ولد فراس العجلوني في محافظة عجلون في عنجرة عام 1936م. وقد نشأ في أسرة لها بطولات عسكريّة وتعمل في خدمة الوطن وتثور ضد الاستعمار وأعداء الأمة. فوالده هو اللواء محمد العجلوني وله أربعة إخوة وهم. زهير وعصام ويزن بالإضافة إلى الوزير مازن العجلوني. وانضم فراس العجلوني إلى سلاح الجو الملكي عام 1954م حتّى يصبح طيّاراً مقاتلاً. حيث تلقى أولى تدريباته العسكرية في الأردن ثم انتقل إلى بريطانيا للمشاركة في الدورات التّدريبيّة فيها. واستطاع العجلوني التّرقي برتبته حتّى أصبح قائداً لسرب طائرات الهوكر هنتر في قاعدة الملك الحسين (قاعدة المفرق الجويّة).

فراس العجلوني بطل أردني دافع عن وطنه واستشهد في سبيله. فكان مثالاً للشّجاعة والعز، وفراس هو ابن محمد علي العجلوني أحد المناضلين في الثّورة العربيّة الكبرى. حيث شارك فيها بعد أن تخلّى عن رتبه العسكريّة في الجيش التّركي. وأخوه هو العميد مازن العجلوني الوزير الأسبق الّذي كان ضابطاً في الجيش العربي الأردني. فكان فراس وأخوه نذراً حرّاً عسكريّاً نذره محمد العجلوني. فحقق فراس نذر والده بأن أصبح شهيد الأردن الخالد. حيث برهن على أنّ حب الوطن والإخلاص والتّضحية من أجله صفات تورث من الآباء إلى الأبناء.
بالاحصائيات الدقيقة : أقوى 10 جيش في العالم لسنة 2021
معارك فراس العجلوني:
استطاع القائد فراس العجلوني بمهاراته القتالية العظيمة أن يخوض أولى معاركة مع الجيش الأردني في معركة الخليل حينما تصدت طائرات من طراز الهوكر هنتر وهي من طائرات سلاح الجو الأردني لطائرات ميراج وكانت للعدو الإسرائيلي حتى وقعت العديد من الخسائر في هذه المعركة لصالح الجيش الأردني ، فعلى الرغم من قوة الجيش الإسرائيلي وتفوق طائراتهم الحربية إلا أن النصر كان حليف الجيش الأردني وذلك يرجع إلى الله عز وجل أولا ثم إلى المهارات القتالية لعناصر الجيش الأردني .

بعد التوفيق في هذه المعركة قام الملك حسين بتقليده بوسام الإقدام العسكر هو وزميله الشهيد الطيار بدر الدين ظاظا . وبعد هذه المعركة كانت هناك معركة أخرى وهي معركة الخليل وعرفت أيضا بمعركة (السموع ) حيث تشابك العدو الإسرائيلي مع قوات الجيش الأردني في قرية السموع بمدينة المفرق الأردنية ، وكان الإشتباك بطائرات ميراج للعدو الإسرائيلي يقابلها طائرات الهوكر هنتر للجيش الأردني ، استشهد في هذه المعركة عدد واحد وعشرون أردنيا من بينهم الطيار موفق السلطي وهو صديق للشهيد فراس العجلوني الذي تعهد أمام الله بالإنتقام وذلك عام 1966م .
بعد هذه الهزيمة وقتل هؤلاء المقاتلين الأردنيين استطاع المسئولين في الأردن عام 1967م أن تشتري أعدادا من طائرة طراز ( إف 104 ) وذلك من الولايات المتحدة الأمريكية ، حتى تكون أعلى مستوى متطورة عن طائرات الهوكر هنتر ، ولكن قيادة هذه الطائرات كانت تحتاج إلى التدريب حتى يمكن أن يقدموا من خلالها إنتصارات كبرى على العدو الإسرائيلي وبالفعل تم إختيار عدد ستة من الطيارين كان من ضمنهم فراس العجلوني ليتم تدريبهم في الولايات المتحدة على أن يدربوا باقي الطيارين حين عودتهم إلى الأردن .
استشهاده:
كان قائد السرب مع زملائه الطيارين في مطار المفرق حين بدأت طائرات الميراج الإسرائيلية بالإغارة على المطار بهدف تدميره وتدمير جميع الطائرات فيه. وتحت القصف الجوي بدأ فراس يعدو باتجاه الطائرات التي كانت تقتنصها الطائرات الإسرائيلية واحدة واحدة، فاختار إحداها قبل إصابتها وركبها وأقلع بها لمواجهة أسراب الطائرات الإسرائيلية.

استطاع وحده الإقلاع والهبوط عدة مرات ليشتبك فيها مع الطائرات المعادية وقصف أهداف في العمق الإسرائيلي. إلا أن الدمار الذي أحدثه القصف الإسرائيلي في مدرج المطار أعاقه من الإقلاع في المرة الأخيرة، فقصفته الطائرات الإسرائيلية واستشهد في طائرته على أرض المطار. لم تعد طائرات سليمة أخرى للطيارين الآخرين ولكنهم صمدوا مع قائدهم في تجهيز طائرته في كل مرة يقلع فيها. لم يقبل أن يقوم بالمهمة غيره حتى استشهد.
دولة يستهزء بها الجميع وهي قادرة على شراء امريكا
التكريمات التي حصل عليها بعد وفاته :
بطولات فراس العجلوني حقا بطولات هامة جدا في تاريخ الأردن فكان نعم المواطن الأردني الذي يحب وطنه ويقدم كل ما عنده فداء له ، فأشاد به الأردنيون وأيضا الفلسطنيون ، وشهدوا ببطولاته ومدى براعته القتالية فكان حقا نعم البطل .
– تكريما للشهيد الطيار فراس العجلوني قدمت الدولة له إطلاق اسمه على أحد شوارع مدينة إربد وأحد ميادين عمان المهمة .
اقرأ أيضا: “نحن فرنسين إذا ربحنا وأفارقة إذا خسرنا” هجوم عنصري مقيت ضد لاعبين فرنسيين