النشأة والخلفية العائلية

وُلدت أوغستا آدا بايرون، المعروفة لاحقًا باسم آدا لوفلايس، في 10 ديسمبر 1815 في لندن بإنجلترا. كانت الطفلة الشرعية الوحيدة للشاعر الرومانسي الشهير لورد بايرون وزوجته آن إيزابيلا ميلبانك، المعروفة باسم أنابيلا. كان زواج والديّ آدا مضطربًا، وبعد أسابيع قليلة من ولادتها، غادر لورد بايرون إنجلترا إلى الأبد، تاركًا أنابيلا لتربية ابنتها وحدها. توفي بايرون في اليونان عندما كانت آدا في الثامنة من عمرها، ولم تتسنَّ لها فرصة معرفته شخصيًا.
كانت أنابيلا، التي كانت ذات خلفية قوية في الرياضيات (وأطلق عليها بايرون لقب “أميرة المتوازيات الأضلاع”، مصممة على ألا ترث آدا طباع أبيها الشاعرية المتمردة. لذا، وجهتها نحو دراسة الرياضيات والعلوم بدقة، أملاً في تنظيم عقلها وقمع أي ميول فنية. ومع ذلك، ظلت آدا مفتونة بإرث أبيها، وكانت تتساءل طوال الوقت عن الرجل الذي حملت اسمه.
لقاء تشارلز باباج والمحرك التحليلي

في عام 1833، تعرفت آدا لوفلايس على تشارلز باباج في أحد حفلاته الشهيرة، حيث كان يجتمع العلماء والكتاب والمفكرون لتبادل الأفكار. كان باباج، الذي يُطلق عليه غالبًا “أبو الحاسوب”، يعمل على اختراع المحرك الفارق، وهي آلة ميكانيكية مصممة لحساب الدوال الرياضية. انبهرت آدا على الفور بعمله.
فيما بعد، وضع باباج فكرة أكثر طموحًا: المحرك التحليلي. على عكس المحرك الفارق الذي كان يستطيع إجراء نوع واحد من الحسابات، كان المحرك التحليلي مصممًا ليكون حاسوبًا عامًا، قادرًا على تنفيذ أي عملية رياضية إذا تمت برمجته بشكل صحيح. كان يحتوي على مكونات أساسية تشبه الحواسيب الحديثة، مثل وحدة الحساب والمنطق، وسير التحكم، والذاكرة.
أدركت آدا الإمكانات الثورية لهذا الاختراع. بينما رأى الكثيرون من معاصري باباج أن الآلة مجرد آلة حاسبة، تصورت آدا شيئًا أعظم بكثير – جهازًا يمكنه معالجة الرموز beyond الأرقام، بل وحتى تأليف الموسيقى أو إنشاء الفن إذا تمت برمجته بشكل مناسب.
أول برنامج حاسوب في التاريخ
في عام 1842، نشر عالم الرياضيات الإيطالي لويجي مينابريا ورقة بحثية عن محرك باباج التحليلي، مكتوبة بالفرنسية. طُلب من آدا ترجمتها إلى الإنجليزية، لكنها فعلت أكثر من ذلك بكثير – إذ أضافت ملاحظاتها الخاصة، التي أصبحت أطول بثلاث مرات من النص الأصلي.
كانت مساهمتها الأبرز في الملاحظة G، حيث وصفت خوارزمية لحساب أعداد برنولي باستخدام المحرك التحليلي. تُعتبر هذه الخوارزمية الآن أول برنامج حاسوبي مكتوب في التاريخ، مما يجعل آدا أول مبرمجة حاسوب في العالم. كما تضمنت ملاحظاتها رؤى ثورية حول إمكانات الحواسيب، بما في ذلك فكرة أنها قد تتجاوز الحسابات الرقمية لمعالجة أي شكل من أشكال المعلومات.