يقول الله تعالى في كتابه . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: { اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ } .
كما نعلم أن القرآن يناسب كل زمان ومكان. وبالرغم أن هذه الاية كان الخطاب فيها لقريش وللكفار. إلا أنها صالحة لزمننا هذا فتفسير هذه الاية في “تفسير السعدي” هو: أن في الاية تعجب من حالة الناس. الذين لا ينجح معهم تذكير، ولا يرعون إلى نذير. وأنهم قد قرب حسابهم، ومجازاتهم على أعمالهم الصالحة والطالحة. والحال أنهم في غفلة معرضون، أي: غفلة عما خلقوا له وهي العبادة، وإعراض عما زجروا به. كأنهم للدنيا خلقوا، وللتمتع بها ولدوا.
وقد وصل طغيان فئة من الناس للشهر الفضيل شهر رمضان شهر العبادة الشهر الذي يضم أعظم ليلة وهي ليلة القدر التي أنزل فيها القرآن ليلة مباركة وقد أخبر الله سبحانه وتعالى في كتابه أنها خير من ألف شهر . كما أمرنا رسوله {صلى الله عليه وسلم} أن نتحرى هذه الليلة العظيم أجرها وما تكفره من ذنوب و خطايا، فقال عليه الصلاة والسلام: {التمسوها في العشر الأواخر من رمضان، التمسوها في كل وتر} .

وانه ليحزنني أن أرى مواقع التواصل الإجتماعي تضج بالحفلات والغناء والخرجات المختلطة وغيرها من الأمور المحرمة، وأستغرب كيف تغير الناس كيف تغير مجتمعي من مجتمع يحترم شهر رمضان ويعتبر هذا الشهر راحة له من الأثام ويقبل على ربه ليغفر له ما تقدم من ذنبه الى شهر كغيره من شهور السنة، ومع هذا فأنا لا أشجع على العبادة في رمضان فقط ولكن يجب الزيادة لما جعل الله في هذا الشهر من فضل.
أظن والله أعلم أننا وصلنا للزمن الذي أخبرنا عنه نبينا الكريم . قال رسول الله ﷺ: {يأتي زمان على أمتي القابض على دينه كالقابض على جمرة من النار} . وكيف لا ومن يقول بأن الأغاني محرمة يهاجم ويتهم بالتشدد. ومن يقول بوجوب الحجاب الشرعي الساتر يتهم بالتخلف . ومن يحذر الناس من الإعلان الذي يحاول أن يطبع مع كل ما هو حرام بمسلسلاته وأفلامه تشوه صورته ويتهم بما ليس فيه.
اثبتوا وطلبوا من الله الثبات والاعانة على النفس اللوامة والآمرة بالسوء ان الحياة قصيرة و لدار البقاء خير .
قال سبحانه: {إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا} [النساء:31]. اجتنبوا الكبائر واطلبوا من الله العفو والمغفرة عن غيرها من الذنوب والمعاصي في هذا الشهر الفضيل شهر رمضان خصصوا هذا الشهر للتوبة أعاننا الله واياكم وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال .
اقرأ أيضا: رسالة أبي علي الحسن بن مسعود اليوسي الى السلطان مولاي إسماعيل العلوي “براءة اليوسي”.