في هذه المقالة سننفض الغبار عن احدى الشخصيات المرموقة. وهي شخصية كافحت ودرست لتصل لما هي عليه الان. وهي الباحثة والفلكية المغربية “مريم شديد”.
من هي مريم شديد؟
مريم شديد من مواليد 11 أكتوبر 1969م بالدار البيضاء، من أسرة بسيطة تتكون من أبويين و6 إخوة، كان أبوها يعمل حداد. بينما كانت أمها مهتمة بالخياطة والطبخ. مريم شديد خريجة التعليم العمومي المغربي، حيث تلقت تعليمها الأساسي والجامعي بالمغرب إلى أن حصلت على الإجازة في الفيزياء سنة 1990، لتنتقل بعدها إلى فرنسا. هي الان مقيمة بفرنسا وتعمل بها أستاذة بجامعة نيس. وهي نفس الجامعة التي درست فيها وحصلت بها على دبلوم الدراسات العليا المعمقة في علم الصورة في العلوم الكونية سنة 1993.

كما حصلت على شهادة الدكتوراه بمرتبة مشرّف جداً مع تهنئة من لجنة المناقشة. وتعد مريم شديد من أهم الباحثين والفلكيين في مرصد “كوت دازير” القومي الفرنسي. حيث عملت مع فريق علمي مهمته وضع منظار فضائي يهدف إلى قياس إشعاع النجوم في القطب المتجمد الجنوبي. سنة 2005 وفي درجة حرارة تقدر بناقص 80 درجة. ولذلك فهي أول عالمة فلكية مغربية وعربية تصل الى القطب الجنوبي. حيث رفعت العلم المغربي إلى جانب أعلام الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وأستراليا.
انجزات مريم شديد
كافحت مريم شديد وثابرت الى أن أصبحت عضو في اللجنة التوجيهية ل الاتحاد الفلكي الدولي. كما استطاعت أن تجد لها مكان في المرصد الأوروبي الجنوبي (بالإنجليزية: European Southern Observatory ESO) ويسمى أحيانا المنظمة الأوروبية للأبحاث الفلكية في نصف الكرة السماوية الجنوبية، حيث عملت فيه كفلكية . وفي هذا الصدد لابد أن نشير أن عملت في المركز الوطني للبحث العلمي ( Centre national de la recherche scientifique أو اختصاراً CNRS) هو أكبر منظمة أبحاث حكومية في فرنسا وأكبر وكالة أبحاث علوم أساسية في أوروبا.

كانت مريم احدى المشاركات في تأسيس المقراب العظيم في صحراء أتاكاما والذي يقع في شمال تشيلسي. تحكي عن تلك التجربة قائلة: “عشنا قساوة الظروف المناخية : جفاف منقطع النظير، ولا وجود للنبات والحيوانات والأمطار، لكن كان هناك أكبر تلسكوب في العالم”.

الجوائز التقديرية
حصلت مريم شديد على مجموعة من الجوائز التقديرية احتفاء بانجازاتها العلمية وأبحاثها الفلكية. فقد حصلت على جائزة المراة العربية في العلوم من جامعة ريجنت بلندن سنة 2015. كما اختيرت ضمن قائمة دافوس للقادة الشباب الابرز في العالم سنة 2008. كما حصلت على وسام الملك محمد السادس تقديرا من سيادته لمجهوداتها وكفاحها. وصنفتها مجلة فوريس ضمن العلماء الاكثر اثارة للاهتمام في العالم.
اقرا أيضا قصة شهرزاد وشهريار من ديوان اليك البلاغة صلحا حيث قامت القيامة للمرة الثانية