كاستر، وهو عالم بارز وباحث في مجال الذكاء الاصطناعي، عمل كاستر يركز على تطوير ذكاء اصطناعي خارق يمكن يمكنه الدمج بين والعي والمعرفة البشرية والقدرات الحسابية للآلات . يعمل كاستر مع زوجته إيفلين (ريبيكا هول) وزميله المقرب ماكس ووترز (بول بيتاني) على دفع حدود أبحاث الذكاء الاصطناعي ، لتجاوز القيود البشرية التي تعيق التقدم العلمي . لكن الرحلة نحو تطبيق هذا المشروع انتهى بكارثة هي أقرب لفيلم رعب قد يكون يوما ما حقيقي أمام كل هذا التطور العلمي وخصوصا الابحاث التي يجريها ايلون ماسك حول شريحته الدماغية .
الحبكة فيلم Transcendence
تدور أحداث قصة فيلم Transcendence في المستقبل القريب حيث تعمل التطورات التكنولوجية على تحويل المجتمع بسرعة . الدكتور ويل كاستر شخصية معروفة في المجتمع العلمي . ومشروعه الطموح ، الذي يسعى لخلق آلات ذات إحساس ووعي ذاتي، يجعله هدفًا لجماعات متطرفة مناهضة للتكنولوجيا . هذه المجموعة، المعروفة باسم RIFT تطالب (بالاستقلال البشري عن التكنولوجيا)، تنظر للذكاء الاصطناعي كتهديدً وجوديً للإنسانية .
الشخصيات وصراعاتها
ابطال فيلم Transcendence ثلاث شخصيات الدكتور ويل كاستر , إيفلين كاستر , اكس ووترز .
**الدكتور ويل كاستر** يجده الممثل لشهير جوني ديب , وهو العالم صاحب الرؤية الذي يحلم بإنشاء ذكاء اصطناعي يمكنه حل أعظم تحديات البشرية . يظهر في البداية امام الجميع ذلك العالم المثالي ذو النوايا العلمية النبيلة .
**إيفلين كاستر**، تجسدها الممثلة ريبيكا هول، وهي هي زوجة ويل وزميلته في العمل . إيفلين عالمة طموحة ذات مشاعر رقيقة ومتعاطفة، اكثر ما كان يحفزها هو الحب والرغبة في مساعدة ويل للوصول الى هذه النبيل .
**ماكس ووترز**، يلعب دوره الممثل بول بيتاني، يقدم ماكس نقطة مقابلة لرؤية ويل وإيفلين. كعالم وصديق لويل، يؤمن ماكس بإمكانات التكنولوجيا ولكنه يخشى من عواقب تجربة ويل التي كان منذ البداية خائفا ومتوجسا منها. وكان دوره في الفيلم مثل الضمير الحي الذين يكون وسطا بين التفكير المادي والتفكير العاطفي
في احدى مراحل الفيلم يتعرض كاستر لعملية اغتيال من هجوم تبنته منظمة RIFT . لم يكن الجرح قاتلا لكن تم اكتشاف ان الرصاصة كانت ملوثة بالإشعاع ، وهنا عرف الجميع أن نهايته قد اقتربت ولم يبق له سوى أيام قليلة في الحياة , لكن قبل وفاته تتحذ زوجته إيفلين قرارًا لم يفكر فيه أحد عبر التاريخ : قبل وفاته بأيام قررت تحميل وعي ويل في جهاز كمبيوتر كمي كانا بقومان بتطويره معًا تماما مثلما نقوم بتحميل الملفات من بطاقة الذاكرة الى الحاسوب .
ما نحس به في تلك اللقطة ليس مجرد تمثيل مثل “فرانكشتاين” , الغطرسة العلمية التي خرجت عن السيطرة وخلقت لنا الوحش الاسطوري فرانكنشتاين ، بل قصة زوجة حزينة مترددة في التخلي عن شريكها وتحاول إطالة حياته ولو بشكل مصطنع .
تجربة نقل وعي ويل
في البداية طبقوا التجربة على قرد يحتضر وقامو بتحميل كل محتويات دماغه للكمبيوتر . الصادم ان الفكرة نجحت بالفعل وهنا كانت الخطوة التالية: تطبيق التجربة على إنسان لكنت اولى شروط التجربة الحصول على انسان يحتضر وكان هذا الشخص هو ويل . وكان كذلك نجح الامر وكانت صدمة لا توصف وعي انسان وروحه في حاسوب
كان التواصل بين النسخة الرقمية من ويل مع إيفلين وصديقه ماكس شبه طبيعي في اللحظة التي عاد للحياة رقميا, وكان يبدو أن هذا الروبوت تشبع بشخصيته وذكرياته ومشاعره . كان هذا الامر جميل ومليئ بالمشاعر ان ترى حبيب على قلبك يعود للحياة في جهاز تكنولوجي الفارق الوحيد أنه بلا جسد , أي أنه حرفيا نسخة رقمية من الروح .
الى حدود هذا المشهد من فيلم Transcendence ، بدء هذا الكيان الجديد في التطور وتوسيع قدراته الفكرية ، أصبح يظهر نوع غريب من التفكير منذ الوهلة الاولى امتلك قدرة جبارة سمحت له باختراق كل بنوك وبوصات العالم اصبح قادر على الولوج الا نظام كيفما كان في العالم سواء وزارة دفاع دولة أن نظام غرف الفنادق كان قادرا على شراء أفخم شقة أو قصر في اي مكان في العالم . لكن في مرحلة من الفيلم بدأ يفكر هذا الكيان في إنشاء يوتوبيا تكنولوجية .
امتلاك وعي ذاتي شرير
بدأ في تطوير تكنولوجيا النانو، ليستخدمها في إنشاء نظام بيئي مستقل متجدد وخالد يعتمد على الطاقة الشمسية . هذه اليوتوبيا التكنولوجية او بوصف اقرب للاذهان الجنة يقوم فيها بعكس الضرر البيئي وشفاء المرضى كيفما كان مرضهم ، بل ويخلق جيشًا من البشر المعززين بالنانو اهم ما يميزهم انهم لا يموتون ولا يشيخون , لكن وعيهم متصل بشبكة الذكاء الاصطناعي التي يسيطر عليها ويل.
اخطر ما جذبني بصراحة في الفيلم هو حين أصبح ويل أكثر تحكمًا وقدرة ، لدرجة انه كان يراقب حبيبته باستمرار من شاشات الكمبيوتر بل وكان يعرف بالضبط مشاعرها واحاسيسها بل كان منغمسا في تفكيرها . وهذا ما ذكرني بجملة قالها احد افراد الجمهور حين كان ويل يلقي محاظرة له لتقديم فكرة المشروع , احد الحظور نهض من مكانه وقال له انت بكل بساطة تريد خلق الاله
الموضوعات والأسئلة الفلسفية
يثير فيلم Transcendence الكثير من الأسئلة الأخلاقية والفلسفية حول مستقبل التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وجوهر الإنسانية . هذه الاسئلة قد يطرحها الناس من كافة الطبقات والمستويات الفكرية سواء في العمل ف المقهى في الشارع في القنوات التلفزية , أحد الموضوعات المركزية في الفيلم هو مفهوم **الهوية والوعي**. عندما يتم تحميل عقل ويل في الآلة، هل لا يزال عنده “إرادة”؟ أم أنه مجرد محاكاة للشخص الذي كان عليه ذات يوم قبل وفاته ؟
يشير فيلم Transcendence إلى أن الوعي البشري في في الحقيقة أكثر من مجرد بيانات وارقام محفوضة في الخيالا الدماغية كما يدعي اصحاب الوجود المادي اي ان الحياة ما هي سوى عن عشوائية والكائنات ما هم سوى لحم وعظم وحثالات كيميائية لا روح لها والحب ما هو سوى كيمياء في الدم والتفكير ما هو سوى نشاط في الخلايا أي ان الانسان بصريح العبارة مجرد الة لا غير لا حرية له ولا ارادة ؛ يوضح الفيلم إن الوعي شيء جوهري للوجود البشري ، و لا يمكن يكون قابلاً للماثلة من خلال الوسائل التكنولوجية الحديثة سواء الان او بعد مئات السنين .
مخاطر الذكاء الاصناعي
هناك سؤال عميق جدا طرحه فيلم Transcendence ومؤكد ان الكثير منكم سبق لهم ان طرحوه وانا ايضا هذا السؤال هو **ما هي مخاطر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي الذي لا حدود لتطوره **. ففي البداية بمجرد تحميل وعي ويل الى ذلك الحاسوب ، بدأ في ذات اللحظة بجمع قدر هائل من المعلومات بحكم انه متصل بالانترنت ، وسرعان ما سيطر على الشبكات العالمية . من أخطر ما استطاع فعله ويل الرقمي هو تطوير قدرات طبية غريبة عن طريق اللعب بالجزئيات سمحت له بعلاج عدة امراض يستحيل الشفاء منها بل واستطاع بهذه التقنية صناعة الاطراف المبتورة مثل ما يحدث في الكثير من الحيوانات كالضفادع .
ويل لم يقم بتحميل نفسه ، بل قام اشخاص اخرون بتحميله وهم زوجته وصديقه , وكما نعلم جميعًا، هناك فكرة تقول انه حين يتم تدمير جسم مادي ثم إعادة تجميعه في شكل آخر، يحتفظ بجوهره الأصلي اي الروح والوعي ، لكنه شكليا ليس هو نفسه , والفكرة تحس انها قريبة جدا من عقيدة التناسخ في الهندوسية والبوذية حيث يأخذ الميت شكلا اخر بعد وفاته فضع او جرذ او بقرة يختلف الشكل لكن الروح هي روح فلان . هنا أتذكر نهاية فيلم “الذكاء الاصطناعي” لستيفن سبيلبرج وستانلي كوبريك، ذلك الفيلم رائع بكل المقايسس ويحاول ان يميز بين الشخص الفعلي الحقيقي الذي يقف أماكم الان والصورة المثالية لذلك الشخص .
مع اندماج العالم الحقيقي مع العالم الافتراضي، يطرح سؤال هل يمكن يصبح الواقع الحقيقي مجرد ذيل وتابع للعالم الافتراضي ؟ هل الذات او الروح الرقمية التي ننشئها عبر الإنترنت هي امتداد حقيقية لنا كبشر ، أم أنها بمجرد التحول والانتقال تكتسب حياتها وارادتها خاصة؟ مثل هذه التساؤلات التي من الممكن ان ترسلك الى عيادة ذب نفسي تناولتها عدة روايات وأفلام مثل “الماتريكس” وفيلم ”هي”
من الافلام الاخرى المشابهة لفيلم “Transcendence” هو فيلم فلات لاينرز هذا الفيلم يتحد عن فرضية علمية غريبة ومرعبة جدا حيرت العلماء والفلاسفة لمئات ولالاف السنين ومازالت وهي ماذا يرى الانسان في اللحظة التي يموت فيها , ماذا يرى ماذا يسمع بماذا يحس , الجميل في الموضوع أنني خصصت حلقة كاملة لهذا الفيلم ها هو امامك اضغط عليه الان وشاهده
ذروة الأحداث والمعضلة الأخلاقية
تبلغ ذروة Transcendence عندما تدرك إيفلين أنها لم تعد تستطيع الوثوق بالنسخة الرقمية من Will. على الرغم من رغبتها في الاعتقاد بأنه زوجها، إلا أنها لا تستطيع تجاهل العلامات التي تشير إلى أنه تجاوز القيود البشرية، مما أدى إلى فقدان التعاطف والاعتبار الأخلاقي. إيفلين، التي تمزقت بين حبها لويل وخوفها مما أصبح عليه، قررت في النهاية المساعدة في إيقاف الذكاء الاصطناعي. يمثل هذا القرار جوهر القصة العاطفي، حيث يجب على إيفلين التخلي عن الرجل الذي أحبته من أجل منع قوته غير المقيدة من استهلاك البشرية.
في النهاية، تعمل الحكومة وRIFT معًا لإطلاق فيروس كمبيوتر مصمم لتعطيل نظام الذكاء الاصطناعي الخاص بويل. ينجح هذا الفيروس في النهاية، ولكن ليس بدون تضحيات. تصاب إيفلين نفسها بالتكنولوجيا النانوية، وفي لحظاتها الأخيرة، تتمكن من الاتصال بويل للمرة الأخيرة، وتجد بعض الراحة في معرفة أن أحلامهما المشتركة قد انتهت.
نهاية فيلم Transcendence تترك للمشاهدين أسئلة أكثر من الإجابات. لا يقدم الفيلم رسالة واضحة حول مستقبل التكنولوجيا؛ بل إنه يدعو الجمهور إلى التفكير في عواقب الطموح غير المقيد بالاعتبارات الأخلاقية. وفي حين حقق الذكاء الاصطناعي الذي ابتكره ويل تقدمًا غير مسبوق في العلوم والتكنولوجيا، فقد جاء ذلك بتكلفة شملت الحرية الشخصية والنزاهة الأخلاقية، وفي نهاية المطاف الحياة البشرية.
تشير المشاهد الأخيرة إلى أن رؤية ويل للتفوق التكنولوجي ربما لم تُمحى بالكامل. لا يزال هناك بعض التكنولوجيا النانوية المتبقية، مما يشير إلى أن رحلة البشرية مع الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة لم تنته بعد. تعزز هذه النهاية الغامضة فكرة أن التقدم التكنولوجي أمر لا مفر منه ولكن يجب التعامل معه بحذر واحترام للقيم الإنسانية.
تأثير ونقد فيلم Transcendence
تلقى فيلم Transcendence مراجعات متباينة عند إصداره، حيث أشاد بعض النقاد بموضوعاته المثيرة للتفكير وانتقده آخرون بسبب وتيرة الأحداث وتطور الشخصيات. ومع ذلك، يظل الفيلم مدخلاً مهمًا في نوع الخيال العلمي التخميني، حيث يقدم منظورًا لمستقبل الذكاء الاصطناعي والمعضلات الأخلاقية التي تأتي معه.
في عصر يستمر فيه الذكاء الاصطناعي في التطور، يعمل فيلم *Transcendence* كقصة تحذيرية واستكشاف لرغبة البشرية في تجاوز حدودها. تتحدى قصة ويل كاستر ورحلته نحو الخلود الرقمي الجمهور للتفكير في تكلفة مثل هذه التطورات.
مقالة أخرى. : نظرية تحسين النسل : يوم أراد العلماء خلق إنسان جديد
Comments 1