تتشابك قصة تأسيس الولايات المتحدة كأمة بشكل عميق مع الهجرة، وهي عملية شكلت سكانها، ثقافتها، اقتصادها، وهويتها منذ أيامها الأولى كمجموعة من المستعمرات وحتى ظهورها كقوة عالمية. قدمت الهجرة العمالة، والتنوع، والأفكار التي بنت الولايات المتحدة، لكنها أثارت أيضًا توترات، وسياسات، ونقاشات لا تزال تحدد ملتهبة الى اليوم . سأشرح في هذا المقال كيف ساهمت الهجرة في تشكيل الولايات المتحدة، مركزًا على الفترات التاريخية الرئيسية ، ودور المجموعات المتنوعة، والسياسات التي وجهت هذه العملية . سيكون مفصلاً، وجذابًا، وسهل الفهم، مستندًا إلى حقائق وتفاصيل تاريخية لرسم صورة حية لجذور الأمة الامريكية .
الولايات المتحدة قبل 300 سنة بنيت من الصفر على المهاجرين القادمين من شتى بقاع اوروبا وكان لكل شعب من شعوب اوروبا اسبابه في الهجرة , منهم من هرب من اضطهاد الكنيسة ومنهم من اراد البحث عن مغامرة وعالم جديد يسمع عنه من قبل المستكشفين واخرون ارادوا تحسين وضعهم المعيشي وتحقيق احلامهم . في عام 1607، أسس المستوطنون الإنجليز جيمستاون ، فرجينيا . بحلول عام 1620، أسسوا مستعمرة بليموث في ماساتشوستس . أسس الهولنديون نيو نذرلاند والتي سيصبح اسمها لاحقا نيويورك في العشرينيات من القرن السابع عشر . استقر السويديون في أجزاء من ديلاوير ، في حين وصل الفرنسيون الهوغونوت إلى كارولينا . اما الالمان فاستقروا في بنسلفانيا وهم اصول مجتمعات الأميش في امريكا التي لا زالت تعيش متجمدة في الزمن في تل الحقبة الى اليوم . الاسكتلنديون-الأيرلنديون استقروا في حدود الأبلاش
لم يأتي الاوروبيون وحدهم بل أتوا ومعهم ثقافة الاستعباد . بين عامي 1619 1808، تم اختطاف حوالي 400,000 أفريقي وجلبهم بالغصب إلى المستعمرات ، خاصة إلى الجنوب، للعمل في المزارع تحت الشمس الحارقة والمناخ الرطب القاسي . وهؤلاء العبيد الافارقة بكل اختصار هم من حرثوا الارض وزرعوها وبنوا البيوت وأنشأوا الاقتصاد الامريكي . بحلول عام 1776، كان حوالي 20% من سكان المستعمرات الامريكية أي حوالي 500,000 شخص افارقة مستعبدين لم يكن ينظر اليهم كبشر بل مجرد حيوانات حرفيا يعملون اليوم بطوله والاجر هو الطعام والمأوى في نفس المزرعة ومن يحاول الهرب يموت او يتم تعذيبه , والافلام التي تكلمت عن هذا الموضوع كثيرة ولذلك الى اليوم مازالت قضية الامريكيين من اصل افريقي حساسة جدا والجرح لم يشف
هذا التدفق الكبير المتنوع من اجناس البشر إنجليز، هولنديون، ألمان، اسكتلنديون – أيرلنديون، فرنسيون، وأفارقة—خلق لوحة متعددة الالوان من الثقافات، واللغات، وحتى الاقتصادات . اعتمدت المستعمرات على العمالة المهاجرة والأفكار، مما عزز شعورًا بالاستقلالية، حيث تكيف المستوطنون مع بيئة جديدة بعيدة عن السيطرة الأوروبية . عكس إعلان الاستقلال عام 1776، الذي كتبه توماس جيفرسون (من أصول ويلزية)، مُثُل التنوير التي جلبها المهاجرون، مؤكدًا على الحرية والحكم الذاتي. وهكذا، وضعت الهجرة الأسس الثقافية والأيديولوجية للولايات المتحدة، حتى وإن أبرزت التوترات بين الحرية والاستغلال.
الجمهورية المبكرة: بناء أمة (1776–1865)
بعد الاستقلال، استمرت الهجرة في تغذية نمو الأمة الناشئة . منح دستور الولايات المتحدة، المصادق عليه عام 1789، الكونغرس سلطة تنظيم التجنيس، مما أدى إلى قانون التجنيس عام 1790، الذي سمح للذكور البيض الأحرار بأن يصبحوا مواطنين بعد إقامة لمدة عامين. عكست هذه السياسة المبكرة التحيزات العرقية والجنسانية في ذلك الوقت لكنها شجعت أيضًا الهجرة الأوروبية لملء الحدود المتوسعة
بين عامي 1820 و1860، وصل حوالي 5 ملايين مهاجر، معظمهم من شمال وغرب أوروبا. الأيرلنديون، الفارون من الفقر والمجاعة الكبرى (1845–1852)، بلغ عددهم حوالي مليوني مهاجر بحلول عام 1860، مستقرين في مدن مثل بوسطن ونيويورك. واجهوا تحيزًا ضد الكاثوليك لكنهم ساهموا في النمو الحضري، بالعمل في المصانع، وبناء القنوات، ومد السكك الحديدية. جلب الألمان، الفارون من الصعوبات الاقتصادية والاضطرابات السياسية بعد ثورات 1848، مهنًا ماهرة ومؤسسات ثقافية، مثل مصانع البيرة والصحف، مشكلين مدنًا مثل سينسيناتي وميلووكي.
فتح شراء لويزيانا (1803) والتوسع غربًا أراضي شاسعة، جذبت المستوطنين من أوروبا والسكان الأصليين المُهجرين، الذين أُجبروا على الرحيل (مثل درب الدموع) لتفريغ المساحة للمزارعين المهاجرين. جذب اندفاع الذهب في كاليفورنيا (1848–1855) مهاجرين عالميين، بما في ذلك 25,000 صيني عمل في التعدين وبناء السكك الحديدية، مقدمين عناصر ثقافية جديدة لكنهم واجهوا التمييز، كما يظهر في قانون استبعاد الصينيين عام 1882.
كانت الهجرة خلال هذه الفترة أساسية لبناء الأمة. قدم المستوطنون الأوروبيون العمالة لتصنيع الشمال وزراعة الجنوب والغرب. بدأ تنوع اللغات، والديانات، والتقاليد في صياغة هوية أمريكية فريدة، وإن لم يخل الأمر من الصراعات. عارضت الحركات الوطنية، مثل حزب “لا أعرف شيئًا” في الخمسينيات، الهجرة الأيرلندية والألمانية، خوفًا من التخفيف الثقافي. ومع ذلك، عززت مساهمات المهاجرين في الاقتصاد وانتصار الاتحاد في الحرب الأهلية (1861–1865)، حيث خدم العديد كجنود، دورهم في تشكيل الولايات المتحدة
العصر الصناعي: الهجرة الجماعية والنمو الحضري (1865–1920)
شهدت فترة ما بعد الحرب الأهلية طفرة في الهجرة، مدفوعة بالتصنيع والتحولات الاقتصادية العالمية. بين عامي 1865 و1920، وصل حوالي 25 مليون مهاجر، محولين الولايات المتحدة إلى قوة صناعية هائلة. أكملت السكة الحديدية العابرة للقارات عام 1869، التي بناها عمال صينيون وأيرلنديون إلى حد كبير، ربطت الأمة وسهلت الهجرة غربًا. طلبت المصانع، ومصانع الصلب، والمناجم في مدن مثل شيكاغو، وبيتسبورغ، ونيويورك عمالة، جذبت مهاجرين من جنوب وشرق أوروبا، بما في ذلك الإيطاليين، والبولنديين، واليهود الأوروبيين الشرقيين.
بلغ عدد الإيطاليين أكثر من 4 ملايين بحلول عام 1920، مستقرين في جيوب حضرية مثل “إيطاليا الصغيرة” في نيويورك، عاملين في البناء، وصناعة الملابس، والأعمال الصغيرة. جلب اليهود الأوروبيون الشرقيون، الفارون من المذابح في روسيا وبولندا، طاقة فكرية وريادية، ساهموا في مجالات مثل المسرح، والنشر، وهوليوود المبكرة. بحلول عام 1900، كان أكثر من 30% من سكان المدن الأمريكية الكبرى من مواليد الخارج، حيث بلغ عدد سكان نيويورك 3.4 مليون، نصفهم تقريبًا مهاجرون.
شهدت هذه الحقبة أيضًا أول هجرة غير أوروبية كبيرة بعد الصينيين. وصل اليابانيون إلى هاواي وكاليفورنيا، عاملين في الزراعة، بينما عبر أعداد صغيرة من المكسيكيين الحدود المنفذة للعمل في الجنوب الغربي. واجهت هذه المجموعات العنصرية والحواجز القانونية، لكن عملهم ساعد في بناء البنية التحتية للأمة.
بدأت الحكومة الفيدرالية بتنظيم الهجرة بشكل أكثر صرامة. فرض قانون الهجرة عام 1882 ضريبة على الدخول واستبعد بعض المجموعات، بينما عالجت جزيرة إيليس (افتتحت 1892) ملايين الوافدين، رمزًا للولايات المتحدة كأرض الفرص. ومع ذلك، نمت النزعة الوطنية، مع مخاوف من المهاجرين “غير المرغوب فيهم” أدت إلى سياسات تقييدية. فرض قانون الحصص الطارئ عام 1921 وقانون الهجرة عام 1924 حصصًا وطنية، قللت بشكل حاد من هجرة جنوب وشرق أوروبا وحظرت معظم الهجرة الآسيوية .
على الرغم من هذه القيود، غذى المهاجرون طفرة العصر الذهبي الاقتصادية والحيوية الثقافية. بنوا ناطحات السحاب، والجسور، والسكك الحديدية، بينما أثرت تقاليدهم—الطعام، والموسيقى، والمهرجانات—الثقافة الأمريكية. ظهرت فكرة “بوتقة الصهر”، وإن كانت الاندماج غالبًا تعني التخلي عن اللغات والعادات الأصلية. عززت الهجرة خلال هذه الفترة مكانة الولايات المتحدة كأمة متنوعة وصناعية، لكنها مهدت أيضًا لنقاشات مستمرة حول من يمكنه ادعاء الهوية الأمريكية.
القرن العشرون: التقييد، والحرب، والموجات الجديدة (1920–1965)
شهدت فترة العشرينيات إلى الستينيات تباطؤ الهجرة بسبب القوانين التقييدية والأحداث العالمية، لكنها ظلت حاسمة لتطور الولايات المتحدة. حدد قانون الهجرة عام 1924 سقفًا سنويًا عند 150,000 مهاجر، مفضلاً الأوروبيين الشماليين ومستبعدًا معظم الآسيويين. قلل الكساد الكبير (1929–1939) والحرب العالمية الثانية (1939–1945) من التدفقات، حيث وصل حوالي مليون مهاجر فقط في الثلاثينيات، معظمهم لاجئون من أوروبا، بما في ذلك علماء يهود مثل ألبرت أينشتاين، الذين فروا من الاضطهاد النازي وساهموا في مشروع مانهاتن.
أعادت الحرب العالمية الثانية تشكيل أنماط الهجرة. جلب برنامج براسيرو (1942–1964) أكثر من 4 ملايين عامل مكسيكي لمعالجة نقص العمالة في الزراعة، واضعًا جذورًا لمجتمعات أمريكية مكسيكية في الجنوب الغربي. بعد الحرب، سمح قانون الأشخاص النازحين عام 1948 بدخول 400,000 لاجئ أوروبي، بما في ذلك الناجون من الهولوكوست، مضيفين إلى الفسيفساء الثقافية.
جلب عصر الحرب الباردة مجموعات مهاجرة جديدة. خفف قانون مكاران-والتر عام 1952 حظر الهجرة الآسيوية قليلاً، مما سمح بأعداد صغيرة من المهاجرين اليابانيين، والكوريين، والصينيين، كثير منهم عروس حرب أو محترفون مهرة. استقر اللاجئون الكوبيون، الفارون من نظام فيديل كاسترو بعد 1959، في ميامي، محولين إياها إلى مركز ثقافي لاتيني. بحلول عام 1960، بلغ عدد سكان الولايات المتحدة 180 مليونًا، مع حوالي 10% من مواليد الخارج أو الجيل الأول، وهي نسبة أقل من السابق لكنها لا تزال كبيرة .
ساهم هؤلاء المهاجرون في الازدهار بعد الحرب، ملئين وظائف في العلوم، والصناعة، والخدمات. ومع ذلك، قيدت الحصص التقييدية التنوع، وتضررت صورة الولايات المتحدة كـ”أمة المهاجرين” بسبب السياسات التي تفضل الأوروبيين البيض. مهد هذا لتحول سياسي كبير.
العصر الحديث: قانون الهجرة عام 1965 وما بعده (1965–الحاضر)
كان قانون الهجرة والجنسية عام 1965 نقطة تحول ، ألغى الحصص الوطنية وأعطى الأولوية للم شمل الأسرة والمهارات . فتح هذا الولايات المتحدة لموجات من المهاجرين من آسيا، وأمريكا اللاتينية، وأفريقيا، والشرق الأوسط، مما زاد التنوع بشكل كبير. بين عامي 1965 و2000، وصل أكثر من 20 مليون مهاجر، متجاوزين ذروة أوائل القرن العشرين. بحلول عام 2020، كان لدى الولايات المتحدة 44 مليون مواليد خارجي، حوالي 13.5% من السكان، وهي أعلى نسبة منذ عام 1910 .
شكل اللاتينيون، خاصة المكسيكيون، أكبر مجموعة، مع أكثر من 11 مليون مواليد مكسيكي بحلول عام 2000، مدفوعين بالفرص الاقتصادية والقرب. أصبح الآسيويون، بما في ذلك الهنود، والصينيون، والفلبينيون، والفيتناميون، المجموعة الأسرع نموًا، مع أكثر من 10 ملايين بحلول عام 2020، ساهموا في التكنولوجيا، والطب، والأكاديميا. نمت الهجرة الأفريقية، وإن كانت أصغر، مع النيجيريين والغانيين مضيفين إلى التنوع الحضري. وصل مهاجرو الشرق الأوسط، بما في ذلك الإيرانيون واللبنانيون، بعد السبعينيات، غالبًا فارين من الصراعات.
حول هذا التنوع الولايات المتحدة. أصبحت مدن مثل لوس أنجلوس، وميامي، وهيوستن مراكز عالمية، مع جيوب عرقية نابضة بالحياة. قاد المهاجرون النمو الاقتصادي، من طفرة وادي السيليكون التكنولوجية (حيث كان أكثر من 50% من الشركات الناشئة في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين لديها مؤسس مهاجر واحد على الأقل) إلى الأعمال الصغيرة في جميع أنحاء البلاد. ثقافيًا، قدموا مطابخ جديدة، وموسيقى (مثل السالسا، الكي-بوب)، وتقاليد، أعادوا تشكيل الهوية الأمريكية.
هذا التنوع هو الذي جعل مدن مثل لوس أنجلوس، وميامي، وهيوستن مراكز عالمية . قاد المهاجرون النمو الاقتصادي ، محوللين امريكا الى امبراطورية صناعية وعسكرية وقى عضمى مهابة , ساهم المهاجرون بـ2 تريليون دولار في الناتج المحلي الإجمالي البالغ 21.4 تريليون دولار عام 2020. شكلوا 23% من القوى العاملة (37 مليون)، مع 70% في البناء، 40% في الزراعة، و30% في الرعاية الصحية . بحلول 2020، أسس المهاجرون أو أبناؤهم 45% من شركات فورتشن 500، بقيمة 6 تريليونات دولار، بما في ذلك آبل . دفع المهاجرون 500 مليار دولار ضرائب، بما في ذلك 100 مليار دولار من العمال غير قانونيين والذي الان تحاربهم الولايات المتحدة الامريكية او لنقل يحاربهم الحزب المحافظ والذي يتزعمه دونالد ترامب أي بلغة لارقام المهاجرين سواء النظاميين وحتى الغير قانونيين يساهمون بمليارات الدولارات في اقتصاد امريكا وانعاشها بشكل كبير ناهيك عن ان امريكا في الأساس بدون مهاجرين لم تكن ليوجد على الخريطة
بدأت الكارثة حينما اثار ترامب الجدل حول المهاجرين المكسيكيين خلال إعلان ترشحه للرئاسة عام 2015، حين قال: “عندما ترسل المكسيك شعبها، فإنها لا ترسل الأفضل … إنها ترسل أناسًا لديهم مشاكل، يجلبون المخدرات، والجريمة، وهم مغتصبون، وبعضهم، على ما أظن، أناس طيبون”. هذا الخطاب وضع إطارًا مرسوم ومفصل يصور المهاجرين المكسيكيين كمجرمين وتهديد للامن القومي الامريكي ، وهو نفس الخطاب الذي استمر خلال فترتي رئاسته . كان ولا يزال يستخدم مصطلحات مثل “غزو” و”احتلال “ لوصف الهجرة المكسيكية عبر الحدود بل زعم أن “الأمراض المعدية الخطيرة ” تنتشر بينهم وينقلونها للداخل الامريكي ، مما زاد من الحساسية والتوترات العرقية والسياسية
هذا الخطاب لم يكن مجرد تعبير عن رأي شخصي، بل كان استراتيجية سياسية لتعبئة قاعدته الانتخابية مستغلاً مخاوفهم من “تغيير هوية الأمة” الامة التي بنيت اساسا على المهاجرين . تعهد ترامب ببناء جدار على الحدود الأمريكية-المكسيكية وطالب المكسيك بدفع تكاليف هذا الجدار، وهو ما رفضته المكسيك لانه اهانه صريحة .
في يناير 2025، رفضت المكسيك طائرة ترحيل تحمل مهاجرين غير مكسيكيين، مما يشير إلى تصاعد التوترات وكان هذا الوعد رمز رئيسي لحملته . بحلول عام 2021، تم بناء حوالي 450 ميلاً من الحواجز الحدودية بقيمة حوالي 11 مليار دولار وبالفعل هذه السياسة سببت انخفاض بنسبة 87% في العبور غير القانوني في المناطق التي شُيدت فيها الجدران
وفي يناير 2025 امر ترامب بنشر 1,500 جندي ومشاة بحرية على الحدود ، مع مراجعة محتملة لاستخدام قانون التمرد لعام 1807، الذي قد يسمح بنشر القوات المسلحة ضد المهاجرين وحتى المواطنين الأمريكيين في الاحتجاجات . وفي حملته الانتخابية الاخيرة تعهد ترامب بإطلاق “أكبر عملية ترحيل في التاريخ الأمريكي”، مستهدفًا ملايين المهاجرين غير قانونيين ، مع التركيز على أولئك الذين لديهم سجلات جنائية . بحلول أبريل 2025 اي قبل شهرين فقط ،نفذت إدارة الهجرة والجمارك ترحيل 139,000 شخص ، واعتقلت أكثر من 150,000 مهاجر غير شرعي
أثارت سياسات ترامب الخوف في أوساط الجاليات المكسيكية، بما في ذلك المواطنون الأمريكيون من أصول مكسيكية. أفادت تقارير بأن العديد من المهاجرين، حتى أولئك الذين يحملون وضعًا قانونيًا، يترددون في قبول وظائف زراعية أو إرسال أطفالهم إلى المدارس خوفًا من الترحيل .
لكن من جانب اخر يدافع مؤيدو ترامب عن سياساته بحجة أنها ضرورية لحماية الأمن القومي والاقتصاد الأمريكي . حيث أن الهجرة غير الشرعية تكلف دافعي الضرائب مليارات الدولارات وتؤثر سلبًا على فرص العمل للمواطنين، وبالفعل أدت سياسات ترامب إلى انخفاض بنسبة 95% في العبور غير القانوني و99% في “الهروب” عبر الحدود بحلول فبراير 2025.
يقول مؤيدو هذه السياسة أن الولايات المتحدة الامريكية ليست في حاجة الى مهاجرين بدون خبرات ولا مهارات وان امريكا ليست جمعية خيرية لكي يأتي الناس من اقاصي الدنيا ويعيشوا من خيراتها في حين المواطن الأمرينطي نفسه يعاني من البطالة والفقر وكثرة الجريمة , وأن هؤلاء المهاجرين خصوصا الغير الشرعيين حين يأتون فهم يدمرون الاقتصاد عوض بنائه فغالبيتهم يقبلون بأقل الاجور الممكنة ويرضون بالذل مقابل الاحتفاظ بالوضيفة في حين يشكل هلالا مر عبئا على المواطن الامريكي الذي يجد نفسه امام امر الواقع الذي يحتم عليه مثلا العمل في وظيفة اجرها 1500 دولار وهو اعتاد على ان اجرها 3000 دولار , من سبب هذا الانخفاض هو المهاجر الشرعي الذي يقبل بأي مبلغ ثم ان المهاجرين الغير الشرعيين بابن انهم يقبلون بأي اجر وان كان هزيل فهم يأهلون اغلب الوضائف اي الامر مثل دائرة مفرغة من العبثية ,
المجتمع المكسيكي معروف نه مجتمع جريمة ومخدرات والمصيبة والكارثة ان هذا الانطباع من رسمه في مخيلة الأمريكين والعالم اجمع الاعلام والسينما وتحديدا السينما الامريكية التي غالبية افلامها تجسد المكسيكيين في دور تجار المخدرات والاختطاف والاجرام وهذ الصورة النمطية رسمت في اذهاننا جميعا واذا كان الامر كذلك لماذا لم يتم منع المهاجرين الايطاليين الذين كانو يشكلوني فترة من الفترات 90 في المئة من سكان نيويررك وأنشأو المافيا الايطاليا والتي هي ايضا وصلتنا عبر الافلام الايقونية الشهيرة
يعيش العالم الغربي ويعاني من متلازمة او لنقل نوع من الفصام في الشخصية فهو يحتاج للمهاجرين والمسالة بالنسبة له مسالة حياة او موت كما هو الحاصل في غالبية الدول الاوروبية وكندا وامريكا , ولكن رغم احتياجه الوجودي الى المهاجرين الذين هم اساس الاقتصاد الا انه لا يرغب في تخريب نسيج المجتمع لا يريد ان يرى الاسيوي والعربي والافريقي والهندي , في الشوراع وفي المترو او في السوق , يريد فقط ان يرى بني جنسه الابيض وهذه معضلة ليس لها أي حل الحل الوحيد هو أن يلد اكثر ويعمل اكثر لكنه لا يرغب بذلك فتستمر المعضلة وتكبر أكثر لانه اذا لم يأتي المهاجر فلن يجد الخباز ولا الحداد ولا عامل النضافة ولن يجد عامل البناء ولا الشرطي وستنهار الدولة وينقرض الشعب في فترة كبيرة مثلما يحدث الان مع اليابان
