النفايات الفضائية , الكارثة التي قد تدمر البشرية لو صعدت لسطح منزلك او جلست في باب كوخ في الريف في ليلة صافية ونظرت الى السماء , ستلاحظ أن السماء والفضاء نظيف وصافي صح , هذا ظاهر الامر لكن الحقيقة ولكن الحقيقة الصادمة ان مدار الكرة الارضية مليء بالقمامة والزبالة

في 24 أبريل عام 1996، أطلقت منظمة الدفاع ضد الصواريخ الباليستية Ballistic missile defense organization في الولايات المتحدة قمرًا صناعيًا عسكريً هدفه المراقبة بالأشعة تحت الحمراء ، ووضعته في المدار باستخدام صاروخ ديلتا 2 Delta II. بعد نحو سنة، وتحديدًا في حديقة في تولزا في ولاية أوكلاهوما؛ فوجئت لوتي ويليامز Lottie Williams
بشيء يصدم كتفها ، يتبين ان الجسم الذي سقط هو قطعة من الألياف الزجاجية والألمنيوم طولها نحو 15 سنتيمتر. بعد ذلك مباشرة سقط بقايا حكام المرحلة الثانية من إطلاق صاروخ ديلتا 2 على بعد مئات الأميال من مكان ويليامز . هذا الحدث أصبحت ويليامز أول شخص في التاريخ الذي يضربه حطام فضائي ومازال الى اليوم الشخص الوحيد في التاريخ الذي جرت معه هذه الحادثة . وحسب وكالة ناسا سنويا يتم ارسال اكثر من 100 طن من النفايات الفضائية إلى الأرض ، وغالبية هذه النفايات تسقط في المحيطات لذلك لا نلاحظ وجودها ولا نشعر بخطرها
اطلاق محطة سبوتنيك وبداية صراع الفضاء

منذ بداية منتصف القرن الماضي في الحرب الباردة وفي سنة 4 أكتوبر 1957 شهد العالم قفزة تاريخية في مجال الفضاء وهي عندما أطلق الاتحاد السوفياتي أول قمر صناعي للفضاء سمي سبوتنيك-1 وبالمناسبة هذه المركبة الفضائية ايست بالهم المهول الذي نراه الان بل كانت بحجم كرة قدم ، أشعل هذا الحدث الصحف العالمية حيث شكل الخبر صدمة للقادة السياسين في أمريكا , واصبح حديث الساعة في كل مكان , وهذا كان فتيل أشعل حملة سباق كبيرة لغزو الفضاء بين أمريكا والاتحاد السوفياتي , حيث مولت أمريكا الكثير من ابحاث وبرامج الفضاء بملايين الدولارات ودفع هذا الامر الكونغرس الامريكي لإنشاء الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء ، وهي وكالة ناسا ,
مع هذه الحرب الباردة لغزو الفضاء بدأ مصطلح غريب بالظهور بين العلماء وبالخصوص علماء الفلك وهو مصطلح المخلفات الفضائية
وفي مطلع الستينيات ، كان هناك مشكل كبير يهدد الولايات المتحدة وكانت متخوفة منه بشدة , وهي خوفها من أن يقدم الاتحاد السوفياتي او أي عدو اخر لها بقطع خطوط وكابلات الاتصال والانترنت التي تمر عبر المحيطات والتي تستعملها للتواصل مع قواتها المتمركزة في الكثير من بقاع العامل والخطوط الامامية المشتعلة , قررت أمريكا التفكير خارج الصندوق وابتكار وسيلة تواصل جديدة مع قواتها حول العالم لا تكون مهددة من الاعداء ،

حيث ظهرت فكرة عرفت باسم مشروع ويست فورد Project West Ford هدف هذا المشروع الغريب هو لإطلاق أكثر من 480 مليون إبرة نحاسية صغيرة في الفضاء لتشكيل غلاف أيونوسفير Ionosphere صناعي للأرض ترتد عنه موجات الراديو بشكل أفضل .
بعد إطلاق أول حزمة من ملايين الإبر في الفضاء تم الغاء المشروع بعد التفكير مليا في الاضرار التي سيسببها في الفضاء أي ارسال ملايين الجسيمات المعدنية الصغيرة التي ستدور في مدار الارض بالاضافة لوعيهم أن التطور السريع للتكنولوجيا بين أن الفكرة ستصبح قديمة جدا بعد سنوات قليلة فقط
من أين تأتي النفايات الفضائية وكيف تنشأ
هذا السؤال بصراحة سيجيب على سؤال اخر هو عندما يصعد الصاروخ للفضاء ثم ينفصل المكوك عن الصاروخ ؟ اذا أين يذهب ذلك الصاروخ هل يضيع في الفضاء الامنتهي هل يسقط لى كوكب ما ؟

هذا هو الجواب صديقي عندما يتم ارسال اقمار اصطناعية بواسط الصواريخ تصل للفضاء ويأخذ القمر الصناعي مداره فلا يبقى للصاروخ اي وضيفة فماذا يحدث يتحول لخردة فضائية هي ايضا تدور حول مدار الارض , لكن الصدمة لا يتم ارسال صاروخ واحد للفضاء بل تم عشرات الصواريخ كل واحدة ومهمتها , وكلها تدور في مدار الارض وبين الفينة والاخرى تصطد بعض اجزاء تلك الصواريخ ببعضها البعض بسرعة رهيبة تصل ل 24,000 كم/س، وذلك الاصطدام العنيف بدوره يخلف الاف القطع المعدنية الصغيرة والمتوسطة التي هي بدورها تبدأ في الدوران حول مدار الارض
وفقط لعلمكم المخلفات الفضائية لا تقتصر فقط على حطام بقايا الصواريخ والأقمار الصناعية التي تنتهي مهمتها ، بل ايضا هناك بقايا قشور طلاء المركبات الفضائية ، ووقود متجمد، والكثير من القطع المعدنية و المسامير ، والكثير من الاشياء
وحسب وكالة ناسا فهناك أكثر من 20000 قطعة خردة معروفة و متعقبة لدى العلماء تدور حول الأرض بسرعة 24,000 كم/س ،
المخلفات الفضائية تشكل خطر على الاقمار الاصطناعية
وكمثال على ذلك هو ما حصل في سنة 2007 ، حيث قامت الصين بأطلاق قذيفة كبيرة جدا و فائقة السرعة على قمر صناعي للطقس والهدف من هذه التجربة هو اختبار تقنية ابتكرتها الصين مضادة للأقمار الصناعية ، ما حدث هو ان تجربة الاطلاق نجحت فعلا وتسبّب في تكوّن 3000 قطعة معدنية يمكن تعقبها في مدار الأرض . بعدها بسنتين فقط اي عام 2009 ، كان هناك قمر صناعي عسكري روسي اسمه كوزموس خارج الخدمة موجود في الفضاء وعليه كان من المفترض أن يتم سحبه بواسطة قمر الاتصالات الصناعي الأمريكي إيريديوم لمسافة تقارب 600 متر ، ولكن ما حادثة هو انهما اصطدما ببعضهما وخلف الاصطدام 2000 قطعة معدنية تسرح تمرح في مدار الارض
تلك الخردة الفضائية تشكل خطر كبير على محطة الفضاء الدولية باعتبارها أكبر جسم فضائي صنعه الإنسان ، بسرعة تقارب 7.66 كيلوكتر في الثانية . بالاضافة الاقمار الاصطناعية التي تدور في الفضاء سواء العسكرية او اقمار الطقس او اي نوع من الاقمار الاصطناعية لانه ممكن اصطدام شضية معدنية صغيرة بقمر صناعي بتلك السرعة الرهيبة الى تحطمه بالكامل , وهناك قطع صغيرة حجا اذا أصطدمت بالمكوك الفضائي قد تسبب ثقوب عميقة في جسم المكوك وقد تفجر نوافذها او تفجير مشعاعات التبريد والعوازل الحرارية مما يعرض حياة رواد الفضاء للخطر

قبل حوالي شهرين فقط من الان وفي مقال تم نشره على موقع sciencealert ، كانت محطة الفضاء الدولية قريبة جدا من الاصطدام بمجموعة من المخلفات الفضائية التي كانت ستسبب ضرر هائل للمحطة حيث استطاع رواد الفضاء تغيير المدار لتجنب الاصطدام , والشيء المثير انه خلال 23 سنة منذ اطلاق محطة الفضاء الدولية كادت ان تتعرض لثلاثين حادثة تصادم مسجلة ، ثلاث من هذه الحوادث حصلت لوحدها في عام 2020 , في ماي من سنة 2021، تعرضت المحطة الفضائية لتصادمٍ أدى إلى حدوث فجوة يصل عمقها إلى خمسة مليمترات في المحطة.
تمكنت شبكة المراقبة الفضائية في الولايات المتحدة من رصد أكثر من 13 ألف جسم بقطر أكبر من 10 سنتيمترات يدور حول الارض بعدما كان عددها سنة 2000 9000 جسم . يصل وزنها مجتمعةً لنحو 5,500 طن . تخيل 5000 طن من المخلفات المعدنية فوق رأسك قد تسقط عليك في اي لحطة رغم أنها قد تحصل مرة في عشرة مليون ولكن احتمال سقوطها عليك يوما ما قائم , لانها تسقط كل يوم في المحيط لهذا لا نراها ولا نحس بالامر وخطورته حيث أن أكثر هذه المخلفات الفضائية تسبح على ارتفاع بين 885 و1000 كيلومتر تقريبًا ،