فيلم Transformers: The Last Knight الذي صدر عام 2017، يُعد جزءًا من سلسلة أفلام “المتحولون” التي اكتسبت شهرة واسعة منذ انطلاقتها. الفيلم من إخراج مايكل باي، المعروف بإخراجه لمشاهد الحركة المبهرة والمؤثرات الخاصة المتطورة، التي تعتبر علامة مميزة لأعماله. الفيلم يركز على الصراع الأزلي بين “الأوتوبوتس” و”الديسيبتيكونز”، ولكنه يقدم هذه المرة قصة تاريخية مثيرة تتعمق في أصول التحالفات والمعارك بين الآليين والبشر، مشددًا على مفهوم التضحية من أجل السلام وتاريخ التحالف بين البشر والمتحولين.
مقدمة السلسلة
تعود السلسلة إلى الثمانينات، حيث تم ابتكار فكرة المتحولين في سلسلة رسوم متحركة وألعاب كانت تحكي قصة آليين متحولين ينقسمون إلى فرق متناحرة: “الأوتوبوتس” بقيادة القائد النبيل أوبتيموس برايم، و”الديسيبتيكونز” بقيادة الشرير ميجاترون. القصة تتطور دائمًا حول الصراع بين هذين الفريقين، حيث يسعى الأوتوبوتس إلى حماية البشر من تهديدات الديسيبتيكونز.
في هذا الجزء، The Last Knight، يأخذ القصة إلى مستوى آخر، حيث يُكتشف أن المتحولين كانوا على الأرض منذ قرون طويلة وأن لهم تاريخًا قديمًا مشتركًا مع البشر. يتم التركيز على فكرة “الفارس الأخير” الذي يحمل مسؤولية كبرى في حماية البشرية. ويتم ربط الأحداث بأسطورة الملك آرثر وفرسانه.
القصة وخطوط الحبكة الرئيسية
تدور القصة حول اكتشاف البشرية لعلاقة قديمة مع المتحولين تعود إلى العصور الوسطى. تبدأ أحداث الفيلم بالكشف عن أن بعض فرسان الملك آرثر. تحديداً الساحر ميرلين، كانوا على اتصال بالمتحولين، بل وأن ميرلين قد استمد قوته من قطعة أثرية سحرية ترتبط مباشرة بقدرات المتحولين. هذه القطعة، التي تُعرف بعصا ميرلين. تُعد مفتاحًا لسلام الأرض أو دمارها.
تعود الشخصيات الرئيسية من الأجزاء السابقة، أبرزهم كيد ييغر (مارك وولبيرغ). الذي يجسد دور الميكانيكي الذي أصبح بطلًا في سبيل حماية الأوتوبوتس. يكتشف ييغر، بمساعدة باحثة بريطانية تدعى فيفيان (لورا هادوك أن مصير الأرض مرتبط بجمعهم للعصا المفقودة. تبدأ رحلة طويلة لاستعادة القطعة الأثرية، التي تُعد مفتاحًا لمستقبل البشر والمتحولين على حد سواء.
ومن جهة أخرى، نجد أن القائد أوبتيموس برايم، الذي غادر الأرض في نهاية الجزء السابق، قد وجد كوكب المتحولين المدمر، سايبرترون، ويكتشف أن استعادة كوكبه تتطلب منه التضحية بالأرض. يتعرض أوبتيموس لتأثيرات عقلية تجعله يغير ولاءه مؤقتًا ويصبح عدوًا للبشر وللأوتوبوتس، ليصبح صراع الفيلم أيضًا معركة نفسية لأوبتيموس بين الولاء لكوكبه الأم وحماية البشر.
مفاهيم التضحية والولاء
ما يميز هذا الفيلم هو حدة الصراع الداخلي والخارجي على حد سواء. فالفيلم لا يركز فقط على المعارك المتلاحقة بين المتحولين. بل يستكشف عمق شخصياتهم وصراعاتهم النفسية، خصوصًا لدى أوبتيموس برايم. برايم، القائد المخلص للأوتوبوتس. يجد نفسه ممزقًا بين حماية الأرض وإعادة بناء كوكبه سايبرترون. ما يجسد مفهوم الولاء بأشكاله المتعددة. هذه التضحية، التي قد يضطر إلى تقديمها، تبرز تساؤلات فلسفية حول الواجب والأخلاق.
يتعمق الفيلم أيضًا في جوانب تتعلق بالتاريخ والأساطير. حيث تُربط أسطورة آرثر وفرسان الطاولة المستديرة بالمتحولين. مشيرًا إلى أن هؤلاء الفرسان العظماء كان لهم حلفاء متحولين ساعدوهم في حماية بريطانيا خلال العصور المظلمة. هذا الربط بين التاريخ الحقيقي والأساطير الخيالية يعطي الفيلم طابعًا ملحميًا ويضيف طبقات من الرمزية حول مفاهيم الشجاعة والقيادة.
الشخصيات الرئيسية وتطورها
يبرز في هذا الجزء شخصيات قديمة وأخرى جديدة تُضيف بعدًا للقصة. مارك وولبيرغ في دور كيد ييغر يمثل الإنسان العادي الذي يجد نفسه في موقف بطولي. مضطرًا للدفاع عن الأرض بأدواته البسيطة. يمثل ييغر البطل غير المتوقع. الشخص الذي على الرغم من كونه ميكانيكيًا بسيطًا. يبرز شجاعة في مواجهة قوى تفوق قدرته بكثير.
أما فيفيان ويمبلي، الأستاذة الجامعية التي لا تعرف شيئًا عن تراثها العريق المرتبط بفرسان الطاولة المستديرة، فتجد نفسها في خضم أحداث عالمية تتعلق بإرث قديم يجب عليها حمايته. تعكس فيفيان شجاعة النساء في ظروف صعبة، حيث تقدم نموذجًا لشخصية قوية لا تعتمد على أحد وتواجه الصعاب بشجاعة.
من جانب المتحولين، نجد أوبتيموس برايم وبيمبلبي في مشهد قوي يمثل الفارق الكبير بين شخصيتين قويتين. برايم، الذي يكافح ضد تأثيرات خارجية جعلته يتصرف بشكل يناقض طبيعته، يجد نفسه في مواجهة مع صديقه المخلص بيمبلبي، الذي يسعى إلى إعادته إلى طبيعته النبيلة.
الرسوم والمؤثرات الخاصة
عند الحديث عن Transformers: The Last Knig
*، لا يمكن تجاهل المؤثرات البصرية التي شكلت جانبًا كبيرًا من جاذبية الفيلم. مايكل باي يُعرف بقدرته على إخراج مشاهد أكشن حماسية وهذا الفيلم ليس استثناءً. التصاميم الجرافيكية للمتحولين مذهلة، حيث يبرز كل واحد منهم بتفاصيل دقيقة تُظهر القوة والضخامة وتعكس هوية كل شخصية. على الرغم من أن بعض النقاد يرون أن المؤثرات أحيانًا تتغلب على الحبكة، إلا أن هذا الأمر يعزز من الأجواء الملحمية التي أراد المخرج إيصالها.
من ناحية أخرى، يُعد تصوير المعارك بين المتحولين نقطة بارزة في الفيلم، حيث تتضمن تأثيرات بصرية وصوتية مذهلة تجعل المشاهد يشعر وكأنه في قلب المعركة. المشاهد تتنقل بين الأرض والكواكب الأخرى، مما يعطي إحساسًا بالعظمة والضخامة لعالم المتحولين.
الاستقبال النقدي والجماهيري
عند إصدار The Last Knight، تلقى الفيلم آراءً متباينة من النقاد. البعض أشار إلى أن الفيلم يبالغ في استخدام المؤثرات البصرية، مما يطغى على تطور الحبكة ويجعل بعض المشاهد متكررة ومشتتة. النقاد قالوا إن إضافة عنصر التاريخ والأساطير كان يمكن أن يكون أكثر تأثيرًا لولا تسارع الأحداث وزحمة التفاصيل. ورغم ذلك، كان هناك إعجاب كبير من الجماهير الذين يعتبرون أنفسهم عشاقًا للسلسلة.
الأرباح في شباك التذاكر كانت مرتفعة، وإن كانت أقل من بعض الأجزاء السابقة. هذا الأمر يعكس نوعًا من التشبع في السوق من أفلام الحركة والمؤثرات البصرية، حيث يرغب المشاهدون في بعض الأحيان في رؤية تطوير أعمق للشخصيات وقصص أكثر تركيزًا.
النهاية
يترك الفيلم الباب مفتوحًا أمام مستقبل غير مؤكد للسلسلة، حيث يشير إلى احتمال أن يتم استكشاف تاريخ المتحولين بشكل أعمق وربطهم بأساطير بشرية أخرى. تبقى النهاية معلقة بالنسبة لبعض الشخصيات، مما يجعل الجمهور متحمسًا لأي تطورات مستقبلية.