وأنا أتصفح الاخبار في حسابي على موقع إكس (تويتر سابقا) , صادفني مقال على موقع عربي بوسط القطري , جذبني عنوانه المستفز والذي يتماهى مع الحملة المسعورة لطمس الهوية والثقافة المغربية والسطو عليها , وكان العنوان هو : ” أصولها عثمانية ووصلت إلى المغرب عن طريق الجزائر.. “الشباكية”، أشهر الحلويات الرمضانية المغربية “.
الامر ليس بجديد على المغاربة , ونشهد بشكل متكرر الكثير من المقالات والفيديوهات التي تحاول تحريف وتزوير التاريخ المغربي ونسبه لغيره أهله . فالمملكة المغربية هي الدولة الوحيدة التي لم يستطع الغزو التركي في أوج قوته بلوغها والسيطرة عليها في شمال افريقيا , هذا الامر لم يكن هينا وسهل البلع على شخصية التركي العنيدة ولا على حلفائه من الدول العربية الخليجية المعروفة , وبالتالي كأن حال لسانهم يقول ما فشلنا في فعله بالجيوش سنفعله بالاعلام . في هذه المقالة سأحاول تعديل كفة الميزان , وسأفصل لكم أكذوبة ” الشباكية المغربية أصولها عثمانية ” وسنرى ما هي الادعاءات والادلة على موقع عربي بوسط “القطري” .
حلوى الشباكية المغربية
حلوى الشباكية المغربية، هي واحدة من أقدم وأشهر الحلويات التقليدية في المغرب . تتميز هذه الحلوى بتصميمها الفريد وطعمها الغني واللذيذ والذي يمكنك شم رائحتها تجول وتصول الاحياء المغربية في رمضان ، الشباكية جزء لا يتجزأ من الثقافة المورية المغربية ، خصوصا خلال شهر رمضان المبارك . حيث تعتبر الشباكية من الاطباق او الوجبات الرئيسية على مائدة الافطار المغربي, ولا تكتمل الصورة الرمضانية الى بوضع الطرب الاندلسي على التلفاز مع تجمع العائلة أو أهازيج وأمداح دينية تضفي جو من الراحة والسكينة , وهذه الاجواء لا توجد في أي منطقة في العالم ما عدى المغرب ولوحده . يستهلك المغاربة الشباكية بشكل واسع خلال هذا الشهر، حيث تقدم عادة إلى جانب الحريرة، وهي شوربة تقليدية مغربية .
الدليل على الأصل الأندلسي للشباكية

يرجع أصل الشباكية إلى قرون من الزمن ، وتعود جذورها حسب المصادر التاريخية المتوفرة إلى الثقافة المورية الأندلسية , على عكس ما ذكر تماما في المقال القطري . كانت الثقافة الاندلسية مزدهرة في جنوب إسبانيا وشمال إفريقيا خلال العصور الوسطى . يُعتقد وعلى أكبر ترجيح أن الشباكية قد انتقلت إلى المغرب مع المسلمين المغاربة الأندلسيين الذين هاجروا من الأندلس بعد سقوطها في يد الملوك الكاثوليك في أواخر القرن الخامس عشر وبداية محاكم التفتيش .
المغرب لم يكن يوما منفصلا عن الاندلس فهما وجهان لعملة واحدة ومرتبطان ارتباط عضوي , فقد فتحت الاندلس من المغرب وعلى يد القائد الامازيغي المغربي المسلم طارق ابن زياد مع جيش من المغاربة المسلمين الامازيغ و العرب , وهذا الارتباط الوثيق بين المغرب والاندلس (اسبانيا حاليا) يتجلى في الكثير من الجوانب كالعمارة والفن والموسيقى وحتى بعض العادات والتقاليد , ومن يزور الكثير من المدن الاسبانية التاريخية سيخيل اليه من الوهلة الاولى أنه في فاس أو مراكش أو تطوان , وعليه بعد عودة الشباكية وغيرها من الاطباق للمغرب مع المسلمين الفارين من الاندلس , ما هي إلا بضاعتنا ردت إلينا , مع مرور الزمن، تم تبنيها وتطويرها في المغرب لتصبح كما نعرفها اليوم .
ارتبطت الشباكية المغربية بشكل كبير بالمناسبات الدينية والاجتماعية . على الرغم من أن الشباكية تُعد حلوى يومية في بعض المناطق، إلا أنها تحمل طابعًا خاصًا خلال شهر رمضان. يعود هذا التقليد إلى ما قبل قرون، حيث كانت تُحضّر هذه الحلوى لتكون مصدر طاقة وسكر يساعد الصائمين على مقاومة الصيام الطويل. وكانت النساء تجتمعن في البيوت لتحضير كميات كبيرة منها، مما جعلها جزءًا من التقاليد الاجتماعية أيضًا .

أصل حلوى الشباكية المغربية يعود إلى تاريخ طويل . ومع ذلك، فإن تأصيل هذه الحلوى إلى فترة زمنية محددة أو مكان معين بالضبط يمكن أن يكون صعب بعض الشيء نظراً لقلة الوثائق التاريخية المباشرة التي تتناول هذا الموضوع . غير أنه وللأمانة العلمية والتاريخية (التي لم تتسم بها كاتبة المقال سناء حكيم والمقيمة في تركيا) فلا يوجد أي مصدر تاريخي يشير بشكل أو باخر الى أن اصل الشباكية المغربية للدولة العثمانية , وهو ما يثير الشكوك على محاولات السطو الممنهج لبعض الاطراف على التاريخ والحضارة والثقافة المغربية .
أحد الأدلة القوية التي تربط أصل الشباكية بالمغرب هي التأثير الأندلسي الموري الذي دخل إلى المغرب مع هجرة عكسية للمسلمين واليهود الأندلسيين بعد سقوط غرناطة في عام 1492 . تعتبر الشباكية المغربية واحدة من الحلويات التي تحمل تشابهاً كبيراً مع بعض الحلويات الأندلسية التقليدية التي كانت تُعد في جنوب إسبانيا والتي يرجع سببها الا مصدر واحد وهو المملكة المغربية .
- التشابه مع الحلويات الأندلسية: هناك تشابه بين الشباكية المغربية وحلوى “بيستيو” (Pestiños) التي كانت تُعد في الأندلس، حيث كلاهما يُقلى ويُغمر في العسل أو السكر. يعزز هذا التشابه الفرضية القائلة بأن الشباكية قد انتقلت من الأندلس إلى المغرب مع اللاجئين المسلمين واليهود.
- الكتب التاريخية: لا توجد الكثير من الكتب التي تتحدث مباشرة عن الشباكية، ولكن الكتب التي تتناول تاريخ المطبخ المغربي والأندلسي تذكر تأثيرات الحلويات الأندلسية على المطبخ المغربي بشكل عام. كتب مثل “The World of Moroccan Cooking” لكاتبة المأكولات المغربية كيتي موريس، و”Moroccan Cuisine” حيث تذكر بالتفصيل التأثيرات المورية الأندلسية على المطبخ المغربي الام .
مكونات الشباكية وطريقة التحضير

طريقة تحضير الشباكية المغربية
الشباكية المغربية هي حلوى تقليدية تُحضر بشكل رئيسي خلال شهر رمضان. تُعتبر من الحلويات اللذيذة التي تتميز بمذاقها الغني والمميز. إليك الطريقة التقليدية لتحضير الشباكية المغربية:
المكونات:
- 500 غرام دقيق أبيض
- 125 غرام سمسم محمص ومطحون
- 50 غرام لوز مطحون (اختياري)
- ملعقة صغيرة قرفة مطحونة
- ملعقة صغيرة يانسون مطحون (نافع)
- ملعقة صغيرة مسحوق الزنجبيل
- رشة من الزعفران
- نصف ملعقة صغيرة مسحوق المسكة الحرة (المستكة)
- كيس من خميرة الحلويات (7 غرامات)
- 125 غرام زبدة مذابة
- 2 ملعقة كبيرة خل أبيض
- كوب ماء زهر البرتقال
- ملعقة كبيرة ماء ورد
- رشة ملح
- ماء للعجن حسب الحاجة
للتزيين:
- 500 غرام عسل طبيعي (مسخن قليلاً)
- سمسم محمص (للتزيين)
طريقة التحضير:

- خلط المكونات الجافة:
- في وعاء كبير، اخلطي الدقيق، السمسم المطحون، اللوز المطحون (إذا تم استخدامه)، القرفة، اليانسون، الزنجبيل، الزعفران، المسكة الحرة، وخميرة الحلويات. تأكدي من توزيع المكونات بالتساوي.
- إضافة المكونات الرطبة:
- أضيفي الزبدة المذابة إلى الخليط الجاف وافركيها جيدًا حتى تمتزج تمامًا مع المكونات الجافة.
- أضيفي الخل، ماء زهر البرتقال، ماء الورد، ورشة ملح. اخلطي المكونات باستخدام يديك حتى تتشكل عجينة متماسكة.
- أضيفي الماء تدريجيًا (حسب الحاجة) واعجني حتى تحصلي على عجينة لينة ومتماسكة.
- تشكيل العجينة:
- قسمي العجينة إلى كرات صغيرة متساوية الحجم، ثم افردي كل كرة باستخدام الشوبك (مدلك) على سطح مرشوش بالدقيق حتى تصبح رقيقة.
- قطعي العجينة إلى مربعات صغيرة باستخدام سكين حاد أو عجلة القطع المسننة.
- في كل مربع، قومي بعمل 3 إلى 4 شقوق موازية باستخدام السكين دون الوصول إلى الأطراف.
- تشكيل الشباكية:
- لإعطاء الشباكية شكلها التقليدي، قومي بإمساك شريط من أحد الشقوق في المربع واطوي المربع بأصابعك من الجهتين المعاكستين لتشكيل “وردة” أو “شبكة” مميزة.
- القلي:
- سخني الزيت في مقلاة عميقة على نار متوسطة. يجب أن تكون حرارة الزيت متوسطة أثناء القلي. إذا كان الزيت حارًا جدًا، ستحترق الشباكية من الخارج وتظل نيئة من الداخل، وإذا كان باردًا، ستمتص الكثير من الزيت وتصبح دهنية.
- اقلي الشباكية في الزيت الساخن حتى تتحول إلى لون ذهبي جميل. تأكدي من قلبها أثناء القلي لتكون متساوية اللون من الجهتين.
- نقعها في العسل:
- بعد القلي، ضعي الشباكية مباشرة في العسل الدافئ واتركيها لتتشرب العسل جيدًا. تأكدي من أن العسل دافئ وليس ساخنًا جدًا أو باردًا عند نقع الشباكية فيه، حتى يتشرب بشكل جيد دون أن يفسد قوام الشباكية.
- أخرجيها من العسل واتركيها لتصفى من الزائد، ثم رشي السمسم المحمص فوقها للتزيين.
- التقديم:
- ضعي الشباكية في طبق التقديم وقدميها. يمكن حفظ الشباكية في حاوية محكمة الإغلاق وتبقى طازجة لفترة طويلة.
الشباكية في الثقافة المغربية
لا تقتصر أهمية الشباكية في المغرب على مذاقها اللذيذ فحسب، بل تتجاوز ذلك لتكون رمزًا ثقافيًا واجتماعيًا. تعد الشباكية جزءًا من التراث المغربي الذي ينتقل من جيل إلى جيل، وتُعتبر جزءًا من الهوية المغربية والمطبخ المغربي العريق الذي تم تصنيفه مؤخرا بلقب أفضل مطبخ في العالم من قبل أشهر شيف في العالم وهو البريطاني غوردون رامزي .
ففي الوقت الذي حاول فيه موقع عربي بوسط القطري تغييب وسلخ الهوية المغربية للشباكية ونسبها للاتراك , أعلن الشيف البريطاني غوردون رامزي رسمياً عن فوز المطبخ المغربي في مسابقة أحسن مطبخ في العالم المنظمة من قبل «بابيتي كويزين» pubity cuisine على منصة «إنستغرام» في عملية تصويت شارك فيها ما يزيد على 38 مليون شخص حول العالم . الخبر الذي تناقلته كبريات الصحف والقناوت العالمية .
فخلال هذه المسابقة , حصل المطبخ المغربي على أكثر من 2.5 مليون صوت، كأحسن مطبخ في العالم متفوقاً على عدد من المطابخ العالمية والتي من بينها المطبخ الإيطالي والمكسيكي والياباني والفرنسي والهندي.
وتم الإعلان عن الفائز، مساء الثلاثاء يوليو 2024 ، بالتعاون مع الشيف رامزي، الذي أثنى بدوره على التنوع والنكهات الفريدة التي يتميز بها المطبخ المغربي. واحتدم التنافس بين المطبخين المغربي والمكسيكي في الجولة الأخيرة قبل أن يتصدر المغرب جميع النتائج للمرة الأولى في تاريخ هذه المنافسات العالمية، إذ سبق أن احتل المرتبتين الثانية والثالثة.
أهمية الشباكية خلال شهر رمضان

شهر رمضان هو الوقت الذي تزدهر فيه صناعة واستهلاك الشباكية في المغرب. تعتبر هذه الحلوى جزءًا أساسيًا من مائدة الإفطار في كل بيت مغربي. يعتقد البعض أن الشباكية تساعد في تعويض الطاقة المفقودة خلال النهار بفضل مكوناتها الغنية بالسكر والعسل. ومن الناحية الاجتماعية، يُعد تحضير الشباكية نشاطًا جماعيًا يجمع الأسرة والجيران في تحضير كميات كبيرة منها لتوزيعها بين أفراد العائلة والأصدقاء.
على الرغم من أن الشكل التقليدي للشباكية هو الأكثر شيوعًا، إلا أن هناك العديد من التنوعات التي تختلف من منطقة لأخرى في المغرب. في بعض المناطق، يتم استخدام اللوز المطحون كجزء من الحشوة، بينما في مناطق أخرى، يتم إضافة نكهات مختلفة مثل القرفة أو اليانسون. هذه التنوعات تضيف بعدًا إضافيًا إلى هذه الحلوى وتجعلها محبوبة لدى جميع الأذواق.
الشباكية والموروث الشعبي

تحمل الشباكية بين طياتها الكثير من الموروث الشعبي والحكايات التي ترافق تحضيرها واستهلاكها. كثيرًا ما ترتبط الشباكية بأغاني وأهازيج شعبية تتغنى بها النساء خلال التحضير. كما أنها تحمل ذكريات الطفولة للكثير من المغاربة الذين اعتادوا على رؤية أمهاتهم وجداتهم يحضرنها بعناية وحب.
رغم التطور السريع ، ما زالت الشباكية تحافظ على مكانتها في المجتمع المغربي . وفي ظل وجود الحلويات الحديثة والمتنوعة القادمة من شتى بقاع العالم ، لكن تبقى الشباكية مع الكثير من الحليوات الاخرى حاضرة بقوة ، خاصة في المناسبات الدينية والاجتماعية . وقد أدخلت عليها بعض التعديلات في العصر الحديث، حيث تم ابتكار أشكال جديدة واستخدام تقنيات حديثة في تحضيرها، لكن الطعم الأصلي والروح التقليدية ما زالا محافظين على مكانتهما في قلوب المغاربة .
الشباكية في المهجر
مع هجرة الكثير من المغاربة إلى مختلف دول العالم، انتقلت الشباكية إلى دول المهجر، وأصبحت جزءًا من الثقافة الغذائية للجاليات المغربية في الخارج. في شهر رمضان، يمكن رؤية الشباكية تُباع في الأسواق المغربية التقليدية في دول مثل فرنسا، إسبانيا، وهولندا، مما يعكس مدى ارتباط المغاربة بتراثهم وتقاليدهم حتى خارج وطنهم.
حلوى الشباكية المغربية ليست مجرد حلوى تقليدية، بل هي جزء من التراث الثقافي الغني للمغرب. تحمل في طياتها تاريخًا طويلًا من التقاليد والعادات التي تعكس الهوية المغربية. من خلال مذاقها الفريد وتصميمها الفني، تستمر الشباكية في جذب الأجيال الجديدة، لتبقى رمزًا للأصالة والكرم المغربي، ومثالًا حيًا على كيفية تمازج التقاليد مع الحداثة في المغرب.
غير أن أكثر ما يستفز في هذا المقال لموقع عربي البوسط القطري , هو التهميش الصريح والواضح لذكر الجانب الذي يدعم الاصول المورسكية للشباكية المغربية والتركيز فقط على ذكر الرواية التي تقول ان الشباكية اصلها تركي بل لدرجة وضعها في عنوان المقالة , وهذا من الأساليب الدنيئة والغير مهنية للكتاب وحتى المؤرخين المتبنين للخلفيات والايديلوجيات الاجنبية على حساب أوطانهم . ففي الوقت الذي يعترف فيه العالم بجودة ونقاء وعراقة المطبخ المغربي يجد البعض فرصة للتطفل على هذا التاريخ ونسبه لغير أهله , ولربما عقدة النقص وتقديس الاجنبي مازالت متأصلة في بعض من أبناء بلدنا . فلم يكن هناك تأثير ثقافي تركي كبير على المغرب بقدر ما كان للمملكة المغربية تأثير على العثمانيين الذين بلغوا الحدود وأعجبوا وتأثروا بالثقافة المغربية و خير دليل اعجابهم بـ ” الطربوش الفاسي ” , والذي يعتقد الكثيرون أنه طربوش تركي , فقط لظهوره في بعض المسلسلات والافلام التاريخية , غير أن الاتراك بأنفسهم يعترفون بأن هذا الطربوش قد جلبوه من فاس بعدما أعجب به السلطان العثماني . وكدليل مقال على الموقع التركي الدولي TRT

محاولات السطو مستمرة
لم تكن هذه هي المرة الاولى التي تحلو فيها جهة أجنبية تحريف أو استغلال الثقافة والتاريخ المغربي لاجنداتها الوطنية الخاصة , فمثلا في 16 غشت 2024 نشر حساب مركز أبو ظبي للغة العربية تغريدة على توتير والتي تروج الى أن “لباس البرنس المغربي” أصله عربي , في حين هذا الامر مغاير للتاريخ بشكل قاطع , فالمغرب هو بلد منشأ البرنس حيث اعتاد الملوك المغاربة على لبسه , ويلبس ايضا في المناسبات الاجتماعية وحتى الدينية فـ”البرنس المغربي” هو زي تقليدي يرتبط بتاريخ وثقافة المغرب، ويُعتبر رمزاً للأصالة والهوية المغربية بتصميمه الفريد الذي يعكس التقاليد والموروث الثقافي المغربي.
يعود تاريخ البرنس إلى قرون مضت، وقد تأثر بتقاليد القبائل الأمازيغية في المغرب. كان البرنس يُصنع يدوياً باستخدام تقنيات النسيج التقليدية التي توارثتها الأجيال. ويُعتبر البرنس جزءاً من التراث المغربي الذي يعكس تأثيرات مختلفة، بما في ذلك التأثيرات الأندلسية والعثمانية.في الوقت الحاضر، يُعتبر البرنس المغربي رمزاً للأصالة والفخر بالهوية الوطنية. وعلى الرغم من تطور الموضة وتغير أنماط اللباس، إلا أن البرنس ما زال يحتفظ بمكانته كجزء من اللباس التقليدي في المناسبات الرسمية والاحتفالية. كما أصبح البرنس يظهر في تصميمات الأزياء الحديثة، حيث يستخدمه المصممون المغاربة في تصاميم عصرية تجمع بين التقليدي والحديث.
غير أن هذه التغريدة كان لها رد فعل عنيف من بعض النشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي , ليس من باب العداء للعرب وانما كواقع لا يجب تزييفه , فلن يكون من المنطقي أن ينسب المغاربة أصل العقال والبشت الى المغرب , ورفض هذا التأصيل لن يكون من باب كراهية المغاربة او حقدا عليهم , وانما هي من ضروريات وضع النقاط على الحروف وعدم تزييف ثقافة الدول والحقائق التاريخية .
البرنس هو رداء طويل يُلبس فوق الملابس العادية، وغالباً ما يكون مصنوعاً من الصوف أو القماش الثقيل. يتميز البرنس بقصة فضفاضة وأكمام واسعة، مع غطاء رأس (قلنسوة) مدبب يمكن تغطيته أو إسداله على الظهر. يُستخدم البرنس بشكل أساسي في المناطق الريفية في المغرب لحماية مرتديه من البرد، خاصة في المناطق الجبلية حيث تكون درجات الحرارة منخفضة. يتوفر البرنس المغربي بألوان مختلفة، لكن اللونين الأكثر شيوعاً هما الأبيض والبني. يتم اختيار اللون والخامة بناءً على المناخ والمناسبة. فعلى سبيل المثال، قد يُفضل البرنس الأبيض في المناسبات الخاصة مثل الاحتفالات أو المناسبات الدينية، بينما يُفضل البرنس البني أو الأسود للأنشطة اليومية.
وأما المحاولة الثاني والتي |أثارت استفزاز المغارية بشكل صارخ هي أثناء كأس العالم في قطر حيث ثارت مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب غضبا، بعدما نشرت صفحة كأس العالم بقطر 2022، صورة ترويجية لمونديال قطر تتضمن صورة إرث معماري مغربي . وتظهر الصورة التي نشرتها الصفحة الرسمية لكأس العالم بقطر نجوم كرة القدم يقفون أمام باب عليه شعار “قطر 2022” ينتظرون فتحه. وحسب المستخدمين فإن الخلفية تعود لباب ضريح محمد الخامس، جد الملك المغرب الحالي، محمد السادس بالرباط، وتم إدخال تعديلات عليه وتقديمه على أنه من التراث القطري، وهو ما أشعل غضبهم.

وانتشرت الصورة كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب، وعبر ناشطون عن استيائهم من ما وصفوه “سرقة تراثهم”.وبعد الحملة على مواقع التواصل، طالب فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والمهدي بنسعيد وزير الثقافة والشباب، من الاتحاد الدولي لكرة القدم بسحب التدوينة التي نشرتها الحسابات الرسمية للفيفا على مواقع التواصل الاجتماعي، بشأن قرعة الملحق للتصفيات الأوروبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم قطر 2022.مصدر
كل هذه المحاولات البئيسة الغير بريئة لنزع كل ما هو مغربي والصاقه بتراث وثقافة دول لها ثقافتها الخاصة والمنفصلة عن المملكة المغربية الشريفة, لا يمكن تفاديه ابدا الوقوف مكتوفي الأيدي أمامها , ووجب التصدي لكل هذه المحاولات الممنهجة والممولة من قبل دول بعينها , للحفاظ على كل الموثروث الشعبي المغربي الخالص من تطفل بعض الجهات التي لها سوابق في محاولة طمس الهوية المغربية باعلامها . والتي يا سبحان الله ترفض بل وتحارب كل من يمس ثقافتها وعاداتها .
إليكم بعض المصادر والكتب التي تتناول تاريخ المأكولات المغربية التقليدية مثل الشباكية، بعيدا عن المقالات ذات الاجندات المشبوهة :
1. “Cuisine Marocaine: Tradition et Modernité”
- المؤلف: Fatéma Hal
- وصف: يتناول هذا الكتاب الغني التقاليد والمأكولات المغربية، ويشرح بالتفصيل كيفية تحضير الحلويات التقليدية مثل الشباكية، مع خلفية تاريخية حول نشأتها وتطورها عبر العصور.
2. “The World of Moroccan Cooking”
- المؤلف: Kitty Morse
- وصف: كتاب يقدم وصفات للمأكولات المغربية، بما في ذلك الشباكية، مع خلفية ثقافية وتاريخية عن الأطعمة المغربية وكيف أصبحت جزءًا من التقاليد الاحتفالية.
3. “Fasting and Feasting in Morocco”
- المؤلف: Diana Farr Louis
- وصف: يناقش الكتاب التقاليد الرمضانية في المغرب، ويشمل فصلًا مخصصًا عن الحلويات مثل الشباكية، مع تسليط الضوء على دورها في المائدة المغربية خلال شهر رمضان.
4. “Moroccan Cuisine: Recipes from Fez”
- المؤلف: Zette Guinaudeau
- وصف: يحتوي هذا الكتاب على وصفات من المطبخ الفاسي (من مدينة فاس)، ويشمل تاريخ الحلويات المغربية مثل الشباكية، مع وصفات دقيقة لكيفية تحضيرها.
5. “North African Cookery”
- المؤلف: Arto der Haroutunian
- وصف: هذا الكتاب يغطي مجموعة واسعة من الأطعمة التقليدية في شمال إفريقيا، بما في ذلك المغرب، ويقدم توثيقًا تاريخيًا وثقافيًا عن حلويات مثل الشباكية.
6. “Food Culture in the Near East, Middle East, and North Africa”
- المؤلف: Peter Heine
- وصف: يستعرض الكتاب الثقافة الغذائية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويتناول تقاليد الطعام في المغرب بما في ذلك تاريخ الحلويات التقليدية.
7. “Flavors of Morocco: Delicious Recipes from North Africa”
- المؤلف: Ghillie Basan
- وصف: كتاب يضم وصفات مغربية تقليدية بما في ذلك الشباكية، مع شرح لكيفية تحضيرها والسياق الثقافي والتاريخي لهذه الأطباق.
يمكنكم استخدام هذه المصادر للحصول على فهم أعمق لحلوى الشباكية المغربية وتاريخها ضمن السياق الأوسع للمطبخ المغربي التقليدي.
مقالة أخرى ماذا لو كان أدولف هتلر حيا : فرضية فيلم “Look Who’s Back”