أدب المدينة الفاسدة أو ديستوبيا أو عالم الواقع المرير هو مجتمع خيالي، فاسد و مخيف و غير مرغوب فيه . وهو عكس أدب المدينة الفاضلة، وقد تعني الديستوبيا مجتمع غير فاضل تسوده الفوضى، فهو عالم وهمي ليس للخير فيه مكان، يحكمه الشر المطلق، ومن أبرز ملامحه الخراب، والقتل والقمع والفقر والمرض، باختصار هو عالم يتجرد فيه الإنسان من إنسانيته يتحوّل فيه المجتمع إلىٰ مجموعة من المسوخ تناحر بعضها بعضاً.
يعتبر أدب “ديستوبيا” أحد المذاهب الادبية الأساسية والقديمة مثل أدب الطغيان أو أدب المقاومة.. وما حدث من إخفاقات في العالم العربي وخاصة الفشل الذي أحدثه الربيع العربي ، جعل أدب “ديستوبيا” يطفو من جديد على الساحة العربية، وقد تبنى الملتزمون بهذا الأدب تصنيف أدب المدينة الفاسدة لفهم الماَسي التي نعيشها في وقتنا الحاضر. وفي هذه المقالة سنضع قائمة لأهم كتب أدب الديستوبيا:
رواية “اَلة الزمن”
تعتبر رواية “آلة الزمن” لجورج ويلز التي صدرت في أواخر القرن التاسع عشر وتحديداً في عام 1895، من أول الروايات التي كتبت في أدب “ديستوبيا”والتي عكست صورة شديدة القتامة عن المستقبل. كما تبرز الرواية المستقبل المظلم الذي سيعيشه البشر بسبب اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء، الشيء الذي سينتج عنه جنسان من البشر هما “الإيلوي” و”المورلوك”. وهما مجتمعان ينحدران من أصل بشري واحد، لكنهما مختلفان تماما . فالإيلوي جنس بشري متحضر يعيش عيشة آمنة ينعم بثمار الأرض وخيراتها، في حين يعيش المورلوك تحت سطح الأرض في شقاء من دون أن يبصروا نور الشمس. وغدائهم هو جنس الإيلوي.
تحميل رواية آلة الزمن Time machine
رواية “نحن” ل يفغيني زامياتين
تعد رواية نحن من أوائل روايات “ديستوبيا” في القرن العشرين ونشرت عام 1926، وتتكلم عن المستقبل المروع الذي لن تجد فيه ما يسمى بالخصوصية وذلك لان هذه الحضارة بنيت بشكل شبه كامل من الزجاج حتى تتمكن الحكومة من التجسس على الجميع بسهولة تامة.
وفي هذه الرواية تتجلى نوع من العبودية بحيت أصبح المواطنين مجرد أرقام الذكور يملكون أعداداً فردية مسبوقة بحرف ساكن والإناث تملكن أرقاماً مسبوقة بحرف علة. كما فرض عليهم نوعية من الملابس يرتدونها جميعا ويسيرون في خطوات مع بعضهم البعض بطريقة متناسقة كالعبيد .
اضغط هنا: نصائح ذهبية لتنجح في اليوتيوب !!
رواية “عالم جديد شجاع” لأدولف هكسلي
رواية “عالم جديد شجاع” لأدولف هكسلي نشرت عام 1932. وتتناول قضية فلسفية مهمة تتمثل في الخيار بين الحرية والسعادة. وتعكس مخاوفه من هيمنة العلم على الإنسان إلى الحد الذي يجعله يفقد حريته. وقد بين الكاتب في روايته مجتمعاً يستخدم هندسة الجينات والاستنساخ للسيطرة على الأفراد. بحيث يولد الأطفال كلهم بهذه الطريقة ويصممون لينتموا إلى إحدى الفئات الاجتماعية الخمس المحددةسابقا وهم : النخبة، التنفيذيون. الموظفون، وفئتا المخصصين للأعمال الشاقة في المجتمع. وسميت هذه الفئات حسب الأبجدية اليونانية ألفا، بيتا، غاما، دلتا، ابسلون.
رواية “1984” لجورج أورويل
تتمحور رواية “1984”لجورج أورويل التي كتبها عام 1949. حول شخصية القائد “الأخ الأكبر”الذي يسيطر على كل شيء ويراقب كل شخص وتظهر صور الأخ الأكبر في وبوسترات تُعلَّق في كل مكان مع عبارة “الأخ الأكبر يراقبك!”. وفي الحقيقة هو فعلا يراقبك وحتى ان ظننت أنك بأمان وقد تمكنت من الاختباء سيجدك كما انه في كل منزل شاشات قد يظهر فيها الأخ الأكبر في أي لحظة، مخاطباً الشعب بأمور عامة أو خاصة.
وفي رواية أورويل، تختفي المشاعر والأحاسيس ويظهر الناس كأنهم أجساد بائسة تتحرك وفق خطة معينة وهدف معين. وهو إرضاء الأخ الأكبر، كما أن الحب أمر محرم، والزواج والإنجاب أمران مسيّسان تماماً. أي أن الإنجاب لا بد أن يكون بنيّة وهدف خدمة الأخ الأكبر والحزب.
رواية “فهرنهايت 451″ لـ”راي برادبوري”
رواية “فهرنهايت 451″ لـ”راي برادبوري” نشرت سنة 1953 وتعد من الكتب المهمة في الأدب الأميركي. وتروي عن مستقبلاً يحظر فيه الكتب بكل الوسائل وتصبح محرمة وجرم. وتسيطر الحكومة على مواطنيها عن طريق خلق حالة من الفزع وعدم الاستقرار بحيت يعيش شعبها في عالم جديد جريء، حيث يتم وضع السكان تحت طائفة محددة من التوزيع النفسي. كما تتحدث الرواية عن موضوع الحجب والمنع والحد من التفكير. ووجهة نظر الكاتب مختلفة عن ذلك، فهو يعد عمله كاحتجاج على تأثير التلفزيون على الواقع البشري مستقبلاً.
رواية “الرجل الهارب” لـ”ستيفن كينج”
رواية “الرجل الهارب” لستيفن كينغ التي نشرت سنة 1985، والتي تتحدث عن وقائع تحصل في عام 2025. في الولايات المتحدة الأميركية حيث لم تعد كما كانت بل أصبغها بطابع ديستوبياوي تماماً، وجعل الاقتصاد منهار. ومعدلات الجرائم والعنف منتشرة بكثرة، والجو فاسد وملوّث. وتسرد الرواية عالماً قاسياً انقسم فيه الناس إلى فريقين: فقراء منهزمين. وأغنياء قساة القلوب ساديين يتلذذون بتعذيب الأفقر منهم، حتى أنهم يقيمون حفلات لقتل الفقراء من أجل إشباع رغباتهم السادية.
بطل هذه الرواية هو ريتشارد الذي يعيش في مجتمع الفقراء، ويرعى أسرة معتلة، فزوجته ضعيفة. وابنته تعاني مرضاً مزمناً، فيحاول ريتشارد التنقل بين الوظائف بحثاً عن المال، ولكن المال لا يأتيه إلا بظلم نفسه أو بظلم غيره. فلا يثبت في أية وظيفة بسبب اعتباراته الأخلاقية، والتي لن تصمد طويلًا.
اقرأ أيضا: كتاب يلخص مستقبل البشرية “man after”