“المستقبل ملك لأولئك الذين يؤمنون بجمال أحلامهم” – إليانور روزفلت.
في عام 1976، عثر صبي صغير يدعى ستيف جوبز من سان فرانسيسكو بالصدفة على شيء كان صديقه ستيف وزنياك يقوم باختراعه . كان هذا الشيء هو نظام تشغيل يساعد على عرض كل ما تكتبه على وحدة العرض المرفقة به . ولم يعلموا أنهم كانوا على وشك إحداث ثورة في عالم التكنولوجيا والتصميم . قاموا معًا بتأسيس شركة ابل وأصدروا منتجهم الأول ابل ، وتبعه بعد فترة وجيزة ابل II الذي أشارت إليه مجلة Byte كجزء من “1977 Trinity” للحوسبة الشخصية. لقد كان التصميم من طرف وزنياك ولكن قدرة جوبز على إضفاء التطور الازم عليه والقدرة على بيعه هي التي جعلته ديناصور في السوق , وسرعان ما أصبحت شركة أبل واحدة من أكثر شركات التكنولوجيا المرغوبة والمحبوبة على كوكب الارض . ولكن ما الذي جعل أبل مميزة إلى هذا الحد؟ وما هي فلسفتها في عالم الصناعة ؟
خصائص البشر
دعونا نحاول أن نفهم سمة شائعة جدًا بين البشر، وهي الطموحات! منذ اللحظة التي نبدأ فيها بفهم المعلومات والاحتفاظ بها، تبدأ التطلعات. بالنسبة لطفل يبلغ من العمر 5 سنوات، قد يكون تلك اللعبة الملونة في متجر هاملي، بالنسبة للمراهق، قد يكون بعض الأدوات أو الملابس العصرية، بالنسبة للشباب البالغين، قد يكون الطموح لامتلاك أحدث Ducati Panigale V2 . بغض النظر عن المرحلة التي نعيشها في الحياة، فإننا لا نكتفي أبدًا ونطمح دائمًا! الطموحات تدفعنا كل يوم، وتجعلنا نفعل الأشياء التي نفعلها! البعض يعمل من أجل ذلك، والبعض الآخر لا، ولكن كلنا نطمح! وأبل تزدهر بالطموح!
إن شركة ابل كعلامة تجارية تدفع القيمة الطموحة للرقي، وهي رمز للمكانة العليا! دعونا نحلل جزءًا أساسيًا جدًا من شركة ابل، وهو شعارها! إنها بسيطة ونظيفة ومتطورة وفي صميم الموضوع. عندما تنظر إليه، لا توجد طريقة أخرى لتفسيره، أليس كذلك؟ هذه هي فلسفة تصميم أبل.
إن المظهر المتطور لكل منتج من منتجات ابل يمنحه إحساسًا بالفخامة ويجعل الشخص يفكر “هذا شيء أريده” (يلعب الحدس مرة أخرى)!. إنه ممتع من الناحية الجمالية مع تصميمات نظيفة، وبمجرد استخدام المنتج، تصبح التجربة سهلة ومرحبة. إنها بسيطة ومتطورة وبديهية. انها متماسكة.
دعونا ننظر إلى مثال آخر. إذا كنت قد اشتريت هاتف ابل من قبل، فأنت تعلم أن عبوته هي بالتأكيد الأكثر جمالاً . هل لاحظت أيضًا كيف أن غطاء الصندوق لا يفتح دفعة واحدة، بل ينزلق ببطء وتدريجيًا حسب وتيرته الخاصة ، مما يخلق تشويق واثارة غريبة ، تلك الإثارة عندما تنتظر فتح الصندوق وحمل هذا الهاتف في يدك , إنهم يريدون منك أن ترغب في المنتج بشدة ! استراتيجية تسويقية ممتازة من شركة أبل! فلا عجب أنهم تمكنوا من بيع تلك الهواتف بالأسعار المجنونة التي نعرفها !
أركان فلسفة التصميم لشركة أبل
تلتزم شركة ابل بما فهمه وأثبته ستيف جوبز، وهو أن البشر يهتمون ببعض الأشياء عندما يرون منتجًا أو يستخدمونه. هم:
هل هو بديهي؟ سهل الاستخدام؟
كيف تشعر بامتلاك هذا المنتج؟
كيف تبدو؟
هل يقوم بالعمل؟
بناءً على هذه الأسئلة الأربعة، يمكنك فهم فلسفة التصميم الكاملة لشركة ابل. في حين أن العديد من الشركات تعتبر وظيفة المنتج بمثابة الأساس أو نقطة البداية في عملية التطوير، إلا أن شركة ابل تتميز بفهمها أن التصميم هو الأساس الفعلي، من خلال إنشاء تصميمات تجعل تجربة المستهلك سلسة وممتعة ضف وبالتالي بمجرد ان يبتلع مستخدمو ابل الطعم اللذيذ يجدون صعوبة بالغة في استخدام أي نظام تشغيل آخر بمجرد تجربته . من ناحية أخرى، يجد مستخدمو أي نظام تشغيل آخر أنه من السهل التبديل إلى نظام ابل. ومن هنا يبدأ الإدمان.
إن الإجراءات البسيطة مثل بذل الجهد للتأكد من تصميم الدوائر بشكل جميل، على الرغم من أنها غير مرئية للمستهلك، والتأكد من أن المروحة صامتة ولا تصدر ضوضاء أو إزعاجًا، وما إلى ذلك من الامور البسيطة القوية ، تجعل التجربة فريدة من نوعها . وبالتالي فإن الثمن الذي يتعين عليهم دفعه لا يقارن بما يختبرونه.
يعمل فريق تصميم ابل قبل عامين وهو دائمًا في صدارة المنافسة . في حين أن العلامات التجارية الأخرى قد تعمل على إنشاء ميزات جديدة بسرعة ، فإن شركة ابل تأخذ وقتها لإتقان كل ميزة تبتكرها . الفرق بين المنتج الجيد والمنتج الممتاز هو دائمًا الدفعة الأخيرة من 95% إلى 100%، ومن المؤكد أن شركة ابل تدرك ذلك ولا تدخر جهدًا لتحقيق نسبة الـ 5% الأخيرة.