منذ بداية الاتحاد السوفييتي في عام 1922، امتزجت الكثير من الامم والشعوب في هذا الكيان الجديد كل امة لها ثقافتها وتقاليدها الخاصة ، ظهر ذلك في مجال صناعة رسوم متحركة ، حيث أنتج الاتحاد السوفياتي بعضً من أغرب وفضل افلام الكرتون في العالم ، منها ما هو موجه للاطفال ومنها ما يحمل افكاغر قفلسفية وجودية سريالية غريبة ،واخرى مرعبة لا تختلف عن افلام الرعب ، وكان لها تأثير كبير على الرسوم المتحركة العالمية . شاهدت قرابة الـ30 فيلم ومن شدة إعجابي بها قررت أحولها لسلسلة من عدة مقالات
“Pereval” (The Pass, 1988)
هو فيلم كرتوني قصير من الخيال العلمي السوفييتي أخرجه فلاديمير تاراسوف استنادًا إلى قصة للمؤلف السوفييتي كير بوليتشيف .
تتبع قصة الفيلم ثلاثة أبطال شباب – أندريه وأخته ليرا وصديقهما ماك – في مهمة خطيرة عبر جبلي قاحل وموحش للوصول إلى مدينة أو مجتمع انساني بعيد . يبدو ذلك العالم ، كما هو موضح في الفيلم، وكأنه منطقة مهجورة مدمرة أو حرب نووية قد مرت من خلاله ، وقد يكون مؤلف السيناريو يلمح إلى مستقبل ما بعد نهاية العالم حيث انهارت البشرية والتطور التكنولوجي أو أُجبرت على التكيف مع بيئة قاسية .
هؤلاء المستكشفون هم جزء من مجتمع ناجي ويعيش في عزلة لسنين . نشأوا وهم يستمعون إلى قصص وأساطير حول مستوطنات ومجتمعات بشرية أخرى والتي من المحتمل وجودها خلف تلك الجبلية . تم تكليف أندري وليرا وماك بتوصيل رسالة أو التواصل مع إحدى هذه المستوطنات التي يعتقد أنها تقع خلف ممر الجبلي . المهمة الخطيرة لها أهمية كبيرة لشعبهم ومجتمعهم المعزول ، لأنها تمثل فرصة للتواصل مع بقية البشر الاخرين وربما إعادة بناء بعض ما بقي مظاهر المجتمع .
أثناء رحلتهم عبر الجبال ، يواجه الشباب الثلاث عقبات مختلفة تختبر مرونتهم وقوة تحملهم في تلك البيئة ، بما في ذلك التضاريس المميتة والمخلوقات الغريبة والتهديد المستمر بالفشل في مهمة الوصول , وهم يدركون أنهم قد لا ينجون . لكن على الرغم من المخاطر، يواصلون رحلتهم بشجاعة وعزيمة ، مسترشدين بإحساس بالهدف والأمل في بناء مستقبل جديد لمجتمعهم .
فالممر الجبلي نفسه مميت، مع منحدرات شديدة الانحدار وصخور حادة ومناخ بارد يستنزف قوة المستكشفين . المسار مليء ببقايا وجثث المسافرين السابقين – معدات مكسورة وعظام . وفي مرحلة ما، يواجه الفريق مخلوقات غريبة متحولة . هذه الكائنات تشبه البشر إلى حد ما ولكنها ملتوية ومتغيرة ، من الفرضيات أن هذه المخلوقات الغريبة وجدت بسبب الظروف القاسية أو نتيجة للإشعاع المتبقي أو التلوث الناجم عن الاحداث التي سببت دمار العالم . وعلى طول الطريق تبدأ مشاعر العزلة والرعب في التأثير على معنويات الفريق. في نقاط مختلفة، يواجه كل شخصية مخاوف وشكوكًا داخلية . لكن يصبح ماك، الأكثر قوة وإصرارً من بين الثلاثة ، وأصبح مصدرًا تحفيز والقوة والقيادة للبقية .وقرب وصل رحلتهم للذروة ، يعثر الفريق على بقايا تكنولوجيا قديمة – موقع مهجور أو خراب مليء بالآلات والتحف من حضارة سابقة . ترمز هذه اللحظة إلى المعرفة والعلوم المفقودة بسبب الخراب الذي حل بالارض وتعلم يتسائلون عن ما حدث فعلا للعالم . يشعر المسافرون الشباب بالرهبة والخوف من هذه البقايا التكنولوجية ، وهناك أدركوا بأن مجتمعهم ما هو سوى ظل وبقايا لحضارة عظيمة حكمت العالم ذات يوم .
مع اقتراب الفريق من نهاية رحلتهم، يواجهون تحديًا أخيرًا : جرف شديد الانحدار يجب عليهم تسلقه للوصول إلى الجانب الآخر . في هذه اللحظة الحزينة والدرامية ، يبذل الثلاثة قصارى جهدهم لتسلق المنحدر . وفي لحظة مفجعة، يقدم ماك ـ الأقوى بين الثلاثة ـ تضحية نبيلة . يدرك ماك أنه لا يمكنهم ان ينجحوا إذا استمروا معًا، فيقرر البقاء خلف المجموعة، مما يمنح أندريه وليرا الفرصة للاستمرار . في السبيل الوصول للهدف واعطاء فرصة أخرى للبشرية في اعادة نفسها. في تلك اللقطة يترك الفيلم النتيجة مفتوحة، مما يسمح للمشاهدين بالتساؤل عما إذا كانت رحلتهم تمثل أملًا في المستقبل أم صراعًا مأساويًا معزولًا .
النهج البصري الذي يتبعه تاراسوف في فيلم Pereval يخلق جو من الخوف والقلق ، حيث يستخدم رسومًا متحركة مرعبة ومفصلة لتصوير عالم جميل وموحش في نفس الوقت . الألوان القاتمة المشؤومة والتضاريس الوعرة تخلق شعورًا بالعزلة والخطر، وتجذب المشاهد إلى المشهد العاطفي للرحلة . في حين الصوت والموسيقى التصويرية المزعجة للفيلم تضفي احساس غريب وكأنك مندمج مع الاحداث .
“Pereval” هو بحق تحفة بصرية , وفيلم رمزي ومليئ بالمجاز ، الرسوم المتحركة مخيفة، مع مناظر طبيعية مظلمة وجوية تعمل على تضخيم التوتر وعدم اليقين في رحلة المستكشفين. يلتقط استخدام تاراسوف للقصص المرئية بشكل فعال الشعور بالعزلة والخطر في العالم القاحل الذي يتنقلون فيه. تلعب الموسيقى وتصميم الصوت أيضًا دورًا حاسمًا في ترسيخ مزاج غريب ومثير للتشويق، مما يجذب المشاهدين إلى محنة المستكشفين.
ولهذا السبب في البداية قلت لكم بأن غالبية هذه الافلام صناعها فلاسفة وذو تفكير عميق , يركز الفيلم على موضوع الشجاعة والتضحية والدوافع البشرية ويظهر النهج الفريد للخيال العلمي الذي اشتهر به رسامو الرسوم المتحركة ورواة القصص السوفييت، حيث يمزج الفيلم بين المغامرة و والمعاني الفلسفية والوجودية
“Tale of Tales” (1979)
“حكاية حكايات” (سكازكا سكازوك)، من إخراج يوري نورستين، هو فيلم رسوم متحركة سوفييتي يُعتبر غالبًا أحد أعظم الإنجازات في تاريخ الرسوم المتحركة. تم إصدار هذه التحفة الفنية التي تبلغ مدتها 29 دقيقة في عام 1979، وهي استكشاف عميق للذاكرة والعاطفة والوجود البشري. يتجنب الفيلم السرد الخطي التقليدي، وينسج بدلاً من ذلك نسيجًا من المشاهد السريالية، ويمزج بين الذكريات الشخصية والتاريخ الثقافي والموضوعات العالمية في تجربة سينمائية جميلة ومخيفة.
يعكس عنوان الفيلم نطاقه الطموح – “حكاية حكايات” يوحي بقصة عن القصص، ومجموعة من المشاعر واللحظات المترابطة التي تتردد صداها بعمق مع الجماهير. ستتعمق هذه المقالة في القصة والموضوعات والشخصيات والنهج الفني لفيلم “حكاية حكايات”، وتكشف لماذا يُعتبر عملاً عميقًا وخالدًا.
لا يتبع فيلم “حكاية حكايات” حبكة تقليدية. بل إنه يقدم بدلاً من ذلك سلسلة من الحلقات المتشابكة التي تستحضر الطبيعة المجزأة غير الخطية للذاكرة. يستقي الفيلم من ذكريات طفولة المخرج يوري نورستين، والفولكلور الروسي، والوعي الثقافي الجماعي الذي تشكله صدمة الحرب. ترتبط هذه التسلسلات معًا بوجود ذئب رمادي صغير، يعمل كمراقب ومشارك عرضي في الأحداث المتكشفة.
تتضمن اللحظات الرئيسية في الفيلم:
- رحلة الذئب الرمادي: يعمل الذئب كشخصية محورية، يتجول عبر حلقات الفيلم المختلفة. إنه شخصية هادئة وكئيبة، تجسد الحنين إلى الماضي ومرور الوقت. في الفولكلور الروسي، غالبًا ما يكون الذئب شخصية ماكرة أو مخيفة، لكنه هنا لطيف ووحيد ومتأمل، يراقب العالم بإحساس بالخسارة.
- مشهد تهويدة: من أكثر المشاهد المؤثرة مشهد أم تهز مهد طفلها بينما تغني تهويدة. يرمز هذا المشهد، المليء بالدفء والحنان، إلى راحة الطفولة والحب الحامي الذي يوفره الوالدان. تنتقل التهويدة إلى لحظات أكثر قتامة، مما يشير إلى هشاشة هذه البراءة المثالية.
- أطفال يلعبون: تلتقط مشاهد الأطفال وهم يضحكون ويلعبون أفراح الشباب العابرة. تتناقض أنشطتهم الخالية من الهموم مع النغمات الكئيبة لمشاهد أخرى، مما يؤكد على الطبيعة العابرة للسعادة وحتمية التغيير.
- رقصة التانجو: يرقص زوجان التانجو في غرفة ذات إضاءة خافتة، وحركاتهما أنيقة وعاطفية. ينقل هذا المشهد الحب والتواصل، ولكن أيضًا شعورًا بالشوق وعدم الثبات. الرقصة، على الرغم من جمالها، تبدو وكأنها لحظة خارج الزمن، محكوم عليها بالتلاشي.
- شجرة التفاح والثور: يرعى ثور ضخم وهادئ تحت شجرة تفاح في ريف هادئ. يمثل الثور المرونة والاستقرار، في حين ترمز شجرة التفاح إلى الطبيعة الدورية للحياة. توفر هذه الصورة الهادئة فترة راحة قصيرة من الموضوعات الأكثر قتامة في الفيلم، وتسلط الضوء على الجمال الدائم للطبيعة وسط الصراعات البشرية.
- مشاهد الحرب: يلوح ظل الحرب في الأفق. يسير الجنود عبر الحقول الثلجية، وتؤكد صور الحزن والدمار على صدمة الصراع. تستحضر هذه المشاهد الذاكرة الجماعية للحرب العالمية الثانية، وهو حدث حاسم للاتحاد السوفييتي. تتناقض مشاهد الحرب بشكل صارخ مع لحظات الحب والبراءة، مما يؤكد على الخسارة المدمرة التي تجلبها الحرب.
- الرحلة عبر الغابة: في تسلسل جميل ومثير للقلق، يسير الذئب عبر غابة مظلمة مغطاة بالثلوج. يجسد هذا المشهد مشاعر العزلة والتأمل، ويعكس الوحدة التي غالبًا ما تصاحب مرور الوقت.
الموضوعات في حكاية الحكايات
- الذاكرة والحنين: يحاكي هيكل الفيلم الطريقة التي تنشأ بها الذكريات – مجزأة وغير خطية ومشحونة عاطفياً. كل مشهد قصير يشبه ذاكرة تطفو على السطح، تمزج بين الفرح والحزن بطريقة تبدو أصيلة وعالمية.
- الطفولة والبراءة: يعود الفيلم كثيرًا إلى صور الطفولة – التهويدات والألعاب واللحظات الخالية من الهموم – ويقارنها بتحديات وخسائر مرحلة البلوغ. يسلط هذا التقابل الضوء على الطبيعة العابرة للبراءة وتأثير مصاعب الحياة الحتمية.
- الحب والتواصل: تؤكد مشاهد مثل رقصة التانغو على جمال وهشاشة العلاقات الإنسانية. يقترح الفيلم أن الحب جزء عابر ولكنه أساسي من التجربة الإنسانية، ويقدم لحظات من الفرح حتى في مواجهة زوال الحياة.
- الحرب والخسارة: تعكس مشاهد الحرب الصدمة الجماعية التي تعرض لها الاتحاد السوفييتي أثناء الحرب العالمية الثانية. وتعمل هذه اللحظات كتذكير صارخ بتكلفة الصراع، مما يعطل المشاهد الأكثر هدوءًا في الفيلم بصورها المروعة.
- دورات الحياة: ترمز شجرة التفاح والثور إلى الإيقاعات الدائمة للطبيعة والطبيعة الدورية للحياة. فالميلاد والنمو والحب والموت مترابطان، ويشكلان نسيج الوجود.
الرمزية والدوافع الرئيسية
“إن فيلم “حكاية حكايات” غني بالرمزية، ويدعو المشاهدين إلى تفسير صوره بطريقتهم الخاصة. وفيما يلي بعض العناصر الرئيسية:
- الذئب: الذئب هو دليل وشاهد في الوقت نفسه، ويمثل الحنين إلى الماضي والخسارة ومرور الوقت. ويربط وجوده الهادئ بين المشاهد المتباينة، مما يمنح إحساسًا بالاستمرارية.
- تهويدة: تهويدة الأم هي استعارة للأمان والدفء، وتستحضر الراحة الشاملة لحب الوالدين. وتشير جودتها المخيفة إلى عدم ثبات هذا الأمان.
- التانجو: يرمز رقص التانجو إلى شدة وهشاشة العلاقات الإنسانية، ويلتقط لحظة عابرة من الجمال وسط عدم اليقين في الحياة.
- شجرة التفاح والثور: تعكس هذه الصور الاستقرار والاستمرارية، وتقدم نقطة مقابلة للمشاهد الأكثر فوضوية وحزنًا في الفيلم.
- الثلج والظلام: تثير الصور المتكررة للثلج والظلال مشاعر العزلة والتأمل، مما يعزز النغمة الحزينة للفيلم.
النهج الفني والأسلوب البصري
تم الإشادة على نطاق واسع برسوم يوري نورستين المتحركة في “حكاية الحكايات” لتقنياتها المبتكرة وصورها المذهلة. تم إنشاء الفيلم باستخدام طريقة الرسوم المتحركة المقطوعة متعددة الطبقات، حيث يتم وضع قصاصات الورق على ألواح زجاجية متعددة ويتم تصويرها بكاميرا المنصة. تخلق هذه التقنية شعورًا بالعمق والملمس يضيف إلى جودة الفيلم الشبيهة بالحلم.
- الإضاءة والظلال: يعزز استخدام نورستين الماهر للضوء والظل التأثير العاطفي لكل مشهد. يعكس التفاعل بين السطوع والظلام موضوعات الفيلم من الفرح والحزن.
- لوحة ألوان خافتة: تثير الألوان الخافتة للفيلم شعورًا بالحنين والخلود، بينما تلفت الانفجارات العرضية للألوان النابضة بالحياة الانتباه إلى لحظات ذات أهمية.
- الموسيقى وتصميم الصوت: تلعب الموسيقى التصويرية، التي تضم موسيقى كلاسيكية وترانيم تقليدية، دورًا حاسمًا في تحديد نغمة الفيلم. تعمل الموسيقى على تعزيز الرنين العاطفي للصور، مما يخلق تجربة غامرة للغاية.
يتجاوز فيلم “Tale of Tales” حدود الرسوم المتحركة التقليدية، ويمزج بين الذكريات الشخصية والفولكلور والحقيقة العالمية في تحفة شعرية. تدعو قصة الفيلم غير الخطية المشاهدين إلى تفسير صوره بطريقتهم الخاصة، مما يجعلها تجربة شخصية وتأملية للغاية. يتردد صدى استكشاف الفيلم للذاكرة والحب والخسارة لدى الجمهور على مستوى عميق، ويذكرنا بجمال الحياة وهشاشتها.
kaliph the stork (1981)
فيلم kaliph the stork “خليفة اللقلق” هو فيلم رسوم متحركة سوفييتي من إخراج فلاديمير دانيليفيتش صدر عام (1981) أي مر عليه قرابة 34 سنة , يستند الفيلم إلى قصة خيالية من تأليف فيلهلم هاوف .
تبدأ القصة في مدينة بغداد القديمة، التي يحكمها خليفة طيب القلب يدعى حاسيد . يحظى حاسيد باحترام كبير من قبل شعبه بسبب حكمه العادل والمتساهل , ولكنه يميل دائما للبحث عن الرضا عن النفس ، يقضي معظم أيامه في رفاهية مع وزيره المقرب منصور . على الرغم من حياته المريحة والفاخرة نسبيًا ، الى ان الخليفة حاسيد رجل فضولي، مهتم دائمًا بالتجارب الجديدة والمثيرة، خاصة إذا كانت ستكسر روتين حياة القصر .
في أحد الأيام، يصل تاجر غريب المظهر وغامض إلى القصر، يقوم الحرس بتفتيشه ليكتشف انه يحمل معه بضائع غريبة ومجوهرات من بلاد بعيدة . ينبهر الخليفة ببضائع التاجر غير العادية ويدعوه وفي ذات الوقت يأمر الحراس بطرده من القصر . من بين تلك الكنوز، يعثر الخليفة على قارورة صغيرة فيها مرآة و مسحوق سحري مع رسالة غريبة ، طلب الخليفة المعونة من حكماء القصر لتفسير معاني تلك الرسالة ومن سيفعل ذلك سيعطيك لقب حكيم الحكماء , لم يستطع أي أحد شرح الرسالة , في ذلك الوقت قام التاجر بالتسلل للقصر مرتديا قناع غريب , وقام بأخذ الرسالة وشرحها للخليفة كونه هو في الأساس من يمتلكها , قال التاجر أن لذلك المسحوق القدرة على تحويل أي شخص إلى أي حيوان من اختياره ، مما يسمح له بفهم لغة الحيوانات أيضًا. غير أنه يحذره من مشكلة : للتحول مرة أخرى إلى شكله البشري، يجب أن يتذكر كلمة سحرية معينة، “موتابور”. وإذا نسي الكلمة وهو على هيئة حيوان، فسيبقى في ذلك الجسد الحيواني إلى الأبد.
يقرر الخليفة إبقاء المسحوق سرًا، ويشارك خطته فقط مع وزيره المخلص، منصور . في اليوم التالي، خرج الخليفة ومنصور من أسوار القصر إلى حقل هادئ، حيث قررا استخدام المسحوق والتحول إلى طيور اللقالق. وبدأ في فهم لغة الطيور من حوله. في البداية، استمتع الخليفة بهذه القدرة العجيبة وكان مسرورًا بإحساس الحرية والقدرة على استكشاف مملكته من السماء .
وأثناء لعبه ورقه مع أنثى لقلق قامت أخذت فحاول مسرعا الدخول الى قصره غير أن اعصار قوي قام بغلق الابواب , تبين أن من سبب ذلك الاعصار هو ذلك التاجر . حاول الخليفة العودة إلى هيئتيه البشرية ، لكنه نسي الكلمة السحرية “موتابور”. ففي حماسته الجديدة كطير لقلق، لم يولي اهتماما إلى تحذير التاجر في البداية . بدأ اليأس والذعر يسيطر عليه فقد أصبح محاصر في جسد لقلق .
بدأ الخليفة بالتجول في الأرض وهو مصاب بالخوف واليأس ليصادف سلمندر يسبح في الماء وهو يبكي ويمكنه التحدث بلغة البشر . اتضح أن أنها كانت ذات يوم أميرة من مملكة مجاورة لكنها وقعت ضحية لخداع ساحر عندما رفضت الزواج به , فلعنها وتحولت إلى سلمندر وأصبحت محاصرة في شكلها الحيواني .
شرحت له ان ذلك الساحر الشرير يُدعى كاشنور، وله خطة للتامر و للاستيلاء على عرش الخليفة . والتاجر الذي باعه المسحوق السحري كان يعمل في الواقع لصالح هذا الساحر ، الذي تعمد إعدادهما للتحول إلى حيوانات بشكل دائم ، مما مهد الطريق له للاستيلاء على السلطة .
قرر السلمندر مساعدة الخليفة للبحث عن وكر الساحر ومواجهته وكسر التعويذة . وبالفعل سافروا لمسافة طويلة جدا في قلب الصحراء حيث يوجد الوكر تحت الارض , قامت الرمال ابتلاعهم ، ليجدوا انفسهم في قلب عرين الساحر الملي بمخلوقات غريبة وعجيبة بعضها حيوانات مشوهة والاخر نصف انسان ونصف حيوان , واثناء ذلك استطاعا سماع الكلمة السحرية من تلك المخلوقات التي كانت ترددها
قام الخليفة بترديد الكلمة لينهار عالم الساحر وتختفي تلك المخلوقات للأبد ، ثم يتحولان مرة أخرى إلى هيئتيهما البشرية . عاد الخليفة الى شكله وعاد السلمندر الى هيئتها كالأميرة جميلة .وقع الخليفة في غرامها وطلب يدها للزواج لكنها رفضت وقاله له أن ستعود الى مملكتها لانها بحاجة لها . عند عودته الى قصره . تعهد الخليفة بأن يقدر الولاء والتواضع وأهمية الاستماع إلى الآخرين .
هذه القصة الغريبة من الادب السوفييتي تحمل الكثير من الحكم الأخلاقية كمخاطر الغطرسة والأنا الزائدة على الانسان
مشاهدتي لهذه الافلام خصوصا بالليل يعطيني شعور ونوستالجيا غريبة