من قتل القذافي؟ وكيف قتل ؟ هناك الاكثير من الاسئلة العميقة التي مازالت تطال قصة اعدام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي بعد مرور اكثر من 11 سنة على مقتله على يد الثوار الليبين , في هذه المقالة سنتعرف على مراحل بداية الثورة الى لحظة مقتل القذافي .
في تاريخ 29 سبتمبر/ 2012، نشرت صحيفة “لا كوريري ديلا سيرا” الإيطالية تحقيقا نتيجته أنّ القذافي لقي مصرعه على يد “جاسوس أرسله الرئيس الفرنسي وقتها نيكولا ساركوزي.
و هناك مصادر تقول أن القوى الأجنبية لحلف شمال الأطلسي (الناتو) قد خططت مع سبق الإصرار لهذا السيناريو الذي حدث في ليبيا؟
“بعد لحظات الضربة الأولى للطائرة الأميركية بدون طيار، أسقطت مقاتلات الناتو الفرنسية، بما في ذلك “ميراج 2000” قنابل على القافلة التي كانت تحاول شق طريقها تحت نيران المتمردين على الأرض، في توقيت ثورة الغضب الليبية.
أخطر خمس مجرمين عرفهم التاريخ البشري
وهناك نظريات مؤامرة سائدة في العالم العربي التي تقول إن القذافي اغتيل من عناصر تابعة لإحدى الدول العربية أو ربما حتى من المخابرات الفرنسية.
وهناك من يقول أن الليبيين هم من قتلوه ولا توجد احتمالات أخرى”، ويحللون ذلك قائلين أن القذافي كان مستبدا في حكمه.
“فأين الحقيقة بين كل تلك الادعاءات، اليوم جمهور مساحة سوف نروي لكم تفاصيل قصة القذافي، وتحديدا الأحداث المهمة، لماذا قامت الثورة الليبية، كواليس مقتل العقيد، وكيف كانت فترة حكمه وهل استحق العقيد أن يكون منبوذا وأن يلقى هذا المصير؟
” سجن جلداني ” بجورجيا , أحد أسوأ السجون في العالم وأكثرهم رعبا
من ملك ملوك افريقيا الى الاعدام
في 21 أكتوبر 2011 ؛ أعلن الناتو قبلها أنه سينهي مهمته القتالية في ليبيا، تم التقاط اللحظات الأخيرة المروعة للقذافي في مقطع فيديو بهاتف محمول يظهر الزعيم الليبي السابق محاطًا بحشد مسعور من المتمردين. يُرى رجال يمسكون به، ويضربونه بينما يمكن رؤيته في حالة ذهول، يحاول الكلام وينزف بغزارة.
“خير ، خير. شنو فاي؟ ” كانت تلك كلمته عندما سحبه رجال الميليشيات من نفق لتصريف المياه، في مكان ما غرب سرت، ليكمل كلامه “لا بأس ، لا بأس ، ما الأمر؟” يبدو الأمر كما لو أن جارًا غير مرحب به قد أتى يطرق الباب، لكنها كانت الساعة 11:00 صباحًا يوم الخميس 20 أكتوبر 2011، ولم يتبق للرجل الذي حكم ليبيا لأكثر من 40 عامًا سوى لحظات قليلة ليعيش.
في بداية الثورة هروب من طرابلس، الأمر الذي دفعه إلى أيدي المتمردين بعد أشهر قليلة من بدء تدخل الناتو، تجول العقيد في مدينة سرت، من حي إلى آخر ، من شقة إلى أخرى. ويرافقه مجموعة من مؤيدينه، من بينهم ابن عمه منصور ضو قائد الحرس الشعبي ، ووزير دفاعه أبو بكر يونس جابر.
في 20 غشت : بعد مغادرتهم حي دمشق حيث لجأوا إليه بعد سقوط مقر باب العزيزية، توجه القذافي ورجاله أولاً إلى بني وليد. المدينة الموالية للقذافي والتي كانت أكثر أمانا من الطريق الساحلي الذي تسيطر عليه الميليشيات الثورية. لم يواجهوا مقاومة كبيرة.
في النهاية وصلت القافلة إلى سرت دون أي متاعب.
حادثة غريبة , إدانة امرأة بقتل زوجها بعدما كرر ببغاء آخر كلمات الزوج في المحكمة
بدأت عملية البحث الأخيرة عن القذافي في “سرت”، مسقط رأس الزعيم الليبي السابق وكانت واحدة من معاقل الموالين الأخيرة لنظامه.
العثور على القذافي في نفق صرف صحي
عندما أطاح المتمردون بسرت، قامت طائرة أمريكية بدون طيار، تم تشغيلها عن بعد من لاس فيغاس بتبليغ الناتو إلى هروب قافلة مؤلفة من 80 سيارة. وسرعان ما ردت الطائرات المقاتلة الفرنسية بغارة جوية أسقطت اثنتين من السيارات. قيل وقتها أن المقاتلين الفرنسيين قد أشعلوا النيران في سيارة القذافي، ولكن عندما تدفق المتمردون عليه . أخبروا مراسل bbc أن الزعيم السابق كان يختبئ في أنبوب تصريف وليس في سيارته.
لقد اكتشفوا وجوده قبلها [في أنبوب الصرف] قبل الساعة 12 ظهرًا بقليل. أخرجوه من الحفرة، وحكى أحد المقاتلين أن معمر القذافي قال له، ‘ماذا فعلت بك؟” .
في مقطع فيديو آخر ظهر و القذافي يكرر مرارًا وتكرارًا عبارة “حرام عليك”.
سفينة الاشباح المرعبة , القصة العثور على سفينة وجثة الكابتن في مكتبه
قيل أن الرصاصة القاتلة التي قتلت القذافي أطلقها شاب يرتدي قبعة بيسبول عليها شعار يانكيز . بعد ذلك تم تصويره وهو يلوح ببندقية القذافي الذهبية.
سقوط نظام ليبيا بأبشع صورة
أما عن سيف الإسلام نجل القذافي، والذي لعب دورًا بارزًا في استفزاز المتمردين خلال الثورة التي استمرت سبعة أشهر. كانت هناك تقارير تقول أنه تم القبض عليه أو قتله، لكن هناك تقارير أيضًا أنه كان يفر جنوبًا في الصحراء الكبرى إلى النيجر. تم التأكد من مقتل المعتصم، أحد أبناء القذافي الآخرين . وبعدها ظهرت على شاشة التلفزيون الليبي لقطات مصورة لجثة معتصم القذافي . والتي أجرى تشريحها لتحديد سبب وفاته، وفقا للتلفزيون الليبي. كما ماتت إلى جانب القذافي بعض من حارساته سيئات السمعة – اللاتي كان يشار إليهن في كثير من الأحيان باسم حراسه الشخصيين من أمازون . استخدم المسؤولون الأمريكيون وقتها مصادر موثوقة لتأكيد الحقائق. تم استخدام نفس تقنية التعرف على الوجه المستخدمة للتعرف على أسامة بن لادن للتأكد من أن صور الوفاة كانت في الواقع للقذافي .
الخطة باء لمنع عدوى الثورة ضد معمر القذافي
عندما بدأت رياح الثورة تهب على العالم العربي من تونس في ديسمبر 2010، لم تكن ليبيا على رأس قائمة معظم الناس “من التالي”. قرر القذافي تحصين نفسه من النتائج المحتملة فقرر اتخاذ بعض القرارات التي يمكن أن تقوي شأنه مع شعبه:
١.لقد أعاد توزيع الثروة – على الرغم من أنه كان من الصعب تجاهل إثراء عائلته من عائدات النفط والصفقات الأخرى . وتم إعادة التوزيع بروح شراء الولاء أكثر من تعزيز المساواة.
٢. لقد اهتم بالأشغال العامة الكبرى مثل مشروع النهر الصناعي العظيم وهو مسعى ضخم مستوحى من تقنيات شراء المياه البدوية القديمة، التي جلبت المياه العذبة من طبقات المياه الجوفية في الجنوب إلى الشمال الجاف لبلاده.
٣.حاول كذلك كسب ولاء المنفيين، من خلال اعطاءهم ضمانات لفهم أنه يمكنهم العودة دون مواجهة الاضطهاد أو السجن.
٤. عندما انتشرت الدعوات الأولى لـ “يوم الغضب” الليبي ، تعهد القذافي – بكل جدية على ما يبدو – بالاحتجاج مع الشعب، تماشيا مع أسطورة كونه “شقيق قائد الثورة” الذي تخلى عن السلطة منذ فترة طويلة للشعب.
٥. اتضح بعدها أن الأمر كان يشبه تمامًا كما تمت الإطاحة بمبارك وبن علي في تونس . و أقوى من أن يقاوم ثورة الشعب الليبي، خاصة في الشرق الممولة من الخارج من قبل حلف الناتو والقوات الفرنسية.
كيف يمكنك وصف شخص مثل العقيد معمر القذافي بشكل مناسب؟ خلال فترة امتدت لستة عقود . ظهر الزعيم الليبي على المسرح العالمي بأسلوب فريد من نوعه، وشهدت فترة حكمه انتقاله من بطل ثوري إلى منبوذ دوليًا . إلى حاكم استراتيجي له قوته ثم إلى منبوذ مرة أخرى . لقد قدم عددًا لا يحصى من العروض الاستعراضية في التجمعات العربية والدولية . ولم يبرز فقط بملابسه الغريبة، ولكن أيضًا بخطابه الفظة وسلوكه غير التقليدي.
ارخص فندق في العالم , الليلة بدولار واحد !!
في أوائل السبعينيات، كان معمر القذافي ضابطًا شابًا وسيمًا وجذابًا. و كان تلميذًا متحمسًا للرئيس المصري جمال عبد الناصر، حتى أنه تبنى نفس الرتبة العسكرية، وروج لنفسه من نقيب إلى عقيد بعد الانقلاب) . بدأ القذافي أولاً في معالجة الإرث الاقتصادي غير العادل للهيمنة الأجنبية . بالنسبة لناصر، كان كنزه هو قناة السويس. أما بالنسبة للقذافي، كان النفط . تم اكتشاف احتياطيات كبيرة في ليبيا في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، لكن الاستخراج كان تحت سيطرة شركات البترول الأجنبية . التي حددت الأسعار لصالح المستهلكين المحليين واستفادت من نصف الحصة من الإيرادات. وطالب القذافي بإعادة التفاوض بشأن العقود، مهددا بوقف الإنتاج إذا رفضت شركات النفط.
لقد تحدى بشكل لا يُنسى المديرين التنفيذيين للنفط الأجانب بقوله لهم “الأشخاص الذين عاشوا بدون نفط لمدة 5000 عام يمكنهم العيش بدونه مرة أخرى لبضع سنوات من أجل الحصول على حقوقهم المشروعة”.
نجحت المناورة وأصبحت ليبيا أول دولة نامية تحصل على حصة أغلبية من عائدات إنتاجها النفطي. سرعان ما اتبعت دول أخرى هذه السابقة وبدأت طفرة البترول العربية في السبعينيات . كانت ليبيا في موقع ممتاز لجني الفوائد. مع مستويات الإنتاج المطابقة لدول الخليج . وواحدة من أصغر السكان في إفريقيا (أقل من 3 ملايين في ذلك الوقت)، جعل الذهب الأسود الثراء يدخل بسرعة إلى الليبين.
ولد معمر القذافي لأبوين بدو رحل في عام 1942، وكان بالتأكيد رجلًا ذكيًا وواسع الحيلة، لكنه لم يتلق تعليماً شاملاً، باستثناء تعلم قراءة القرآن وتدريبه العسكري.
ومع ذلك في أوائل السبعينيات، شرع في إثبات نفسه فيلسوفًا سياسيًا رائدًا طور شيئًا يسمى النظرية العالمية الثالثة . التي حددها في كتابه الأخضر الشهير . تدعي النظرية حل التناقضات المتأصلة في الرأسمالية والشيوعية (النظريتان الأولى والثانية) . من أجل وضع العالم على طريق الثورة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتحرير الشعوب المضطهدة في كل مكان.
قال المحللون أن الكتاب لا يمكن ان يتسبب أن يكون القذافي تحت دائرة الاغتيال أو القتل . إنها ليست أكثر من سلسلة من الخطب اللاذعة العادية . كانت نتيجة نظرية القذافي، التي تم التأكيد عليها بعدم التسامح المطلق مع المعارضة أو الأصوات البديلة . هي تفريغ المجتمع الليبي مع القضاء على جميع بقايا الدستورية والمجتمع المدني والمشاركة السياسية الحقيقية.
ويؤكد الكتاب أن حل مشاكل المجتمع ليس التمثيل الانتخابي – الذي وصفه القذافي بـ “الديكتاتورية”، ولكن كان من خلال بإنشاء لجان شعبية لإدارة جميع جوانب الوجود.
في العالم الموازي للكتاب الأخضر، يُطلق على النظام اسم “الجماهيرية” – وهو مصطلح جديد يلعب على الكلمة العربية للجمهورية . وهو يعني ضمناً “حكم الجماهير”. لذلك انجرفت الجماهير الليبية التي طالت معاناتها إلى حضور المؤتمرات الشعبية التي لا تتمتع بأي سلطة أو سلطة أو ميزانيات . مع العلم أن أي شخص يتحدث خارج دوره وينتقد النظام يمكن أن يسجن بكل بسهولة.
وتضمنت العقوبات القانونية العقاب الجماعي والإعدام لمن ينشر نظريات تهدف إلى تغيير الدستور والسجن مدى الحياة لنشر معلومات تشوه سمعة البلاد . كثرت الحكايات عن التعذيب والسجن لفترات طويلة دون محاكمة عادلة وعمليات الإعدام والاختفاء.
تم اتهام القذافي بالكثير من الاتهامات حيث يقال انه استهدف المنفيين الليبيين الذين قُتل العشرات منهم على أيدي قتلة يُعتقد أنهم ينتمون إلى شبكة استخبارات ليبية عالمية.
1. كان تفجير ملهى ليلي استخدمه جنود أمريكيون في برلين عام 1986 ، وألقي باللوم فيه على عملاء ليبيين.
2.أمر الرئيس الأمريكي رونالد ريغان بشن غارات جوية على طرابلس وبنغازي ردا على مقتل جنديين ومدني وعشرات الجرحى . على الرغم من عدم وجود دليل قاطع غير “الأحاديث” الاستخباراتية على أن ليبيا أمرت بالهجوم . كان الهدف من الانتقام الأمريكي هو قتل “كلب الشرق الأوسط المجنون” . كما وصفه ريغان، ولكن على الرغم من وقوع أضرار جسيمة وعدد غير معروف من القتلى الليبيين.
3. كان تفجير رحلة بان أمريكان 103 فوق بلدة :لوكربي” الاسكتلندية في عام 1988 هي النقطة التي جعلت الغرب يستفزز، لقد تسبب التفحير في مقتل 270 شخصًا في الجو وعلى الأرض . وهو أسوأ عمل إرهابي شهدته المملكة المتحدة على الإطلاق . أدى رفض القذافي الأولي لتسليم الليبيين المشتبه بهما إلى القضاء الاسكتلندي إلى إطالة فترة المفاوضات وعقوبات الأمم المتحدة . وانتهت أخيرًا في عام 1999 باستسلام هما ومحاكمتهما. وسُجن أحد الرجلين . وهو اسمه عبد الباسط علي المقرحي، مدى الحياة، بينما أُدين الآخر.
أدى حل قضية لوكربي حيث اقر بمسؤولية الليبين في هذا الحادث . بالإضافة إلى اعتراف القذافي بتخليه عن البرنامج السري للأسلحة النووية والكيميائية إلى تمهيد الطريق لتدفئة كبيرة في العلاقات بين طرابلس والقوى الغربية في القرن الحادي والعشرين.
عندما رأى القذافي مصير صدام حسين . الذي شنقه العراقيون بعد عملية قانونية بتحريض من الولايات المتحدة . وتعلم هنا درسًا واقعيًا. مع رفع العقوبات الدولية، عادت طرابلس إلى مسار الرحلة السياسية الدولية مما سمح لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير، من بين شخصيات بارزة أخرى بالدخول إلى خيمة البدو الشهيرة التي أقيمت في قصر القذافي.
كان للغرب سياسته عندما قبل هذا الصلح مع ليبيا، وذلك بسبب الصفقات التجارية التي تم برمها مع سلسلة من مصنعي الدفاع الغربيين وشركات النفط في ليبيا.
طوال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين . كان من شبه المؤكد أن تتعطل الإجراءات المعتادة للقمم السنوية لجامعة الدول العربية بسبب تصرفات الزعيم الليبي . سواء كانت إشعال سيجارة أو نفخ الدخان في وجه جاره . أو إلقاء الشتائم على حكام الخليج . أو نصب نفسه “ملك ملوك إفريقيا”.
لقد شهدت الأمم المتحدة أيضًا غرابة العقيد في الجمعية العامة لعام 2009 حيث ألقى خطابًا أطول بساعة وربع من الوقت المخصص له والمفترض انه لمدة 10 دقائق، مما أدى إلى تمزيق وإفساد صفحات من ميثاق الأمم المتحدة أثناء حديثه.
٥. لا تزال الملابسات الدقيقة لوفاته محل نزاع حتى يومنا هنا، وهي ما بين أنه “قُتل في تبادل لإطلاق النار”، أو تم إعدامه بإجراءات موجزة، أو إعدامه دون محاكمة وسحبه في الشوارع من قبل مقاتلين متحمسين للمعركة، ليشهد العالم احتفاءا قويا.