أفلام تم حظرها حول العالم بسبب مواضيعها الحساسة . كل ممنوع مرغوب , رغم أن هذه المقولة لا تصح في الكثير من الأحيان الا أنها صحيحة أحيان أخرى ، منذ بداية تاريخ السينما والمسلسلات كانت ولا تزال وسيلة لبعث رسائل سياسية ودينية وفلسفية وجنسية وليس فقط الاستمتاع بمشاهدة الفيلم مع العائلة قبل النوم وربح المال من شباك التذاكر , ولذلك بعض الافلام تجاوزت والمسلسلات الخطوط الحمراء التي ترسمها كل دولة لنفسها وانتهى بها المطاف محظورة الامر بحظر الفيلم والتي تكون في الغالب أفلام رعب وعنف . وفي نفس الوقت المنع يكسب الفيلم شهرة أكبر ، ولذلك في هذه المقالة سأعرض عليكم 5 أفلام اشتهرت بسبب منعها
فيلم Zoolander
“زولاندر” من ضمن افلام الكوميديا الساخرة صدر عام 2001، من إخراج بن ستيلر، الذي هو أيضًا بطل الفيلم الذي يجسد عارض الأزياء الغبي , تدور القصة حول ديريك زولاندر، عارض أزياء ناجح ولكنه جاهل بهذا المعنى ، وهو في قمة نجاحه . ومع ذلك، تتعرض حياته المهنية للخطر عندما يظهر منافس جديد له في السوق اسمه هانسيل . يسخر فيلم “زولاندر” من جوانب مختلفة لصناعة الأزياء ، بما في ذلك هوسها بالمظاهر، وسطحية ثقافة المشاهير، وأصحاب المصالح في كواليس هذه الصناعة .
نستله : فضيحة أخلاقية تضرب أكبر شركة أغذية في العالم
إذا شاهدت الفيلم بالكامل من أول دقيقة للنهاية لن تستطيع ملاحظة أي لقطة يمكن لها أن تسبب منع هذا الفيلم نسبيا , لكن الحكومة المازلية كان لها رأي اخر , كانت الحبكة الرئيسية للفيلم هي محاولة اغتيال رئيس الوزراء الماليزي ، هاا اذا عرف السبب بطل العجب . اعتبر الرقباء الماليزيون هذا المشهد مسيئًا وقد يضر بسمعة البلاد، ومن هنا جاء قرار تعليق عرض فيلم Zoolander وتم سحبه مؤقتًا من دور العرض في ماليزيا ، ليس هذا فقط بل تحركت الديلوماسية الماليزية واتصلت بنظريتها السنغافروية من أجل حظر الفيلم على أراضي سنغافورة , بل تطور الامر الى أكثر من ذلك ، جيث استبدل الإصدار الآسيوي لفيلم Zoolander أي ذكر لماليزيا بمنطقة ميكرونيزيا الفرعية . هذا لامر جعل فيلم زولاندر واحد من عشرات الافلام الخاضعة للرقابة والتي لها إصدارات مختلفة في جميع أنحاء العالم .
فيلم the davinci code ( شيفرة دافينشي )
“شيفرة دافنشي” من افلام التاريخ والغموض والالغاز , مستمد من رواية دان براون الأكثر مبيعًا في العالم والتي تحمل نفس الاسم ، والعجيب الغريب أن الرواية هي أيضاأثارت الجدل و تم حظرها بعد صدورها في العديد من الدول بسبب فرضيتها الاستفزازية . صدر فيلم “شفرة دافنشي” للمخرج رون هوارد وبطولة توم هانكس عام 2006 . واجه الفيلم الكثير من اللغط والجدل في العديد من البلدان عند إصداره في عام 2006 ، واختلفت أسباب الجدل اعتمادًا على الحساسيات الثقافية والدينية والسياسية .
تقدم الرواية والفيلم قصة خيالية تدور حول فكرة وجود جمعية سرية تحمي الهوية الحقيقية للسيدة مريم المجدلية ، التي تزوجت من يسوع المسيح وأنجبت منه طفلًا وكملاحظة مريم المجدلية ليس هي مريم العذراء أم عيسى عليه السلام وأنام هي حسب الروايات التاريخية المسيحية تعتبر من أهم تلميذات المسيح. تتبع الحبكة عالم الرموز روبرت لانجدون وهو يحقق في جريمة قتل في متحف اللوفر في باريس ويكشف عن أدلة تقوده إلى كشف هذه المؤامرة القديمة .
الفكرة التي تبناها فيلم “شيفرة دافنشي” عن المسيح ومريم المجدلية والكنيسة المسيحية عموما سبب غضبً وسخط كبير بين بعض المسيحيين الذين اعتبروه تجديفًا . لان فكرة زواج المسيح وإنجابه للأطفال تتناقض 180 درجة مع التعاليم المسيحية التقليدية ، ولهذا السبب مثلا تجد الباباوات والقساوسة والراهبات لا يتزوجون حتى وفاتهم ,وبالتالي الكثير من الطوائف والجماعات المسيحية اعتبرت الفيلم مسيئ للمسيحية . لم يقف الامر عند الانتقاد في الاعلام فقط بل في الكثير من البلدان ذات الاغلبية المسيحية ، خرجت مظاهرات واحتجاجات الداعية لمقاطعة فيلم “شيفرة دافنشي” . وبسبب الضغط الشعبي فكرت بعض البلدان في حظر الفيلم أو فرض الرقابة عليه . على سبيل المثال، في الهند، حيث الحساسيات الدينية عالية المتجذرة في طبيعة الهنود السيكولوجية ، حظرت عدة ولايات الفيلم لفترة وجيزة تحت ذريعة مراجعته من قبل السلطات الدينية.
فيلم Barbie ( باربي )
غالبيتكم شاهدوا بوستر أو منشور أو ستوري عن فيلم Barbie ( باربي ) في السوشيال ميديا بقصد أن عن دون قصد حتى ولو لم تشاهد الفيديو , فيلم باربي هو ثاني أعلى فيلم تحقيقًا للإيرادات السنة الماضية اي 2023 . يستند الفيلم إلى اللعبة الشهيرة باربي ، وتلعب مارجوت روبي دور الشخصية الرئيسية التي تنطلق في رحلة برية مع كين . عندما يتمكن الثنائي من مغادرة أرض باربي السحرية واستكشاف العالم الحقيقي ، حيث يكتشفان الخير والشر الموجود في الإنسانية.
غير أن الفيلم لم يعجب الكثير من الدول واثار حفيظتهم حيث قامت الفيتنام بحظر الفيلم والسبب عجيب وغريب جدا , حيث ادعت فيتنام أن خريطة العالم المعروضة في الفيلم في أحد مشاهد الفيلم والمرسومة بطريقة بسيطة وكاريكاتورية جدا تظهر بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه ، حيث يظهر خط على شكل حرف U والذي يوضح مطالبة الصين الإقليمية بجزء كبير من بحر الصين الجنوبي الامر الذدي ترفضه فيتنام . الظاهر من القصة أن فيتنام فسرت الصورة على أنها “خط من تسع نقاط”
حيث أن الخرائط الصينية تستخدم “خط التسعة نقاط” لتوضيح مطالبة البلاد بالمنطقة ، على الرغم من رفض القانون الدولي مطالبة الصين لهذه المنطقة ، يعتبر بحر الصين الجنوبي واحد من أكثر طرق التجارة ازدحامًا في العالم ، كما تنازع عليها العديد من دول جنوب شرق آسيا الأخرى، بما في ذلك فيتنام، التي تعتبر مساحات كبيرة من بحر الصين الجنوبي جرفها القاري .
ليس الفيتنام لوحدها من حظرت فيلم Barbie ( باربي ) بل عدة دول أخرى كالكويت والجزائر التي ادعتا أن الفيلم “يروج للمثلية الجنسية” ويتناقض مع القيم المتعلقة بالإيمان والأخلاق , ولبنان بسبب أن الفيلم ، يضم ممثلين من مجتمع الميم مثل سكوت إيفانز وألكسندرا شيب وهاري نيف . المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة يوم الخميس بعد أن اقترح الرقباء المحليون بعض التعديلات على الفيلم مما أدى إلى تأخير إصداره الأصلي في 21 يوليو، كما ذكرت هوليوود ريبورتر. وأشارت المنفذ إلى أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت أجزاء من فيلم Barbie ( باربي ) قد تم قطعها من أجل إصداره في تلك البلدان.
فيلم The Simpsons (ذا سيمبسونز)
فيلم “عائلة سيمبسون” الذي صدر عام 2007 هو فيلم مقتبس من المسلسل التلفزيوني الكرتوني الشهير “عائلة سيمبسون” . الفيلم يتمحور حول قصة عائلة سيمسون في بلدة سبرينغفيلد حيث تستمر الحياة الروتينية كالمعتاد للعائلة وسكان البلدة. غير أن ذلك الروتين الهادئ للبلدة انهار حين أدت تصرفات هومر سيمبسون الأنانية وغير المسؤولة عن غير قصد إلى كارثة بيئية نووية .
تصل مشكلة التلوث في سبرينغفيلد إلى نقطة خطيرة تهدد حياة الناس وكل شيء حي ، الامر الذي يؤدي إلى إغلاق الحكومة للبلدة بكاملها تحت قبة طاقة شفافة وعملاقة . يشعر هومر بالذنب بسبب دوره في الكارثة، ويشرع في رحلة التكفير عن ذنبه لإنقاذ عائلته والبلدة . على طول المسلسل ، تواجه الأسرة تحديات وعقبات مختلفة ، يجب أن تواجهها بالاتحاد والتعاون
لو شاهدت الفيلم على الأرجح لن تجد أي سبب منطقي لحظر الفيلم ، وهذا الامر صحيح فالفيلم ليس فيه أي شيء سيء ولهذا السبب تم حظره من قبل دولة واحدة فقط في العالم وهي ميانمار ، بل حتى أن سبب المنع مضحك ومثير للسخرية وهو الالوان الموجودة فيه وتحديدا اللون الأصفر والاحمر فقط هذا كل شيء , ,وحين ارادت ميانمار تبرير هذا المنع لشعبها , قالت أنه في في وقت إصدار الفيلم ، كانت ميانمار تتعامل مع جماعة متمردة ، وهي الرابطة الوطنية للديمقراطية .وهذه الجماعة تستعمل اللون الاحمر والاصفر في علمهم . وللمصادفة فإن بشرة الشخصيات في مسلسل ذ سيمسون هي اللون الاصفر والكثير من اللقطات يغلب عليها اللون لاحمر فتم حظر الفيلم لعدم إظهار التحيز أو التحريض على العنف.حسب قولهم
فيلم Persepolis
“برسيبوليس” هو أحد افلام الرسوم المتحركة صدر في عام 2007 ، وهو مقتبس من رواية مصورة تحمل نفس الاسم من تأليف المؤلفة الفرنسية من اصول ايرانية مرجان ساترابي . الفيلم يحكي قصة طفولة مرجان ومراهقتها في إيران أثناء الثورة الإسلامية وما بعدها . وتم تصنيفه في قائمة افلام المعادية للنظام الايراني الدكتاتوري .
يبدأ الفيلم بمرجان ساترابي وهي فتاة صغيرة نشأت في طهران عاصمة إيران، أثناء حكم الشاه . مرجان تحلم بأن تصبح نبية وتنشر العدالة في العالم . والدا مرجان من المثقفين التقدميين و مع اندلاع الثورة الإيرانية دعموها وشاركوا فيها أملا في قدوم نظام ديموقراطي جديد يحترم الانسان ويحقق له العدالة والعيش الكريم . غير أن كل أحلامهم انهارت بعدما استبدل حكم الشاه الذي ثاروا عليه بنظام أسوأ أكثر قمعا ودكتاتورية .
خوفًا على سلامتها يرسل الابوان ابنتهما مرجان للدراسة في في فيينا عاصمة النمسا . وهناك تكافح مرجان للتكيف مع الحياة الجديدة في بلد أجنبي ، وتشعر بالغربة والعزلة عن هويتها الإيرانية . على الرغم من التحديات الكثيرة التي تواجهها، تستمر مرجان في الصبر والمثابرة لتعود في النهاية إلى إيران . وهناك وجدت وطنها قد تغير كثيرا حيث تحولت البلاد الى أسوأ مما سبق في ظل نظام قمعي . على الرغم من المصاعب التي تتحملها، تظل مرجان صامدة ومصممة على إيجاد مكانها في العالم.
وفقط من خلال هذا الملخص البسيط للفيلم فأنتم على علم مسبق الان بالدولة التي منعت هذا الفيلم وحرصت على دفع أصدقائها لمنعه أيضا , نعم هي جمهورية ايران , حظرت الحكومة الايرانية في عهد الخميني توزيع الفيلم وعرضه ، بسبب ما قالوا أنه يتهم ايران بالقمع والظلم ، وفرض قيود على حرية التعبير، والحكم الاصولي الديني .
ومن الدول التي وضعت رقابة على الفيلم لبنان وهذ الامر معروف وغير صادم حيث تتوغل ايران في لبنان بشكل كبير. لكن تم رفع الحظر في النهاية بعد احتجاجات عامة ومناقشات مع وزارة الداخلية اللبنانية .الإمارات العربية المتحدة وضعت رقابة على الفيلم أيضا بسبب محتواه السياسي وتصويره لقضايا حساسة , تونس حظرت الفيلم في البداية لنفس الاسباب لكن تم رفع الحظر لاحقًا بعد مفاوضات مع السلطات .
لكن بشكل عام، تلقى فيلم “برسيبوليس” استحسانً كبير لمزاياه الفنية وروايته القوية، فإن موقفه النقدي من القضايا السياسية والاجتماعية جعله هدفًا للرقابة والقيود في مناطق معينة. ومع ذلك، فإن هذه الجهود لقمع الفيلم لم تخدم إلا في جذب المزيد من الانتباه إلى رسالته وتأثيره .
ايران جحيم حقوق الانسان
وكملاحظة شخصية مني ليس دفاعا عن إيران أبدا فأنا أعتبر إيران وإسرائيل وجهان لعملة واحدة وعدوهما المشترك العرب والمسلمين عموما , لكن دفاع الغرب تحديدا عن هذا الفيلم ليس حبا في عيون الايرانيين وتمنيهم لتطبيق حرية التعبير و والعدالة والديموقراطية في ايران , مرجان ساترابي ما هي سوى بيدق في حرب بالوكالة الغرب يستعملها كمطرقة لضرب ايران في المجتمع الدولي وتشويه سمعتها امام العالم اللي اصلا سمعتها زفت من الأساس , تماما مثلما فعلوا مع مالالا يوسفزاي الباكستانية , أخذوا فتاة واحدة من باكستان ولمعوها ووضعوها في المحافل الدولية ونشروا كتبها ليس حبا في باكستان ولا في الباكستانيين والنساء الباكستانيات بل لاهداف سياسية محددة يتم استعمالها فيها كورقة , فهل تريدني أن اصدق أن الغرب يخاف على المرأة في الدول المسلمة والعربية والافريقية لسواد عيونها ويريد لها الخير والعيش الكريم ؟ حقا أريد أن أصدق لكن والله قوية , متى اهتم الغرب بالنساء الباكستانيات أو الايرانيات لكي يختار بعض منهم كأبطال دون غيرهم الملايين الذين لا نسمع عنهم شيئا , وطبعا هذا لا ينفي أبدا أن ما قيل في الفيلم هو حقيقي وايران جمهورية قمعية بل تعتبر من أكثر الدول تطبيعا لعقوبة الاعدام بالمشانق في الشوارع العامة لاناس أبرياء لا لشيء الا لانهم معارضين , لكن الافلام كما قلت في البداية وسيلة لنشر الافكار السياسية والدينية والجنسية أكثر من كونها مشاريع لربح المال .
مصدر
Comments 2