عائشة قنديشة أكثر شخصيات الجن شعبية في المغرب . كل صغير وكبير يعرفها من اسمائها “عيشة مولات المرجة” أو “سيدة المستنقعات” او “لالة عيشة” أو “عيشة السودانية” أو “عيشة الكناوية” ويزعم أنه حتى مجرد النطق بلقبها الغريب والمخيف “قنديشة” يجر اللعنة على ناطقها .
لكن هل هي فعلا جنية او امرأة حقيقة لها تاريخ حقيقي . هذا ما سأعرفكم عليه اليوم في هذا الفيديو
بالطبع انت الان تتسال من هي عيشة القنديشة وهل هي من الجان ام من البشر؟

يدور بين الناس انها امرأة حسناء فاتنة الجمال تغوي الرجال بجمالها وتستدرجهم إلى وكرها حيث تقتلهم فتتغذى على لحومهم ودماءهم إلا أنها تخاف من شيء واحد وهو النار أمامها ، إذن فالسبيل الوحيد للنجاة منها هو ضبط النفس ومفاجئتها بالنار لأنها تعتبر نقطة ضعفها . ويصور التراث الشعبي المغربي عائشة قنديشة مرة على شكل ساحرة عجوز شمطاء وحاسدة تقضي كل وقتها في حبك الألاعيب لتفريق الازواج . ومرة أخرى بشكل يشبه «بغلة الروضة» أو ما يعرف بـ”بغلة المقبرة” . فتبدو مثل امرأة فاتنة الجمال تخفي خلف ملابسها قدمين تشبهان حوافر الماعز او الجمال او البغال . وكل من تقوده الصدفة الى اماكن تواجدها يتعرض لإغوائها . فيذهب ورئها من دون شعور إلى وكرها من دون ان يستطيع المقاومة وهناك تلتهمه بلا رحمة،
هناك عدة فرضيات حاولت ان تشرح هذه الشخصية
فهناك باحث فنلندي درس تاريخ هذه الشخصية العجيبة اسمه وستر ماركوجد . بان الامر يتعلق بمعتقدات تعبدية قديمة، يقول ايضا مارك بان هناك ارتباط غريب بين عيشة قنديشة و بين “عشتار” التي هي الهة الحب لدى شعوب البحر الابيض المتوسط وبلاد الرافدين من القرطاجيين والفينيقيين والكنعانيين وهذه الشعوب كانت تقيم طقوساً للدعارة المقدسة على شرف عشتار . وربما ايضا تكون “عيشة قنديشة” هي ملكة السماء عند الساميين القدامى. وقد اعتقدوا فعلا انها تسكن العيون والانهار والبحار والمناطق الرطبة بشكل عام . لهذا ربما من احد اوصاف عيشة قنديشة هنا في المغرب مولات المرجة اي صاحبة المستنقع .
هناك عدة شخصيات بنفس الاوصاف عائشة قنديشة في تراث شعوب أخرى
مثلا اسطورة النداهة في مصر

إحدى الأساطير المصرية المتداولة في الأرياف المصرية والتي تحكي عن امرأة جميلة وفاتنة الجمال ايضا مثل عيشة قنديشة . تظهر في فترة الظلام الحالك من الليل في الحقول أو عند المصارف المائية والترع ايضا . مثل اسطورة عيشة نفس الاماكن. ثم لتقوم بالنده على أي أحد من المارة والنده اي انه تنادي على الشخص . ثم تقوم بسحره وفي اليوم التالي يجدونه جثة هامدة
غالبًا ما تكون النتيجة النهائية لهذه الحالة هي الجنون أو الموت . حتى أنهم أطلقوا على الأشخاص الذين انتابتهم حالات الجنون بعد لقاء لهم مع النداهة بـ “المندوه”. و فسرت الكثير من جرائم الغرق في الترع والمصارف على أنها من فعل النداهة التي سحرت هؤلاء الناس حتى وقعوا في الماء وأغرقتهم.
ايضا هناك أسطورة أم الدويس في الخليج العربي

فأم الدويس هي ايضا امراة فاتنة الجمال ومتعطرة بافضل انواع العطور التي تجذب اي انسان . تسير في الاوقات حين تكون بمفردها وضحاياها هم الرجال الذين تقوم بإغوائهم لكي يلحقوا بها ثم تقوم بقتلهم . و الاسطورة منتشرة بشكل كبير في منطقة الخليج العربي بشكل عام و الامارات بشكل خاص. و”الدويس” هو تصغير لألة قتل تشبه منجل الحصد و الذي يسمى بــ”الداس” . وتقول الاسطورة ايضا أن قدميها شبيهة لحد كبير اقدام الحمار وعينيها عيني قط. وهذا يتشابه مع أسطورة عيشة قنديشة والتي تشبه أقدامها قدم الماعز والبقر.
واليابان ايضا فيه الاسطورة مشابهة ل عيشة قنديشة

المرأة ذات الفم المشقوق . وهي امرأة يابانية فمها مقطوع من الاذن الى الاذن . يجعل وجهها مخيف جدا .
لهذا فهي تضع كمامة . حيث يحكى أن امرأة ذبحت بأيدي زوجها الغيور . وزوجها كان سامراي ثم عادت مجددا للحياة على شكلها الحالي بروح شريرة . ولترتكب نفس الأفعال التي تعرضت لها في حياتها. من زوجها الساموراي
ولعل القاسم المشترك فيما بينها جميعاً هو عنصر الإغواء الأنثوي وعنصر الرغبة في القتل والجنس وعنصر المكان الذي يكون عادة نائياً وخالياً مثل المستنقع وايضا دائما القاسم المشترك الآخر هو انها تظهر في الظلام. وأيضاً شيوع تلك الأساطير عند سكان القرى وخصوصاً في الوقت الذي يكون فيها ضوء القمر ساطعا في السماء وهذا من قبل ان اختراع المصباح الكهربائي.
ايضا هناك رواية بعنوان “عائشة القديسة” للروائي مصطفى الغتيري استلهمها من اسطورة الجن المغربية عائشة قنديشة تدور حول أربعة أشخاص اعتادوا اللقاء في مقهى وهم الأستاذ والجمركي والممرض و الموظف بالبلدية، هؤلاء الاشخاص كانوا يتكلمون في موضوع عايشة قنديشة في وقت ما بين صلاة المغرب والعشاء، فيأخذنا الكاتب في الظلام الى الشاطئ الصخري حيث توجد الأرواح الشريرة وعلى رأسهم عايشة قنديشة المغربية. والكثير والكثير من الاحداث
وهناك ايضا فيلم تم اقتباسه من اسطورة الجن عيشة قنديشة
في عام 2007 تم عرض فيلم بعنوانBeowulf يستند إلى أسطورة شاعت عند سكان شمال أوروبا أو شعب الفايكنج تتناول امرأة حسناء من جنس الشياطين تنجح في إغواء البطل بيولوف بجمالها حيث تعده بأن يتمكن من إخضاع ممالك عديدة تحت حكمه والنجاح في غزواته إن مارس معها الجنس وهكذا نجحت في مسعاها وأنجبت منه تنيناً لا يعرف عنه شيئاً على مر السنوات إلى أن أتى يوم ظهر فيه التنين ودمر مملكة أبيه بيولوف فأحرقها.
الان اليكم القصة الحقيقة ل عيشة قنديشة
عائشة قنديشة اسمها الحقيقي هو لعائشة الكونتيسة والكونتيسة تعني الاميرة، هي مغربية يرجع نسبها الى عائلة موريسكية نبيلة وكبيرة في الاندلس طردها المسيحيون من الأندلس إبان محاكم التفتيش أوائل القرن السادس عشر حين تم تهجير نحو 275.000 مسلم من المورسكيين،
الموريسكيون أو الموريسكوس هم المسلمون الذين بقوا في إسبانيا تحت الحكم المسيحي بعد سقوط المملكة الإسلامية وتم ترهيبهم و خُيروا بين اعتناق المسيحية أو ترك أسبانيا هجرت الحكومة الإسبانية المسلمين المورسكيين نحو دول شمال أفريقيا وتجاه الشام وتركيا بعد سقوط الأندلس ويوجدون حالياً في الجزائر وتونس والمغرب وليبيا.
هذا الامر كان له اثر كبير على عائشة ومن هنا قررت عائشة الكونتيسة الانتقام لعائلتها فقررت الانتقام مستغلة جمالها الطبيعي. فتعاونت مع الجيش المغربي في محاربة البرتغاليين، وأظهرت شجاعة كبيرة في القتال والمقاومة اي انها كانت امراة مقاومة ، ومحاربة وكانت لها طريقتها الخاصة في القتال ، وهي إغواء المحاربين بجمالها وجرهم إلى الوديان والمستنقعات، حيث كانت تقوم بذبحهم بطريقة مرعبة.
ولما أظهرت عيشة شجاعة باهرة في القتال، خاف البرتغاليون من ازدياد شعبيتها بين الناس وتوسع مناصريها، فروجوا بين الناس البسطاء في ذلك الوقت انها جنية شيطانة ليست بشراً، وأنها تقوم بخطف الرجال إلى وكرها الموحش وتقول بذبحهم واكلهم . وفعلا الناس القدماء البسطاء صدقوا الخدعة وانتم تعرفون ان في البوادي وقبل سنوات ماضية كان الجهل والامية متفشية بين الناس يصدقون اي خرافة تقال .
الكونتسية هو اللقب الحقيقي لهذه المقاومة المغربية
بجمالها الفاتن الذي ميزها عن باقي سكان المدينة، استطاعت «عيشة» أن تخطف لقب«الكونتسية» الذي لا يعني الجنية وإنما الأميرة، وبدل أن يظل اسمها «عيشة الكونتيسة» بين الناس ويبقى اسمها خالدا في تاريخ المقاومين تغير إلى «عيشة قنديشة»، فتحولت من الجميلة، التي حاربت الجيوش دفاعا عن بلدها، الى جنية بحوافر وحش خطير يجول بين القرى وكهوف الجبال
بسبب مقاومتها اكتسبت خبرة ميدانية في القتال والتخطيط، حتى أصبحت هدفا للغزاة. واستشهدت بعد مشاركتها في معركة وادي المخازن سنة 1578 ولكن لم يتم العثور على جثتها.
تعد هذه المعركة حدثا تاريخيا متميزا في تاريخ المغرب الحديث. فهذه المعركة رغم أنها لم تدم إلا أربع ساعات فان ذلك كان كافيا لإكساب المغرب هيبة وسمعة كبيرتين الأمر الذي أخر إستعماره لمدة تجاوزت الأربعة قرون.
ففعلا صدق اينشتاين عندما قال أن شيئا لا حدود لهما الكون وغباء الانسان
ستحب قراءة هذا الموضوع عن أسطورة يابانية ذات الفم الممزق , أسطورة امرأة جميلة نشرت الرعب في شوارع اليابان