لطالما كانت علاقة إسرائيل بالإرهاب موضوعاً مثيراً للجدل والخلاف. يتباين تعريف الإرهاب بين الدول والمنظمات وحتى الأفراد، مما يجعل هذا السؤال معقداً للغاية. في حين أن العديد يرون أن سياسات اسرائيل، وخاصة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، تندرج ضمن “الإرهاب”، فإن إسرائيل تعتبر نفسها دولة ديمقراطية تدافع عن أمنها ضد الجماعات المسلحة. في هذا المقال، سنستعرض القضية بشكل أوسع، مستعرضين الحجج من مختلف الأطراف، مع محاولة الحفاظ على نهج موضوعي وسهل الفهم.
مفهوم الإرهاب
قبل أن ندخل في مناقشة دعم اسرائيل للإرهاب، من المهم أن نفهم ما يعنيه هذا المصطلح. “الإرهاب” عادة ما يُعرف بأنه استخدام العنف أو التهديد به لتحقيق أهداف سياسية أو أيديولوجية معينة. ويشمل ذلك الاعتداءات المسلحة، التفجيرات، الاغتيالات، وحتى السياسات التي تهدف إلى إرهاب المدنيين.
الحجج المؤيدة لدعم إسرائيل للإرهاب
- السياسات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة:
- تعتبر العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية واحدة من أبرز الحجج التي يستخدمها المعارضون لتصوير إسرائيل كدولة تدعم الإرهاب. ففي نظرهم، العمليات العسكرية التي تستهدف الأحياء المدنية، بما في ذلك القصف الجوي والهدم القسري للمنازل، هي أعمال إرهابية تهدف إلى إخضاع الشعب الفلسطيني وإرهابه.
- الدعم غير المباشر لبعض الجماعات:
- هناك اتهامات بأن اسرائيل دعمت بشكل غير مباشر جماعات معينة لتحقيق أهداف سياسية محددة. على سبيل المثال، يُقال إن إسرائيل قد غضت الطرف عن بعض أنشطة حركة حماس في سنواتها الأولى لإضعاف منظمة التحرير الفلسطينية، العدو الرئيسي لها آنذاك. ويعتبر البعض أن هذا الدعم غير المباشر ساهم في تفاقم العنف في المنطقة.
- استخدام القوة المفرطة:
- يتهم المنتقدون اسرائيل باستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين العزل، خاصة أثناء الاحتجاجات في غزة. الصور والفيديوهات التي تظهر استخدام القناصة ضد المتظاهرين العزل غالباً ما تُستخدم كأدلة على سياسات “إرهابية” تهدف إلى تخويف وإرهاب السكان.
الحجج المناهضة لدعم إسرائيل للإرهاب
- الدفاع عن النفس:
- من جهة أخرى، تعتبر إسرائيل أن جميع العمليات العسكرية التي تقوم بها تهدف إلى الدفاع عن النفس وحماية مواطنيها من التهديدات. اسرائيل تواجه تهديدات من جماعات مسلحة مثل حماس والجهاد الإسلامي، اللتين تُعتبران منظمتين إرهابيتين من قبل العديد من الدول الغربية. وبالتالي، ترى اسرائيل أن هذه العمليات هي إجراءات مشروعة للحفاظ على أمنها القومي.
- دعم التحالفات الدولية:
- إسرائيل هي جزء من العديد من التحالفات الدولية التي تحارب الإرهاب، مثل التحالف ضد داعش. وهي تقدم المساعدات الاستخباراتية والتكنولوجية للعديد من الدول في محاربة الإرهاب. وتعتبر إسرائيل نفسها ضحية للإرهاب، حيث تعرضت لآلاف الهجمات على مدار العقود، سواء من داخل حدودها أو من الخارج.
- المحافظة على الديمقراطية:
- تدعي إسرائيل أنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، وتعتبر أن دعم الإرهاب يتناقض مع القيم الديمقراطية. وترى أن سياساتها تهدف إلى الحفاظ على نظامها الديمقراطي ضد ما تعتبره تهديدات وجودية من قبل جماعات تسعى إلى تدميرها.
وجهات نظر دولية
السياسات الإسرائيلية لطالما كانت محل انتقاد في المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي. ففي حين أن العديد من الدول الغربية تدعم إسرائيل باعتبارها حليفاً في محاربة الإرهاب، فإن دولاً أخرى، وخاصة في الشرق الأوسط، تعتبر أن إسرائيل تمارس سياسات ترقى إلى الإرهاب ضد الفلسطينيين.
الولايات المتحدة، باعتبارها الحليف الرئيسي لإسرائيل، غالباً ما تدافع عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكنها أيضاً تعبر عن قلقها حيال الاستخدام المفرط للقوة ضد المدنيين. هذا التوازن في الخطاب يعكس التعقيد الذي تتسم به العلاقات الدولية حيال هذه القضية.