يُعتبر الهيكل العظمي البشري من أكثر أنظمة الجسم تعقيدًا وأهمية، فهو يوفر الدعم والحماية للأعضاء الحيوية، ويساعد على الحركة، كما أنه يلعب دورًا حيويًا في إنتاج خلايا الدم وتخزين المعادن. يبلغ عدد العظام في جسم الإنسان البالغ 206 عظام، لكنها تبدأ بأكثر من 270 عظمة عند الولادة. مع تقدم العمر، تندمج بعض العظام لتقلل العدد الإجمالي.
يختلف توزيع العظام في جسم الإنسان بشكل متساوٍ بين الهيكل المحوري الذي يدعم الجسم من الرأس حتى العمود الفقري، والهيكل الطرفي الذي يشمل الأطراف العلوية والسفلية. لفهم عدد العظام بشكل أفضل، لا بد من النظر في تفاصيل التكوين العظمي وأدواره المتعددة.
تطور عدد العظام من الولادة حتى البلوغ
عند الولادة، يحتوي جسم الطفل على حوالي 270 عظمة. هذه العظام تكون غالبًا مكوّنة من غضاريف مرنة تساعد على الولادة والحركة السهلة في مرحلة الطفولة. ومع نمو الطفل، تندمج العديد من هذه الغضاريف مع العظام المجاورة لها، مما يقلل العدد الإجمالي للعظام إلى 206 عظام عند البلوغ.
هذا الاندماج يحدث بشكل خاص في الجمجمة والعمود الفقري. فعلى سبيل المثال، تتكون جمجمة الطفل من عدة أجزاء منفصلة تتصل معًا عبر خطوط تُسمى الدروز، والتي تندمج لاحقًا لتكوين جمجمة صلبة تحمي الدماغ بشكل أفضل.
الهيكل المحوري:
الجمجمة
تتكون الجمجمة من 22 عظمة متصلة ببعضها البعض لتشكل إطارًا يحمي الدماغ ويدعم الوجه. تشمل هذه العظام:
- عظام القحف: عددها 8 عظام تحيط بالدماغ.
- عظام الوجه: عددها 14 عظمة، وهي تمنح الوجه شكله وتحتوي على تجاويف للعينين والفم والأنف.
بالإضافة إلى ذلك، تحتوي الجمجمة على العظم اللامي، وهو عظم صغير في قاعدة اللسان يساعد في عملية البلع والنطق.
العمود الفقري
العمود الفقري هو الدعامة الرئيسية للجسم، ويتكون من 33 فقرة عند الولادة، لكن هذا العدد يتقلص إلى 26 فقرة عند البلوغ بسبب اندماج بعض الفقرات في منطقة العجز والعصعص. يُقسم العمود الفقري إلى خمسة أجزاء:
- الفقرات العنقية: 7 فقرات تدعم الرأس.
- الفقرات الصدرية: 12 فقرة تتصل بالأضلاع.
- الفقرات القطنية: 5 فقرات توفر الدعم السفلي للجسم.
- الفقرات العجزية: 5 فقرات مدمجة.
- فقرات العصعص: 4 فقرات مدمجة.
القفص الصدري
يتكون القفص الصدري من 12 زوجًا من الأضلاع متصلة بعظمة القص في الأمام وبالعمود الفقري في الخلف. يحيط القفص الصدري بالرئتين والقلب، مما يوفر حماية لهذه الأعضاء الحيوية.
الهيكل الطرفي:
عظام الأطراف العلوية
تتكون كل طرف علوي من 32 عظمة موزعة على النحو التالي:
- الكتف: يضم عظمة الترقوة والكتف.
- الذراع العلوية: تشمل عظمة العضد.
- الساعِد: يتكون من عظمتين هما الكعبرة والزند.
- اليد: تضم 27 عظمة موزعة بين عظام الرسغ، مشط اليد، والسلاميات.
عظام الأطراف السفلية
يتكون كل طرف سفلي من 31 عظمة تشمل:
- الحوض: يضم ثلاث عظام مدمجة هي الحرقفة، الإسك، والعانة.
- الفخذ: يحتوي على عظمة الفخذ، وهي أطول وأقوى عظمة في الجسم.
- الساق: تضم عظمتين هما القصبة والشظية.
- القدم: تتكون من 26 عظمة تشمل عظام الكعب، مشط القدم، والسلاميات.
العظام غير المتصلة:
العظام السمسمانية
العظام السمسمانية هي عظام صغيرة مدفونة داخل الأوتار. أكبر مثال على ذلك هو الرضفة (صابون الركبة) في الركبة. توجد أيضًا عظام سمسمانية صغيرة في اليدين والقدمين، وتعمل هذه العظام على تقليل الاحتكاك وتوزيع الضغط أثناء الحركة.
عظام الأذن الوسطى
تحتوي الأذن الوسطى على ثلاث عظام صغيرة هي المطرقة، السندان، والركاب. هذه العظام الثلاثة هي الأصغر في جسم الإنسان، وتلعب دورًا حيويًا في نقل الصوت من الأذن الخارجية إلى الداخلية.
دور العظام في الجسم
الدعم والحركة
تعمل العظام كإطار للجسم البشري، مما يسمح للعضلات بالارتباط بها لتحقيق الحركة. الهيكل العظمي هو ما يجعلنا قادرين على الوقوف والانحناء والجري.
الحماية
تحمي العظام الأعضاء الحيوية مثل الدماغ (الجمجمة)، القلب والرئتين (القفص الصدري)، والنخاع الشوكي (العمود الفقري).
إنتاج خلايا الدم
يُنتج نخاع العظام الأحمر الموجود في العظام الطويلة خلايا الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية، مما يُسهم في نقل الأكسجين ومكافحة العدوى.
تخزين المعادن
تعمل العظام كمخزن رئيسي للكالسيوم والفوسفور، وهما معادن ضرورية لوظائف الجسم المختلفة.
أمراض واضطرابات العظام
على الرغم من قوة العظام، فإنها عرضة للأمراض والإصابات. تشمل أبرز المشكلات:
- هشاشة العظام: تُسبب ضعفًا في العظام وزيادة خطر الكسور.
- التهاب المفاصل: يؤثر على المفاصل ويتسبب في آلام شديدة.
- كسور العظام: تحدث نتيجة الحوادث أو الإصابات.